بعد انتشار مسؤولي النظام في الأسواق وسائل إعلامه تكثف ” دورياتها ” مالهدف؟

محللون : النظام يريد تحميل الباعة مسؤولية الأزمة المعيشية ، والفقر والحرمان ستكون له تداعيات خطيرة على الأجيال القادمة

كثفت وسائل إعلام النظام جولاتها في أسواق دمشق على شكل دوريات شبه يومية ، بعد أن شهدت انتشارا لمسؤولي النظام لتطبيق القانون 8 الخاص بحماية المستهلك من الباعة الذين تتهدهم عقوبات السجن والسوق موجودا من قبل عناصر الضابطة التموينية أو المجالس المحلية وفرق حزب البعث ، في حين نأت تلك الوسائل بنفسها عن التوجه إلى كبار التجار المرتبطين بالنظام والذين يتحكمون بأسعار المواد الأساسية .

وبدت صورة الأسواق ومحلات الباعة في وسائل إعلام النظام مكان الأزمة المعيشية التي تزداد يوما بعد يوم في ظل عدم تدخل الحكومة الإيجابي وطرح مواد غذائية تتناسب مع الدخل وعدم إعادة عجلة الإنتاج بسبب الفساد والنهب الذي يمارسه أمراء حرب يمسكون بمفاصل المؤسسات ، ولكن لماذا هؤلاء محميون من وسائل إعلام النظام ولماذا أيضا توجه تلك الوسائل الأزمة نحو الباعة الصغار ، وتحرض الأهالي عليهم لتحميلهم مسؤوليتها ؟

الباعة هم ضحايا

الكاتب والصحفي عدنان علي يرى أن محاولة حصر النظام الأزمة بالباعة  الصغار هي نوع من البحث عن أكباش فداء ، وقال إن الباعة الصغار هم ضحايا ، ولكن بنفس الوقت المشكلة هي أن النظام يعاني من اختلالات كبيرة على جميع الأصعدة ولا سيما عجزه عن تأمين الاحتياجيات الأساسية للأهالي .

ويضيف علي أن إلقاء مسؤولية الأزمة المعيشية على الباعة الصغار هو هدف أراد قانون حماية المستهلك تحقيقه لجهة حماية التجار الكبار المرتبطين بالنظام من أي مسائلة ، مشيرا إلى أنه خلال الثورة ظهرت فئات متكسبين من ضباط عملوا لأن يكون لهم أنشطة اقتصادية إضافة إلى فئة التجار الكبار المرتبطين بالنظام وهؤلاء هم السبب الرئيس في أزمة المواطن السوري وليس الباعة الصغار .

ليس للنظام إمكانيات لتغيير الوضع

ويقول عدنان علي : ليس هناك إمكانيات للنظام من أجل التدخل لتغيير الوضع الراهن لأن الأزمة أكبر منه وأساسها سياسي ، بمعنى أن المجتمع  الدولي أوضح بشكل دائم للنظام أنه لن يكون هناك انفراج في إعادة الإعمار أو المساعدات دون حل سياسي ، والنظام مستمر بالمراوغة والتملص من التزاماته بالحل .

ومن جهته يرى الكاتب والروائي ثائر الزعزوع أن النظام لديه بشكل دائم شماعة يعلق عليها مسؤولية الأزمات  ..وهو يحاول اشغال الشارع  الذي يئن تحت وطأة ارتفاع الأسعار ، وقال إن النظام لا يريد أن يعترف بمسؤوليته عن الأزمات وهذا الأمر ليس بجديد عليه إذ لطالما تحدثت عن الإمبريالية والصهيونية والمؤامرات بوصفها السبب في تعثر التنمية .  

تداعيات الفقر والحرمان

ويضيف الزعزوع أن السوريين ومنذ زمن بعيد يعيشون كفاف يومهم والمواطن السوري هو كادح ينتظر الأعياد حتى يأكل الحلوى لأن النظام لم يعمل على إيجاد مشاريع تنمية في البلاد ، وما فعلته الثورة هو أنها كشفت الفساد وحجم الكارثة التي يعاني منها السوريون منذ عقود .

ويتوقع الزعزوع أن تستمر مفاعيل تداعيات الأزمات المعيشية والفقر والحرمان على مدى أجيال وليس جيل واحد فقط ، ولا سيما إزاء ما يتعلق بالتفكك الأجتماعي ويقول ما لم يكن هناك مشروع لمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه فإن الأجيال القادمة ستئن تحت ضغوط كارثة ..

السوريون يدركون من المسؤول عن تجويعهم

ويضيف الزعزوع أن المواطن في مناطق سيطرة النظام يعيش حالة خوف بعد أن رأى ما فعل النظام بحق الأهالي الذين ثاروا ضده ، وهو محكوم أيضا بسلطة الإعلام ويدرك أن المسؤول عن تجويعه هو النظام والتجار الكبار ولكنه لا يجرؤ على الحديث عن المسؤول الحقيقي .

وبثت الإخبارية السورية تقريرا حول الأسواق تضمن الطلب من الأهالي تقديم شكاوى على الباعة الصغار ، في حين ظهرت إحدى المذيعات وهي تهدد أحد باعة البندورة بالسجن لأن تاجر سوق الهال لم يعطه فاتورة ..

ورغم ضخ وسائل الإعلام لغة تحريضية بين الأهالي إلا أن أحد الإعلاميين يبرئ صانع حلويات من الأزمة التي أثيرت حول ارتفاع اسعارها مع اقتراب عيد الفطر ومن بينها ” المبرومة ” التي وصل سعر الكيلو منها إلى  80  ألف ليرة ،  ويقول إن سعر التكلفة مرتفع .

ومن جانبها نصحت صحيفة الوطن الأهالي بالتوجه لما كان يفعله الأجداد والآباء بصنع معجنات محلاة بالقطر والسكر ، استعاضة عن مادة ثمن كيلو واحد منها بقدر راتب موظف فئة أولى وختمت تعليقها بالقول ، اللـه يحلي أيامكم بالصبر.

فؤاد عزام – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى