تحذيرات عراقية من نقل عوائل داعش في “الهول” السوري إلى الموصل

الدفعة الأولى من أفراد أسر التنظيم في مخيم الهول وصلت إلى مخيم "الجدعة" بالموصل أمس الأربعاء

حذّر محافظ نينوى “نجم الجبوري”، اليوم الخميس، من نقل عائلات تنظيم داعش من مخيم الهول شرقي سوريا، إلى مخيم “الجدعة” جنوبي مدينة الموصل؛ مؤكّداً أن المضي بهذا الإجراء “قد يُخرج الأمور عن السيطرة”.

وقال “الجبوري” في كتاب رسمي وجّهه إلى رئاسة الوزراء العراقية، بحسَب ما نقلته وكالة “الأناضول”، إن “هناك رفضاً شعبياً واسعاً لنقل عائلات تنظيم داعش من نازحي مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في ناحية القيّارة جنوب الموصل”.

وأوضح الجبوري في بيان له، أن “الاستمرار في هذا الإجراء، قد يؤدي إلى اقتحام المخيم من المتضرّرين من التنظيم الإجرامي وخروج الأمر عن السيطرة”، داعياً إلى “التريث في الإجراء”.

وأمس الأربعاء، أكّد النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى “شيروان الدوبرداني” وصول الدفعة الأولى من أفراد أسر تنظيم داعش في مخيم الهول إلى الموصل، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.

وأكد “الدوبرداني” وجود تحذيرات “من هذا الموضوع وتطوراته الخطيرة”، ومن أنه “سيؤدي إلى كوارث أمنية؛ لأنه لا يقتصر على نازحي نينوى فقط، بل هو نقل لجميع العوائل من جميع المحافظات العراقية”.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى “أحمد الجبوري” قوله، إن نقل المشتبه بأنهم “دواعش” من سوريا إلى العراق هو “كارثة”، وبمثابة “قنبلة موقوتة”

وطبقاً للمعلومات المتوافرة بحسَب الصحيفة نفسها، سيتم نقل نحو 100 من عائلات داعش إلى العراق من بين مجموع الأشخاص العراقيين الذين يضمهم مخيم الهول وعددهم نحو 30 ألف شخص، غالبيتهم العظمى من الأطفال.

وبات مخيم الهول يشكّل ما يشبه “أزمة دولية” داخل الأراضي السورية، مع وجود الآلاف من عوائل وأطفال مقاتلين أجانب في تنظيم داعش، ترفض غالبية دولهم استعادتهم رغم مناشدات الوحدات الكردية والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ويُعد “مخيم الهول” (45 كم شرقي الحسكة) أكثر المخيمات سوءاً داخل الأراضي السورية حتى إنه أطلق عليه اسم “مخيم الموت”، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم هناك 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً (أكثر من 80 بالمئة منهم نساء وأطفال)، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب.

ويشهد المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية سجّل خلالها وفيات بين الأطفال بسبب قلة الرعاية الصحية أو البرد، إضافة إلى أوضاع أمنية مضطربة.

وفي 8 من شهر شباط الماضي، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مجلس حقوق الإنسان” (أحد هيئات الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا)، بياناً دعا فيه خبراء حقوق الإنسان في المجلس، سلطات 57 دولة لاستعادة مواطنيها من مخيمي “الهول” و”روج” في سوريا بشكل فوري، مشيرين إلى ظروف احتجاز “لا إنسانية” يتعرض لها قاطنو المخيمين.

وطالب الخبراء الدول المعنية بالتقرير (بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا ودول عربية وآسيوية) باتخاذ “خطوات إيجابية” و”تدابير فعالة” لوقف “الانتهاكات الجسيمة” التي يتعرض لها مواطنوها في المخيمين المذكورين، ودعا الدول المقصودة بالتقرير إلى إعادة مواطنيها والعمل على “إعادة اندماجهم بالدعم الاجتماعي والنفسي والتعليمي الكافي”.

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى