الروس يحتفلون بالانتصار على النازية بعروض عسكرية في حميميم وموسيقية في دمشق

أسلحة متطورة عرضها الروس في حميميم بعد تجريبها بالسوريين على إيقاع فرقهم العسكرية الموسيقية

استعراض عسكري جديد للقوات الروسية في سوريا وهذه المرة ليس بمناسبة تتعلق بسوريا كما في احتفالها في عيد الجلاء ومناسبات أخرى بل بانتصار الحلفاء على النازية في الحرب العالمية الثانية ضمن احتفالات كبرى انطلقت في موسكو ومدن روسية أخرى إضافة إلى حميميم السورية
ويشمل احتفال حميميم عرض معظم أنواع الأسلحة والقوات التي شاركت في القتال منذ التدخل العسكري الروسي نهاية العام 2015 والذي عد أضخم تحرك للقوات الروسية منذ الحرب العالمية الثانية .

رسائل الاحتفال في حميميم
ورأى المحلل السياسي حسن النيفي أن احتفال الروس بذكرى الانتصار على النازية في حميميم يبعث برسائل بأن وجودهم في سوريا هو حالة طبيعية وبأن البلاد هي امتداد عسكري لهم متسائلا عن الفرق بين النظام في روسيا وبين النازية .

وقال النيفي إن بوتين هو الوجه الآخر للنازية وهو لا يحتفظ بالتاريخ ولا ينظر إليه بل إلى مصلحته الراهنة مشيرا إلى أن الروس يسعون إلى تكريس أمر واقع في البلاد وسمة سياستهم الحالية هي أنها فاقدة لشرطها الأخلاقي والإنساني .

وأضاف أن تدخل الروس عسكريا في سوريا كان لمنع سقوط بشار الأسد وقتلوا الآلاف من السوريين ودمروا البيوت على رؤوس الأهالي ، وهم لا يريدون من سوريا سوى مصالحهم بالدرجة الأولى ولا سيما الاقتصادية ولم يتدخلوا لكي يقدموا ما ينفع السوريين بل علاقتهم مع البلاد محصورة بالعلاقة مع النظام فمساعداتهم عسكريا تنصب على دعم النظام ..
الديكتاتور يدعم شبيهه

ورأى الدكتور نصر اليوسف الخبير في الشأن الروسي أن الرئيس الروسي بحكم طبيعة نظامه يدعم الأنظمة الديكتاتورية المشابهة وكل حاكم مستبد يريد أن يرى الحكام على شاكلته كي لا يكون مختلفا .

وقال اليوسف إن جود روسيا في سوريا هو احتلال لكنه بنفس الوقت للأسف شرعي لأنه جاء بطلب من نظام لا يزال بنظر الأمم المتحدة شرعيا ..ولم تسطع المعارضة والمجتمع الدولي نزع الشرعية عنه بسبب الفيتو الذي يستخدمه الروس في مجلس الأمن .

أسلحة متطورة في حميميم وموسيقية في دار الأوبرا
وشهدت قاعدة حميميم استعراض عسكري في النصر على النازية حاكى انتصاراتهم على المدنيين السوريين فجميع صنوف الأسلحة من طائرات وصواريخ ومدرعات حضرها وزير دفاع النظام علي عبد الله أيوب والعماد ألكسندر شايغو قائد القوات الروسية العاملة في سورية ومحافظاً طرطوس واللاذقية .

كما استحضر الروس في حميميم ترسانتهم العسكرية من خلال استعراض أبرز انجازاتهم في تطوير السلاح الذي تم تجريبه بالمدنيين السوريين فقد استحضرت سفارتهم مقطوعات موسيقية خلال احتفال آخر أقيم بنفس المناسبة إذ لم ينس الروس تغليف أصوات آلتهم العسكرية بموسيقا للتغطية على تلك الأصوات ولو لحين ..

بين فاغنر هتلر وفاغنر الروس
وحال العلاقة بين الحروب والموسيقا يتكرر في سوريا على يد الروس الذين ربما استقوا ذلك من خصهم زعيم النازية أدولوف هتلر الذي كان يستمع قبل وبعد خوضه المعارك لفرق موسيقية تعزف سيمفونيات فاغنر .

ولكن هنا في سوريا لا يخفى على أحد أن لا علاقة بين فاغنر الموسيقار وفاغنر الروسية سوى بالاسم فالاخيرة تضم آلاف المرتزقة الذين يعملون تحت رعاية الكرملين وينتشرون كقوات رديفة للقوات النظامية التابعة لروسيا أو النظام ويحتفلون في أماكن أخرى من سوريا غير حميميم على طريقتهم .

ماذا عن المدنيين السوريين ؟
وماذا عن المدنيين السوريين أصحاب الأرض التي تقام عليها الاحتفالات الروسية والأجواء التي تعج بطائراتهم والمدن والبلدات التي دمرت معظم بيوتها القوات المسلحة الروسية ؟
بكل تأكيد لا يتعلق الأمر بمدى إعجابهم بالموسيقا الروسية فهم لا يملكون ترف الاستماع ، وهم في جحيم كارثة بل ربما يترقبون أكثر أين سيطلق الجنود الروس ومرتزقة فاغنر صيحاتهم إيذانا ببدء معارك جديدة في سوريا ..
راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى