مرحلة ما بعد الانتخابات.. الأسد باق ولكن هل يسمح له بأن يتمدد؟

محللون: البلاد ستبقى مقسمة عمليا بشكل غير معلن ولا حل في المدى المنظور

دللت المواقف الدولية والإقليمية المحيطة بالتحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية على أن التوجه العام هو استمرار بشار الأسد بالحكم لمدة سبع سنوات قادمة ، إلا أنه وعلى الأرض ليس معروفا بعد ما هي المناطق التي ستسمح بها تلك القوى لبشار الأسد بالسيطرة عليها أو نوع تلك السيطرة في إطار ما يتم تداوله عن استمرار وجود مناطق النفوذ الإقليمية والدولية مايطرح تساؤلات حول مرحلة ما بعد الانتخابات سواء بالنسبة لشكل الحكم الذي تريده القوى الكبرى أو بالنسبة للواقع على الأرض

الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي رأى أن القوى الكبرى تريد بقاء بشار الأسد ضمن حالة تقسيم فعلي للأرض السورية على الرغم من أنها تعلن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وقال دسوقي القوى الكبرى تريد الإبقاء على هذا الوضع في المرحلة المقبلة وبشار الأسد لا يملك القرار السياسي بل هو بيد روسيا والقوى الدولية.

وأضاف أن العالم يخضع للمصالح وهو غير عابئ بسقوط مئات آلاف الشهداء في سوريا وهو يصر على بقاء بشار الأسد لأنه أداة طيعة بين يديه ولن يجد أكثر منه لهذه الغاية لذلك ستبقى مأساة السوريين لسنوات بعيدة.

كذلك رأى الكاتب والصحفي حافظ قرقوط أن صورة البلاد في المرحلة المقبلة هي تقسيم غير معلن وقال إن البلاد ستبقى خاضعة لقوى إقليمية ودولية ولكن قد نشهد تنافسا بين روسيا وإيران على تحصيل المكاسب على الأرض مشيرا إلى أن النظام عمليا هو شبه موجود في المناطق التي يتواجد فيها.

وقال قرقوط إن سوريا تخضع لحكم احتلال روسي يملك القرار السيادي السوري وهو ما يتضح من لقاء شيخ عقل الطائفة الدرزية في اسرائيل مع السفير الروسي مشيرا إلى أن الجنوب السوري قد يذهب إلى شكل من أشكال الإدارة الذاتية بعد الانتخابات .

ويبدو واقع البلاد الآن مناطق مقسمة عمليا ففي منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري لا صناديق للانتخابات بل تعزيزات أمريكية جديدة بعد أن أحاطت تلك القوات بمطار القامشلي وهو الوحيد في المنطقة بعد معارك بين تلك القوات وقوات النظام ، أسفرت أيضا عن توقيع عقود تصدير نفط عبر صهاريج القاطرجي إلى مناطق النظام .

وفي شمال غرب سوريا لا يزال الوضع على حاله سيطرة كاملة لقوات المعارضة وحدودها مع مناطق النظام طريق إم 4 وإم 5 .

وفي الجنوب السوري أجبر الأهالي النظام على إلغاء عدد من مراكز الانتخابات في محافظة درعا بعد تهديدات في حين تبدو التحضيرات في السويداء رمزية ومتناسبة مع التواجد الرمزي للنظام إنما الجديد بالنسبة لهذه المحافظة هو تدخل روسيا بشكل لافت واللعب على البعد الطائفي من خلال لقاء عقده السفير الروسي في اسرائيل مع شيخ عقل الطائفة موفق طريف الذي طلب أن يتم إرسال مساعدات إلى السويداء عن طريق روسيا دون تدخل النظام . ومن خلال معبر خاص بين المحافظة والأردن .

وعلى الرغم من ذلك يمضي بشار الأسد في حشده للانتخابات بدعم من روسيا ، في إطار ما يقول إنه استحقاق دستوري بعد أن أعلنت ما تسمى بالمحكمة الدستورية أسماء المرشحين ويجري النظام التحضيرات في إعلامه وكأن لا شيء حدث في سوريا خلال العشر سنوات الماضية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى