لماذا يرغب نحو ثلثي الأهالي بالهجرة طالما أن الأوضاع تسير نحو الأفضل كما يروج النظام ؟

محللون : النظام يواصل لعبته في عدم قول الحقيقة والمجتمع الدولي يسير معه في رواياته

مدن وبلدات تنهض بعد الحرب وصور القائد المنتصر تملأ شوارع العاصمة والمناطق الأخرى ، قرارات ومراسيم وقوانين تصدر تباعا وجميعها تصب في مصلحة الشعب هذه هي الصورة التي يرسمها إعلام النظام عن واقع البلاد الآن محصورة ضمن إطار محدد وهو أن لا مستقبل للبلاد خارج حكم بشار الأسد .

ولا تبدو مشكلة إعلام النظام تتعلق فقط فيما لا يقوله عن حقيقة  الأوضاع  بل أيضا فيما يقوله إذ إن الصورة الأخيرة هي التي تعلق في الأذهان أكثر ، ولكن هل تستطيع تلك الصورة تكذيب ما تقوله مراكز الأبحاث حول رغبة نحو ثلثي السكان بمغادرة مناطق سيطرة النظام وأن هذه النسبة تزيد أكثر بين اللاجئين الذين ترفض الغالية الساحقة منهم العودة طالما بشار الأسد موجود في الحكم  

النظام منفصل عن الواقع

ورأى الكاتب والصحفي عدنان علي أن الأهالي وحتى الرأي العام العالمي يدركون أن الصورة التي يرسمها النظام عن الواقع هي غير صحيحة وقال : إن النظام  يكذب ويعرف أنه يكذب  ويعرف أيضا أن الناس يعرفون أنه يكذب ومع ذلك يستمر في اللعبة ذاته هناك انفصال تام عن الواقع  .

وأضاف أن للنظام حلفاء يقفون معه بقوة من روسيا وإيران وبعض العرب ما يجعله يتمادى في تسويق وترويج رؤيته على الرغم من أن الوضع المعيشي مستمر في التدهور ولا أفق لتحسينه .

وقال علي إن النظام يدرك أنه لا يوجد رغبة دولية في مواجهته ولذلك فهو يستفيد من هذا الهامش  ويواصل أكاذيبه فيما المجتمع الدولي متخاذل وما يقدم للشعب السوري ليس أكثر من تصريحات ووعود  ومسكنات .

صورة الارهاب كما رسمها النظام

ومن جانبه قال زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية إن المجتمع الدولي قرر منذ اليوم الأول للثورة السورية بقاء النظام لأنه قدم خدمات كبيرة لأعداء سوريا .

وأضاف سالم أن الإعلام الغربي وإعلام الروس وإيران هم جزء من ماكينة إعلامية واحدة تدعم نظام بشار الأسد وتسوق أنه يحارب الإرهاب.

وقال سالم إن المجتمع الدولي يدرك تماما أن الشعب السوري هو شعب متحضر ومعتدل ومؤمن بالحياة ولا يوجد إرهاب سوى في الصورة التي رسمها بشار الأسد وهم ساروا معها وأيدوها في وسائل إعلامهم..

ثلثا السوريين يريدون الهجرة

وأظهرت نتائج دراسة نشرها مركز السياسات وبحوث العمليات أن نحو ثلثي سكان العاصمة دمشق يرغبون في الهجرة خارج البلاد لأسباب متنوعة أبرزها الأوضاع المعيشية المتردية.

وقال المركز في الدراسة التي نشرها عبر موقعه الإلكتروني إن  63 بالمئة من أفراد العينة التي أجريت عليهم الدراسة وعددهم 600  عبروا عن رغبتهم بالهجرة خارج البلاد بسبب الظروف القائمة ولا سيما المعيشية منها.

ولا يرى النظام مشكلة في الأزمة المعيشية تتهدده إذ نقل عن بشار الأسد في وقت سابق قوله لصحفيين حين سئل عن الأزمة المعيشية ك أعلم  أعلم حقيقة الأوضاع لكن يجب على القنوات التلفزيونية إلغاء عروض الطهي حتى لا تبدو أنها تسخر من السوريين بصورِ طعامٍ بعيد المنال.

الغالبية الساحقة لا تريد العودة

وإذا كانت الأزمة المعيشية سببا رئيسا لرغبة نحو ثلثي السكان بالهجرة فإنه ليست كذلك بالنسبة لكثير من اللاجئين السوريين إذ ترى معظم استطلاعات الرأي أنهم لا يريدون العودة إلى سوريا مع وجود بشار الأسد على رأس السلطة.

ولا يسمح النظام لوسائل إعلام أجنبية بالدخول إلى سوريا لكنه يدعو بعضها بين الحين والآخر لإجراء أحاديث صحفية مع بشار الأسد بهدف الترويج بأن الأوضاع في سوريا تحت السيطرة، وتلفت بين الحين والآخر بعض الصور الحقيقية عن واقع الأهالي في مواقع الكترونية.

وأيضا لا يسمح حتى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتشويش على الصورة  التي يرسمها ويعتقل من يراه أن يقوم بذلك كما فعل مع المذيعة في التلفزيون هالة الجرف والصحافيين كنان وقاف ووضاح محي الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى