النظام مستمر بإصدار مراسيم وقرارات شكلية لغايات انتخابية

يواصل النظام إصدار مراسيم وقرارات وقوانين في إطار حمى لهاثه باتجاه الانتخابات الرئاسية الغاية منها الاستحواذ على نشوة الوجود وإن كان عدميا وتأثيرات شكلية خالية من المفاعيل فلا تغير على أرض الواقع يوازي حجم الضجيج الإعلامي المثار حولها، ولعل من بينها كان الأمر الإداري الذي أصدره بشار الأسد حول تسريح جنود الاحتياط والذي بحد أدنى من سنوات الخدمة وألحاقه بشروط أخرى .

الخدمة الإلزامية دورة لإخضاع الشبان

ولا يطرح هذا الأمر الإداري سؤالا واحدا حول حجم الشريحة التي تستفيد منه فحسب ، بل جملة من الأسئلة حول الغاية الأساسية من الخدمة الإلزامية بشكل عام والتي يبدأ فيها الشاب السوري حياته العملية لتأخذ من عمره سنوات ، تذهب ضريبة للنظام ولا يستفيد منها الوطن ولا سيما في جبهة الصراع مع إسرائيل ، وتدعم بقاء النظام بأن تكون سنوات الخدمة دورة للشاب يخضع فيها لأقسى أنواع التعذيب والإذلال وكسر الإرادة وتعليمه الطاعة بالقوة والتهديد والقمع.

أوامر التسريح ليست أكثر من دعائية

رأى المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد أحمد حمادة أن النظام ليس بحاجة لدعاية انتخابية بقدر ما هو بحاجة لتهدئة المناطق التي يسيطر عليها ، والهدف من الأوامر الإدارية هي دعائية أكثر منها عملية .

وقال إن النظام وضع الشبان أمام خيارين إما الخدمة أو دفع البدل النقدي ، والخدمة العسكرية هي أحد أبواب الفساد وابتزاز الشبان من أجل مصالح الضباط وغيرهم من مسؤولي النظام .


ولأوامر التسريح أهداف أخرى.

وقال مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية إن الهدف من أوامر التسريح هدفه التقرب من الشريحة الموالية له ، وإظهار أن الوضع في البلاد يسير نحو التهدئة وبنفس الوقت فإن جنود الاحتياط باتوا عبئا عليه .

وأضاف أن التجنيد هدفه خدمة النظام وضمان بقائه ، وأيضا السيطرة على شرائح الشبان من مختلف المناطق .

ويشترط الأمر الإداري الذي أصدره بشار الأسد وجود إمكانية للاستغناء عمن بلغت سنوات الخدمة الاحتياطية لديه سبع سنوات بالنسبة لصف الضباط والأفراد كما يقول العميد حسين كورو رئيس فرع الاحتياط والتعبئة في إدارة القوى البشرية مشيرا أن لا علاقة بين الاحتفاظ أو التسريح وبين عمر الجنود الاحتياط

خيبة أمل من القرارات

وأثار الأمر الإداري حفيظة المجندين في جيش النظام واعتبره عدد منهم بحسب ماتم رصده على مواقع التواصل الاجتماعي استهزاء بعقول الناس ومخيبًا للآمال ولا سيما أن مدة 9 سنوات خدمة بأوضاع مادية سيئة تعني ضياع مستقبل الشباب .

ولا يوجد إحصائيات رسمية معلنة عن عدد المجندين في جيش النظام إلا أنه إضافة إلى الشبان الموجودين في مناطق شمال غرب وشرق البلاد الخارجة عن سيطرته هناك أعداد ليست قليلة من الشبان في مناطق سيطرته يرفضون الالتحاق بالخدمة

ويشكل التجنيد الإجباري هاجسا لدى الشبان وأهاليهم بينما هو مصدر دخل للنظام من خلال البدل النقدي الذي وصل إلى 8000 يورو وأيضا للضباط المتطوّعين الذين يأخذون الرِشا سواء أثناء فرز الشبان أو خلال الخدمة ويتمثل في دفع راتب شهري للضابط مقابل عدم دوام المجند .
راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى