بعد زيارتين لمسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أمريكيين إلى شرق الفرات .. النفط ومحاربة داعش إلى الواجهة مجددا

تطورات لافتة شهدتها مناطق شرق الفرات خلال الساعات القليلة الماضية آخرها قرار ما يسمى بالإدارة الذاتية إغلاق المعابر مع النظام ، وإعلان عدم تيسير الانتخابات الرئاسية في شرق الفرات على الرغم من تكرار النظام مطالبته بوضع صناديق انتخابية في المنطقة .

وجاءت هذه التطورات بعد زيارة لقائد القيادة الأمريكية الوسطى كينيث ماكينزي سبقها زيارة مساعد وزير الخارجية بالإنابة جوي هود بالتزامن مع احتجاز قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري صهاريج القطارجي التي تنقل النفط الى النظام على إثر مظاهرات اندلعت في عدة مدن ضد قرار رفع أسعار المحروقات ما أدى إلى التراجع عنه في وقت لاحق.

إغلاق وانتخابات معا
ورأى شلال كدو عضو الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي أن النظام سيجري انتخابات في أماكن تواجده شرق الفرات على الرغم من قرار ما يسمى بالإدارة الذاتية إغلاق المعابر ومن بينها المربعات الأمنية التابعة للنظام في القامشلي والحسكة ، مشيرا إلى أن قرار إغلاق المعابر قد يكون جاء للتغطية على سماح الإدارة الذاتية للنظام بوضع صناديق في المناطق التي يسيطر عليها .

وأصدر مجلس سوريا الديمقراطية بيانا أعلن فيه أنه غير معنٍ بأية انتخابات لا تحقق أهداف السوريين في حياتهم وحقوقهم وحضورهم السياسي، ولن يكون طرفاً ميسراً لأي اجراء انتخابي يخالف روح القرار الأممي ٢٢٥٤. تبعه قرار من الإدارة الذاتية بإغلاق جميع المعابر التي تصل مناطق سيطرتها بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر اعتباراً من الساعة السابعة مساء اليوم حتى إشعار آخر” .

ثروات ضخمة وأوضاع معيشية سيئة
وقال كدو إن الإدارة الذاتية لديها موارد ضخمة من النفط والمعابر والمساعدات الدولية والضرائب التي تفرضها على الأهالي وفي نفس الوقت فإن معظم الأهالي يعيشون تحت خط الفقر وأيضا لا يسمح لهم بالهجرة خارج مناطق شرق الفرات مشيرا إلى أن الأموال التي تحصل عليها الإدارة الذاتية لا توظف لمساعدة الأهالي أو إيجاد تنمية .

وتجني الإدارة الذاتية أرباحا طائلة من خلال بيعها النفط للنظام وإن كان بقيمة مخفضة إذ قدرت مصادر قيمتها بنحو 150 مليون دولار سنويا بينما الأهالي يتحدثون بأن المنطقة غنية بالنفط وهم لا يجدون مشتقاته إلا بأسعار مرتفعة وكذلك تعد سلة البلاد الغذائية.

كدو : تغيرات قادمة في شرق الفرات
وتوقع شلال كدو أن تكون وراء زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى مناطق شرق الفرات تغيرات ستشهدها تلك المناطق في الأسابيع أو الأشهر القادمة ، وقال إن هذه الزيارات يبدو أنها تعكس جدية من قبل الإدارة الأمريكية في ترتيبات معينة كإنجاح الحوار الكردي ـ الكردي ـ كذلك فتح حوارات مع المكونات الأخرى مشيرا إلى أن الإدارة الذاتية مطالبة بإجراء حوار جدي مع المجلس الوطني الكردي وأن تسمح لأبناء المناطق العربية ولا سيما العشائر بأن يحكموا أنفسهم بعيدا عن سيطرتها .

من جانبه رأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن شرق الفرات يتجه نحو التأسيس لأكثر من حكم من ذاتي ، هوية المنطقة ليست كما تدعي قوات سوريا الديمقراطية ، لافتا إلى أن الاتجاه هو نحو التأسيس لشكل من أشكال الانفصال ولكن في وقت يختارونه

سالم : مشروع سوريا الديمقراطية ليس ضمن الثورة
وقال سالم إن قوات سوريا الديمقراطية لا تعمل ضمن إطار الثورة السورية والمشروع الوطني بل جعلت لنفسها كينونة تخدم مصالح القائمين عليها مشيرا إلى وجود مفاوضات وتجاذبات بين تلك القوات والنظام وبتوصيات أمريكية .

وأضاف أن النفط كان بمثابة مصروف جيب خاص لحافظ الأسد وبعدها ابنه ولم يكن يدخل الميزانية والآن تحاول الولايات المتحدة أن تقوم بدور له بعض المصداقية بأن يكون بعيدا عما كان يفعله النظام في موضوع النفط ، مشيرا إلى أن السؤال المطروح حاليا هو إذا كانت الولايات المتحدة تسيطر على النفط كيف يباع أو يصدر إلى النظام؟

زيارات الأمريكيين لتثبيت المشروع الأمريكي
وقال سالم إن زيارات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة تحمل تأكيدا على حضور الولايات المتحدة في في المنطقة وتمسكها بمشروعها الخاص نظرا لما تحتويه من ثروات ، وهي لا تريد الخروج بدون أثمان وجعلت لمشروعها أقدام على الأرض من خلال تنظيمات ذات صبغة عنصرية معروفة للجميع .

وكان مسؤول بالخارجية الأمريكية أوضح لراديو الكل أن الهدف من زيارة مساعد وزير الخارجية بالإنابةجوي هود إلى شمال شرق سوريا هو للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بالتعاون والتنسيق ضمن التحالف الدولي لهزيمة داعش، واستمرار دعم الاستقرار في شمال شرق سوريا، وإيصال المساعدات للمناطق المحررة لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.

وأكدّ المسؤول الأمريكي أنّ السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سوريا هو ضمان الهزيمة الدائمة لداعش، ولا يوجد أي سبب آخر غير ذلك، وقال : إنّ الولايات المتحدة والتحالف الدولي لهزيمة داعش يواصلون العمل مع الشركاء المحليين ذوي القدرات المتزايدة في مواصلة الضغط المستمر على فلول داعش في سوريا لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم الإرهابي.


راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى