تصلب الشرايين.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

يعتبر مرض تصلب الشرايين مرض العصر حيث يُحدث ثخانةً في جدار الشريان وفقدانا في مرونته؛ ما يؤدي إلى تأخر في تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الجسم ليتطور هذا الأمر مع التقدم في العمر وفق ما ذكر الدكتور محمد رشيد الخلف أخصائي بأمراض القلب والأوعية الدموية في حديثه لراديو الكل.


الأكثر خطورة
ويبين د. الخلف أن لتصلب الشرايين عدة أشكال ويعتبر أخطرها وأكثرها شيوعاً بالمجتمع التصلب العصيدي الذي تتراكم فيه الدهون والكولسترول داخل الجدار الشرياني ما يؤدي إلى حدوث تضيق في جدار الشريان مما يعيق تدفق الدم.
أسباب تصلب الشرايين
يعتبر تصلب الشرايين بشكل عام مرضاً بطيء أي أنه يتطور من الطفولة، وتوجد له عدة أسباب منها ما يمكن التحكم به ومنها ما لا يمكن السيطرة عليه بحسب د. الخلف الذي أوضح أن الأسباب التي لا يمكن السيطرة عليها تتمثل في التقدم بالعمر والعامل الوراثي والقصة العائلية، أما الأسباب التي يمكن التحكم بها فهي التدخين والداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع الكولسترول والشحوم، كما أن هناك أسباباً أخرى مثل زيادة الوزن والعادات الغذائية السيئة وخاصة الطعام الجاهز ونمط الحياة السيء وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.


عوامل الخطورة
“عوامل الخطورة هي الأمراض التي تسبق حدوث تصلب الشرايين” وفق د. الخلف، إذ يعتبر كل من ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري والتدخين وارتفاع الكولسترول والشحوم عوامل خطيرة يجب على الشخص أن يضبطها كي لا يحدث عنده داء تصلب عصيدي.
أعراض تصلب الشرايين
يتطور مرض تصلب الشرايين بشكل بطيء، مايجعل الزيارة الدورية للطبيب أمرا ضروريا، إذ يمكن اكتشاف المرض من بدايته، ولكن عندما يتم الذهاب إلى الطبيب في مراحل متأخرة أو عند حدوث الأزمات القلبية مثلاً فهنا تكون المضاعفات شديدة.
وترتبط أعراض تصلب الشرايين بمكان حدوث التصلب أي إذا أصاب شرايين القلب يؤدي إلى حدوث ألم صدري وأحيانًا حدوث ذبحة صدرية، وإذا أصاب شرايين الدماغ ممكن أن يؤدي إلى حدوث “فالج” أو ضعف بالأطراف مع ضعف بحركة العين واليد، وإذا أصاب شرايين القدمين أو الرجلين فيصبح فيمكن أن يؤدي إلى عرج خلال السير فتظهر الأعراض بحسب المكان الذي يصيبه.
فلا بد أن يكون هناك زيارة دورية للطبيب من أجل الكشف عن المرض في بدايته، يعمل الطبيب من خلالها على قياس الضغط الشرياني إذا كان فيه ارتفاع، وينصح المريض بتعديل نمط الحياة أو بتخفيف الملح مثلًا، ويقوم بعلاج الضغط من اجل عدم تطور تصلب الشرايين.


أساليب الوقاية
تكمن الإجراءات الوقائية وفق د. الخلف بعلاج وضبط عوامل الخطورة أي أن المدخن يجب أن يقلع عن التدخين، ومن عنده زيادة وزن يجب أن يخفف وزنه، والذي لا يمارس الرياضة يجب أن يمارسها على الأقل ساعة يومياً، وبالنسبة للغذاء يجب أن يكون خفيف الدسم خفيف الملح عالي البروتين والألياف بالإضافة للابتعاد عن الأكل الجاهز والطعام المقلي والإكثار من الفواكه والخضار.
وفيما يتعلق بالطعام المقلي ينوه د. الخلف بأن هناك فرقا في نوعية الزيت من حيث الضرر، فمن الممكن استخدام زيت عباد الشمس الذي يحتوي على أوميغا 3 أو زيت النخيل الذي يحتوي على دهون مشبعة، بالإضافة لمدى تكرار القلي بهذا الزيت، فالمطاعم العامة ممكن أن تقلى بالزيت أكثر من 10 مرات حيث يصبح مضراً أكثر، مشيراً إلى أن تصلب الشرايين هو عبارة عن تراكم للدهون فكلما كثرت الدهون وكميات من الدهون المشبعة الموجودة في الطعام الجاهز كلما حدث تطور في تصلب الشرايين.


طرق العلاج
إذا أصاب تصلب الشرايين القلب فيوجد عدة خيارات أولها في بداية الحالة ممكن الاكتفاء بالعلاج الدوائي من مميعات بالأسبرين وخافضات شحوم من أجل تأخير تطور المرض، وإذا كان المرض متطوراً وحدث تضيق متطور بالشرايين، فيجب اللجوء للخيار الثاني وهو القثطرة القلبية وتوسيع مكان هذا التضيق وإذا لم ينجح الامر بالقثطرة يتم اللجوء للعمل الجراحي وفق د. الخلف.


نصائح من الطبيب
ينصح د. الخلف بأمرين أولهما مراجعة الطبيب في حال حدوث أي من الأعراض “ضيق نفس، ألم في الصدر، صعوبة في تحريك اليدين أو القدمين” والأفضل أن يكون هناك فحص دوري لكل من تجاوز الـ 30 عند الطبيب، يتضمن إجراء فحص وتخطيط قلب بشكل روتيني، وثانيهما: ضبط عوامل الخطورة فيجب ممارسة الرياضة بشكل يومي وإيقاف التدخين والابتعاد عن الأكل الجاهز وزيادة تناول الخضار والفواكه كما يجب أن يكون الطعام قليل الدهون والملح للحفاظ على الشرايين ومنع حدوث جلطات دماغية أو قلبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى