صحيفة بريطانية: سوريا “لن تعود كدولة” مع بقاء “ديكتاتورية الأسد”

“فايننشال تايمز” قالت إن اللقاء القادم للرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي فرصة للتأكيد على أن عائلة الأسد "مصدر عدم استقرار"

أكدت صحيفة “فايننشال تايمز” أن سوريا “لن تعود كدولة” طالما ظلت “ديكتاتورية الأسد” في مكانها.

وقالت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها، أمس الأربعاء، إن العالم “نسي على ما يبدو” الحرب التي مضى عليها 10 سنوات في سوريا، وهو ما يعرضه للخطر الفادح، ولا سيما أن تلك الحرب “لا تزال مرشحة للاشتعال وإشعال الفوضى في كل الشرق الأوسط وأوروبا”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن “التواطؤ الدولي” الذي حدث بعد هزيمة تنظيم داعش ليس في محله، وأشارت إلى أن “الدول الهشة الجارة لسوريا مثل الأردن ولبنان وحتى تركيا، يمكن إقناعها أن تظل مثل الحظيرة التي يتجمع فيها 6 ملايين لاجئ سوري ونقل المساعدات لستة ملايين نازح سوري في داخل بلادهم”.

وأعطت الصحيفة مثالاً على “التواطؤ الدولي” ومفارقاته في التعامل مع الملف السوري، في قرار منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، ترفيع نظام الأسد في المجلس التنفيذي.

وذكرت أنه في العقد الماضي حتى شهر شباط الماضي، قام هذا “النظام الإجرامي” بمهاجمة وتدمير نحو 600 مستشفى وعيادة، ما دفع الأطباء للعمل تحت الأرض.

وأضافت الصحيفة: “قام الأسد الذي يدعمه رعاة مثل فلاديمير بوتين بنشر الرؤية الخيالية بأن نظامه يعتبر القلعة العلمانية ضد التطرف الديني. وفي الحقيقة كان الأسد ومن معه، الحاضنة لهذه القوى السامة، الذين يقدمون أنفسهم كقوة مضادة”.

واتهمت “فايننشال تايمز” نظام الأسد ورعاته بإفراغ السجون من “الجهاديين” في عام 2011، والمراهنة على “اختطافهم للثورة”، كما حدث تماماً في لبنان والعراق.

وأردفت الصحيفة أن الأسد أصبح “عالقاً في بقايا الدولة” حتى تدخلت إيران وروسيا، واستطاع استعادة 70% من سوريا، يسيطر على مساحات واسعة منها “أمراء الحرب والمبتزون من حلفاء الأسد”.

واستطردت الصحيفة أن سوريا باتت في حالة دمار كامل، فقد سوّى القصف الروسي مدناً مثل حلب وحمص بالتراب، وقُتل نحو نصف مليون مدني، وانهارت معظم المؤسسات التي تعمل في البلاد، فيما تحولت مؤسسات في قوات النظام مثل “الفرقة الرابعة” التي يقودها شقيق بشار ماهر الأسد، إلى قوة توفر الغطاء لتجارة الابتزاز والمافيات والمليشيات.

إضافة إلى ذلك، تم تشريد نصف السكان، معظمهم رحلوا “دون رجعة”، فيما يقوم الأسد “بمنح المتربّحين من الحرب رخصاً لمصادرة بيوت وممتلكات اللاجئين”.

واعتبرت الصحيفة اللقاء الذي يُفترض أن يجمع الرئيس الأمريكي “جو بادين” نظيره الروسي “بوتين” الأسبوع المقبل في جنيف، وكذلك لقاؤه مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في قمة الناتو ببروكسل، “فرصة للتأكيد على أن عائلة الأسد هي مصدر عدم استقرار”.

وخلصت الصحيفة إلى أن “الطريق الوحيد” للحل في سوريا هو تقارب إقليمي تقوده إيران والسعودية الدولتان المتنافستان في المنطقة، تتفقان فيه على “نظام أمني جديد”.

وعدّت “فايننشال تايمز” هذا الخيار “يمكن أن يكون سراباً أكثر منه رؤية”، لكنه أفضل من “البدائل الدموية”، ويفتح المجال أمام تمويل الإعمار الذي يمكن أن ينفع دول الخليج، التي تحاول تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

راديو الكل – صحيفة “القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى