هل أبواب السعودية لا تزال مغلقة أمام النظام ؟ وما هي شروط الرياض لإعادة العلاقات ؟

في تطور لافت على صعيد احتمال إعادة العلاقات بين السعودية والنظام رد المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي في مقابلة مع قناة روسيا بأن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن هذا الموضوع .

الرد السعودي جاء بعد نحو أسبوعين على تصريحات أدلى بها وزير خارجية النظام فيصل مقداد في مقابلة مع القناة الروسية ذاتها وأبدى فيها تفاؤلا بقرب عودة العلاقات ..

وبين النظر إلى تصريحات المعلمي على أنها رد حاسم والحديث بأنها تدوير للزوايا، والمسألة تتعلق بالوقت ليس أكثر فإن طبيعة العلاقات بين الجانبين اختلفت خلال السنتين الماضيتين مقارنة بما كانت عليه مع بداية الثورة السورية ولا سيما بعد تطور العلاقات السعودية الروسية وما رافقها من زيارات متبادلة لوزيري خارجيتهما والزيارات المتكررة للمبعوث الرئاسي الكسندر لافرتنيف إلى الرياض وزيارة وزير سياحة النظام إلى الرياض قبل نحو أسبوعين .


النهاري : السعودية ستعيد علاقاتها مع النظام قريبا
وعبر الكاتب والمحلل السياسي السعودي د. شاهر النهاري عن اعتقاده بأن العلاقات بين السعودية والنظام ستعود قريبا .. وقال : أعتقد العلاقات ستعود قريبا مع سوريا حسب ما نشاهد من لقاءات وتحركات سياسية ودبلوماسية وأن ذلك وإن لم يكن مثاليا لكنه سيحدث قريبا ..
وأضاف النهاري أن عودة سوريا قد تكون ليست مثالية بوجود بشار الأسد وحكومته ومع من حوله ولكن السعودية لا تريد أن تنقطع عن سوريا أكثر من ذلك وهي حريصة على إقامة علاقات مع الشعب السوري بكل أطيافه وتسعى إلى إعادة الروح السورية مرة ثانية إلى الوطن نفسه وهي لا تريد وطنا مشتتا محتلا لا تقوم له قائمة في يوم من الأيام ، ومن واجب المملكة أيضا أن تحاول عدم فصل سوريا عن الجامعة العربية والدول العربية وعن ما ممكن أن تقدمه هذه الدول لها .


السعودية ستشارك في إعادة الإعمار
وقال النهاري إن المملكة العربية السعودية كما دول الخليج ستشارك في إعادة الإعمار في سوريا التي هي جزء مما يدور حاليا في السياسة الدولية مشيرا إلى أن روسيا تسعى لإعادة الإعمار في اسرع وقت لأن هذا يخدم مصالح شركاتها التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار .
ولم يعلن المندوب السعودي عبد الله المعلمي في مقابلته مع قناة روسيا اليوم رفضه القاطع إعادة العلاقات مع النظام كذلك لم يتحدث عن عودة قريبة لهذه العلاقات ولكنه قال إن الوقت ما يزال مبكرا للحدث عن إمكانية ذلك مشيرا إلى أن هناك إجراءات يجب على النظام القيام بها قبل إعادة العلاقات مع بلاده دون أن يحدد ماهية تلك الاجراءات إلا أنه أشار إلى أن النظام لا يزال يستهدف المدنيين.

سالم : بعض المعارضة أخذت تصريح المعلمي بشكل إيجابي
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن تصريح المعلمي يؤكد أن التطبيع بين السعودية والنظام قادم والمسألة هي مسألة وقت فقط وقال سالم إنه من العجيب أن تعد قوى من المعارضة المعارضة السورية التصريح خطوة في الاتجاه الصحيح من جانب المملكة العربية السعودية التي كان يعول عليها في نصرة قضايا الشعب السوري وشعوب المنطقة أجمع .
وأضاف سالم إن القراءة السياسية تختلف عن القراءة الرغبوية التي يحاول بعضهم الاختباء وراءها والحديث بأن هناك قوى على هذه الأرض في هذا العام تدعم تحرر الشعب السوري واقامة دولة ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الانسان مشددا على أن تصريح المعلمي غاية في السلبية .


خليفة : تصريح المعلمي لا يشير إلى عودة قريبة للعلاقات
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة إن تصريح المعلمي لا يشير إلى عودة قريبة للعلاقات بين السعودية والنظام ..وقال : لو كان هناك أية بوادر لعودة العلاقات قريبا لكان المعلمي أوضح ذلك ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأوضاع في المنطقة متغيرة وهناك تحرك اقليمي كبير .
وأضاف خليفة أن المعلمي كان واضحا جدا في حديثه بأن النظام غير مؤهل لإعادة العلاقات معه لأن السعودية لا تبني سياساتها جزافا بل بناء على القرارات ا لدولية وطموحات الشعب السوري في الحرية والمملكة لن تطبع مع النظام في ظل عدم التزامه بالانتقال السياسي وأيضا تحدث المعلمي بأن السعودية لن تذهب معه بعيدا في عودته إلى الجامعة العربية لأنه لا يوجد اجماع عربي على ذلك .
وكانت قناة روسيا اليوم أجرت مقابلة مماثلة مع وزير خارجية النظام فيصل مقداد قال فيها إن العقلانية تعود رويدا رويدا إلى الساحة العربية ونحن متفائلون
وبوضعها شروطا لإعادة العلاقات مع النظام تكون السعودية فتحت نصف الباب بعد أن كانت أغلقته حين دعت على مدى السنوات الماضية إلى اسقاط النظام إذ شهدت العلاقات تغيرات تمثلت عبرت عنه بشكل واضح الزيارة التي قام بها وزير السياحة في حكومة النظام إلى العاصمة السعودية نهاية الشهر الماضي .

راديو الكل – فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى