أوباما يحث الكونغرس على السماح باستخدام القوة العسكرية ضد داعش

حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب “حالة الاتحاد” الأخير له، الكونغرس على السماح باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش،  مؤكداً ضرورة تركيز السياسة الخارجية لبلاده على خطر تنظيمي داعش والقاعدة.

وتطرق أوباما، في الخطاب الذي أدلى به أمام الكونغرس، إلى عدد من القضايا الداخلية والخارجية، حيث أوضح أن اقتصاد الولايات المتحدة سجل تطوراً كبيراً منذ توليه الرائاسة وحتى اليوم، لافتاً إلى أن فرص العمل شهدت في السنوات السبع الأخيرة أكبر زيادة لها في تاريخ البلاد.

وأعلن أوباما عن اطلاق حملة وطنية من أجل معالجة مرض السرطان، وعين على رأسها نائبه جو بايدن الذي فقد نجله “بو بايدن” العام الفائت جراء مرض سرطان الدماغ، مضيفاً “قال بايدن العام الماضي إن أميركا ستتمكن من إيجاد علاج لمرض السرطان كما نجحت في الوصول إلى القمر، واليوم أعلن عن اطلاق حملة وطنية من أجل ذلك، ولنجعل أميركا بلداً ينتج علاجاً للسرطان من أجل أحبتنا الذين فقدناهم، والعائلات التي يمكن أن ننقذها حالياً”.

كما انتقد أوباما في خطابه من يرفضون تقبل وجود تغير مناخي، قائلاً “ستبقون وحيدين إذا استمريتم في رفضكم للأدلة العلمية حيال التغير المناخي، لأنكم تعارضون جيشنا ورجال أعمالنا، ومعظم الشعب الأمريكي إضافة إلى 200 بلد حول العالم، متفقون على أن التغير المناخي مشكلة، وينوون إيجاد حل له”.

ولفت أوباما إلى أنهم يبذلون جهوداً من أجل تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.

وحول السياسة الخارجية، تطرق الرئيس الأمريكي إلى قضايا مكافحة الإرهاب، وإيران، والانفتاح مع كوبا، إضافة إلى إغلاق معتقل غوانتانامو، وأكد على أن القيم الأمريكية تعارض الحكم على الناس بسبب دينهم وعرقهم.

وشدد أوباما على أن أولويتهم ستكون ضمان أمن الشعب الأمريكي، وملاحقة الإرهابيين، مبيناً أن التنظيمين الإرهابيين داعش والقاعدة يشكلان خطراً مباشراً على شعبه، ويمكن لهذين التنظيمين اللذين يستخدمان الانترنت من أجل تسميم الناس، أن يلحقا ضرراً كبيراً بالأمريكيين.

وذكر أوباما أن التحالف الدولي المؤسس بقيادة الولايات المتحدة، شن قرابة 10 آلاف غارة حتى اليوم، منوهاً إلى أن التحالف قتل قادة للتنظيم، ودمر نقاطه التدريبية وأسلحته، وألحق ضربة في موارده.

وتوجه أوباما بخطابه إلى الكونغرس، قائلاً ” يجب على الكونغرس أن يمنح صلاحية استخدام القوة العسكرية ضد داعش، إذا كان جادا في الظفر بهذه المعركة، ويريد أن يرسل رسالة لجنودنا وللعالم”.

واستذكر أوباما أنهم أعطوا أولوية للجهود الدولية من أجل إحلال سلام دائم في سوريا، من خلال التوصل إلى حل للحرب هناك، وأنهم وفروا شراكة عالمية تدعم مبادئ العقوبات والدبلوماسية، من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي، قائلاً “إن البرنامج النووي الإيراني تراجع، وأرسلت مخزونها من اليورانيوم في السفن، وأُنقذ العالم من حرب أخرى”.

وبخصوص العلاقات مع كوبا، أوضح أوباما أن بلاده أعادت العلاقات مع حكومة هافانا مجدداً بعد 50 سنة من العزلة، وفتحت باب التجارة والسفر بين البلدين، وأنها سعت من أجل تطوير المستوى المعيشي للكوبيين، داعياً الكونغرس إلى رفع العقوبات عن كوبا.

وجدد أوباما طلبه بإغلاق معتقل غوانتانامو الذي أسس عقب الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011، مؤكداً أنه سيواصل جهوده من أجل إغلاقه.

وفي سياق أخر، أكد أوباما ضرورة رفض الشعب الأميركي لكافة أشكال السياسة التي تستهدف الناس بسبب عرقهم أو دينهم، مضيفاً ” إن إهانة السياسيين للمسلمين، أو التعرض لمسجد أو الاستخفاف بطفل، لا يجعلنا أكثر أمناً، فهذا أمر خاطئ ويجعلنا صغاراً أمام أعين العالم”.

إلى ذلك، حضر الخطاب 23 شخصاً من عائلة الرئيس، إضافة إلى اللاجئ السوري، العالم رفاعي حمو، فضلاً عن ممثلين عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الذي يعد أكبر منظمة مدنية للمسلمين في الولايات المتحدة.

وقبل الخطاب أجاب حمو على أسئلة مراسل الأناضول في البيت الأبيض، حيث أوضح أنه رغب في التوجه إلى الولايات المتحدة لأسباب صحية بشكل رئيسي، مضيفاً ” إن الرئيس أوباما علق على مقالة متعلقة بي في موقع فيسبوك، وقال إنهم مستعدون لاستقبالي في لحظة كنت فيها بأمس الحاجة لذلك، ولذلك تقدمت بطلب لجوء إلى الولايات المتحدة”.

وتابع حمو، ” فضلاً عن ذلك، رغبت بالقدوم إلى الولايات المتحدة بسبب الاهتمام الذي يولونه للعلم ورجاله، وأتمنى العمل في المجال العلمي بالولايات المتحدة”.

وأعرب حمو عن اعتقاده أن سبب دعوته إلى حضور الخطاب قد تكون تمثيله لمدى صمود الإنسان السوري، مبدياً اعتقاده أن يكون حضوره للخطاب ربما فرصة لمساعدة الشعب السوري، وفرصة من أجل أنقاذ السوريين من المآسي التي يعانونها، وإيقاف الدماء المراقة.

وأشار حمر إلى أهمية دعوته من قبل أوباما من ناحية انعكاساتها على المعاناة التي يعانيها اللاجئون، وما شهدوه جراء الحرب.

 

المصدر: وكالة الأناضول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى