إدلب وعفرين رسائل بدماء السوريين للقمتين الأمريكية الروسية والأمريكية التركية

محللون: القمتان لن تؤديا إلى حل سياسي لأن الأمريكيين يتحدثون فقط عن ملف المساعدات الإنسانية

بدأت النقاشات الأمريكية الروسية حول الملف السوري عمليا على الأرض من خلال التصعيد الذي تشهده إدلب والذي جاء قبيل قمة بوتين بايدن وبعد زيارة مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفلد إلى معبر باب الهوى على قاعدة ربط روسيا بين إبقاء المعبر مفتوحا أمام المساعدات الأممية مقابل فتح معابر بين إدلب ومناطق النظام وإلا فإنهم لن يستخدموا الفيتو في مجلس الأمن فحسب بل بإمكانهم أيضا الاستمرار بتهديد استقرار إدلب وهو ما لا ترغب به الولايات المتحدة ..

وبموازاة ذلك وقع حدث مأساوي أمس باستهداف مشفى مدينة عفرين ومقتل 13 شخصا في قصف من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري وقوات النظام كما أعلن الائتلاف الوطني ، ويهدف إلى الضغط على قمة بايدن ـ أردوغان المقبلة وإيجاد معطيات من شأنها التأثير على التزامات الولايات المتحدة إزاء المنطقة بحسب مصادر معارضة أخرى

القمتان لن تؤديا إلى حل سياسي

واستبعد المحلل السياسي محمود عثمان أن تحدث قمتا بايدين ـ بوتين وبايدن ـ أردوغان اختراقا في جدار الحل السياسي أو أن تأتي هذه الغيوم بأمطار تكون غيثا للسوريين وبداية لإنهاء معاناتهم بحسب تعبيره . وقال من المبكر الحديث فيما إذا كانت القمتان ستؤديان إلى محاور محددة بخصوص الحل السياسي في سوريا وقال لا أحد يتحدث عن هذا الحل ، فالامريكيون يتحدثون عن المسألة الإنسانية وكيفية إيصالها للنازحين في الشمال ، والروس يتحدثون في كوكب آخر عن اللجنة الدستورية وكأن السوريين لا ينقصهم إلا دستور جديد .

الروس لا يملكون أي حل سياسي

وأضاف عثمان أن الجميع على الأرض لا يهمه حياة السوريين ومدى تأثير ما يجري عليهم والروس يضعون مسألة المساعدات الإنسانية على طاولة المفاوضات على الرغم من أن هذا الملف انساني وفوق تفاوضي لأنهم لا يملكون أية رؤية للحل وليس لديهم تاريخ في أي مكان في العالم اعتمدوا فيه الحل السياسي ، فهم يتدخلون عسكريا يتبعون سياسة الأرض المحروقة ولا يملكون غير هذا السيناريو الذي يتطابق مع ما يفعله النظام وهم يريدون فقط الإمساك بسوريا من أجل التفاوض مع الأمريكيين مشيرا إلى أن الروس عرضوا بيع ورقة بشار الأسد مقابل مكاسب أخرى يحصلون عليها من الأمريكيين فهم لوحوا بانتخابات مبكرة بعد أيام على الانتخابات التي أجراها النظام .

الحل السياسي يحتاج إلى ضغط أمريكي بشكل خاص


ورأى الدكتور زكريا ملاحفجي عضو الإئتلاف الوطني المعارض أن القضية السورية ستكون حاضرة على طاولة قمتي بايدين ـ بوتين ، وبايدن ـ أردوغان ، سواء بما يتعلق بالشق الإنساني أو السياسي ولا سيما أن النظام يتهرب من الاستحقاقا

وقال ملاحفجي إن الحل السياسي يحتاج إلى ضغط دولي ولا سيما من القوى الفاعلة في القضية السورية وأبرزها الولايات المتحدة مشيرا إلى أن القوى السورية على تواصل بشكل شبه دائم مع الأمريكان والأتراك بهذا الخصوص

القضايا الإنسانية لا تحل إلا بالضغط بحلول سياسية

وأكد ملاحفجي أن المسائل الإنسانية لا يمكن أن يتم حلها إلا بقرارات سياسية ولكن إذا كان سقف الاجتماعات واللقاءات التي يشارك فيه أصدقاء الشعب السوري هو القضايا الإنسانية فإن الأمر سيكون مؤسفا وقال إن إحداث تقدم في ملفات القضية السورية يتعلق بالأوراق التي سيطرحها الأمريكيون وبجدية الخطط والأفكار من أجل الخروج من نفق اللاحل .

المدنيون من يدفع الثمن قبل أي قمة

والمدنيون كما جرت العادة قبيل أية قمة اقليمية أو دولية ، هم من يدفع الثمن ، والمعطيات التي سعت روسيا والنظام وقوات سوريا الديمقراطية إلى تعويمها كل بحسب مصالحه قد تصل إلى طاولة نقاشات قمتي بايدن ـ بوتين ، وبايدن ـ أردوغان ولكن ما قد لا يصل هو التفاهم على حل سياسي جذري وشامل للكارثة السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات فهو الأساس الذي يجب أن يسعى إليه المجتمع الدولي

ولا يبدو المشهد هذه المرة سياسيا ويتعلق بمستقبل القضية السورية بقدر ما انحسر إلى مسألة مساعدات إنسانية يهدد الفيتو الروسي بوقفها ، وإلى محاولات تفكيك التزامات أمريكية سابقة في شمال شرق البلاد ولكن ربما تحدث اختراقات في مسألة الحل السياسي وإن بدت بعيدة المنال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى