بعد أن وضعت الانتخابات الرئاسية أوزارها كيف أصبح السوري في مناطق النظام شبه مواطن ؟

محللون : لا يملك النظام القدرة على الحل ولكنه مستفيد من الأزمة المعيشية

بعد الزخم الذي أعطاه إعلام النظام في مرحلة الانتخابات وتركيزه على تطبيق القانون رقم 8 المتعلق بحماية المستهلك والتقارير اليومية التي كان يبثها حول استقرار الأوضاع المعيشية ، عادت الأوضاع أسوأ مما كانت عليه، وحلت بدل وعود الأمل بالعمل مصطلحات جديدة محورها أن لا خيار سوى التأقلم مع استمرار تدهور الوضع المعيشي لأن لا حلول لدى النظام سوى تلك التي تكون على حساب السوري الذي وبحسب ما عبرت عنه إحدى الصحفيات بات شبه مواطن.

مصطلح شبه مواطن الذي راج في الآونة الأخيرة تعليقا على قرار حكومي بالسماح بإنتاج أشباه الألبان والأجبان بسبب ارتفاع اسعار الحليب جاء أيضا بعد نصائح من إعلام النظام للأهالي عشية عيد الفطر الماضي بأن يصنعوا معجنات محلاة بالسكر كما كان يفعل الأجداد بسبب غلاء أسعار الحلويات ما يطرح جملة من الأسئلة لعل من أبرزها هل استنفذ النظام الحلول أم أن لا رغبة لديه بتقديم الحلول وما هي الأسباب وراء ذلك ؟

العبد الله : النظام مستفيد من الأزمة المعيشية
الدكتور سمير العبدالله خبير الشؤون السورية في مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) رأى أن النظام مستفيد من الأزمة المعيشية وأيضا ليس لديه قدرة على وضع حلول وقال إن النظام يحاول توجيه أسباب الأزمة المعيشية نحو العقوبات بهدف الضغط دوليا لاستقطاب المزيد من المساعدات وحصرها بيده.

وعد العبدالله النظام يتبع سياسة الهرب إلى الأمام بعد أن اطمأن لوضعه فلم يعد لديه تخوف وليس عليه ضغوط من الناحية السياسية للقيام بإصلاحات اقتصادية، وبالتالي أصبحت الأوضاع الاقتصادية جزئية بالنسبة له مستبعدا حدوث ثورة جياع؛ لأنه لم يعد لدى الأهالي القدرة على الاحتجاج .

شعبو : سوريا متجهة إلى مجاعة
من جانبه رأى الباحث الاقتصادي الدكتور فراس شعبو أن سوريا اليوم متجهة إلى فقر مدقع ومجاعة في حين أن النظام يتبجح ويتحدث عن أوضاع مختلفة وعن إعادة لاجئين وغيرها وقال ..إنه وفي ظل اشتداد الجوع والفقر ستزداد سطوة النظام مشيرا إلى أن احتمال الاحتجاج ضعيف لأن الأهالي يدركون ما سيصيبهم والنظام مستعد لإبادة شعب بأكمله وليس لديه أي مشكلة في ذلك بعد أن اطمأن إلى وضعه .

وأضاف شعبو أن ارتفاع الأسعار سببه تراجع قيمة الليرة والنظام لا يتحدث عن الرواتب، والمحتكرون للمواد الغذائية هم جزء منه مشيرا إلى أن النظام لا يملك القدرة والإمكانيات على إيجاد حلول للأزمة المعيشية وأيضا لعب النظام على وتر العقوبات لكي يقول للعالم إن الأزمة المعيشية هي السبب في ذلك .

صحفية سورية : الحكومة ترانا أشباه بشر
ومؤخرا صدر قرار حكومي بالسماح بانتاج أشباه الألبان والأجبان ما عدّ بأنه شرعنة غش المواد الغذائية أي السماح بإدخال النشاء والزيوت على هذه المنتجات لعدم قدرة الأهالي على شراء الحليب ومشتقاته في حين نقلت قناة روسيا اليوم عن صحفية سورية لم تسمها القول : باتت الحكومة ترانا أشباه بشر .. اللبن والحليب للطبقة الغنية، وأشباه اللبن والحليب والجبنة لمن يشبههم”.

وتحدث خبراء في مناطق النظام من بينهم الدكتورة رشا سيروب بأن من أبرز أسباب ارتفاع الأسعار هو الاحتكار وسيطرة بضعة أشخاص على استيراد السلع مشيرة إلى أن الحكومة منزوعة الصلاحيات، والسلطة التشريعية لا تمارس دورها الرقابي

وترتبط مسألة العيش بكرامة بتأمين أكثر من الحد الأدنى من الضرورات الغذائية كأبسط حق من حقوق الإنسان في الظروف الاستثنائية ، ولكن أن يصل الأهالي إلى مرحلة الحلم بالغذاء فتلك هي الأزمة بل الكارثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى