إسلامي : الجوع والحصار


جوعٌ وحصارٌ يفرضه النظام على مدن وبلدات سورية اليوم وما أشبه اليوم بالأمس وكأن التاريخ يعيد نفسه …

ففي بداية الإسلام اجتمع كفار مكة اجتماعًا طارئًا وعاجلاً، بعدما رأوا من اجتماع بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله ، وخرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد، فقد ابتكروا وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا هذا القانون، كان هذا القانون هو “المقاطعة”، وتفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف، وإعمال سياسة التجويع الجماعي لهم، سواءٌ أكانوا كفارًا أم مسلمين.

واتفق المشركون على شروط منها  (أن لا يناكحوهم -لا يزوّجونهم- ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله  لهم للقتل.)

هكذا في غاية الوضوح … السبيل الوحيد لفك هذا الحصار هو تسليم الرسول  حيًّا ليقتله زعماء الكفر بمكة.

لقد بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم، تلك التي عاشها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية، فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين، لا بيع ولا شراء، حتى الطعام الذي كان يدخل مكة من خارجها وكان يذهب بنو هاشم لشرائه، كان القرشيون يزيدون عليهم في السعر حتى لا يستطيعون شراءه، ومن ثَمَّ يشتريه القرشيون دون بني هاشم.

وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كانت تُسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع، وحتى اضطروا إلى التقوت بأوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاثة أعوام كاملة… ثلاثة سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية، وهي وإن كانت صورة جاهلية من اختراع أهل قريش في ذلك الوقت، إلا أنها -وللأسف- تكررت بعد ذلك كثيرًا، وللأسف أيضًا فإنها في كل مرة كانت تتكرر مع المسلمين فقط…

نناقش هذا الموضوع مع :

فضيلة الشيخ مجد مكي عضوٌ مؤسسٌ في رابطةِ العلماءِ السوريينَ والمشرفُ العلميُّ على موقِعِهَا

و فضيلة الشيخ الأستاذ حسن قاطرجي رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى