الحسكة.. ارتفاع في أعداد حالات التسمم بسبب “المياه الملوثة”

مسؤولون صحّيون في الحسكة تحدّثوا عن أكثر من 100 حالة تسمّم تراجع مشافي المدينة يومياً

كشف مسؤولون صحيون في الحسكة عن ارتفاع أعداد حالات الإسهال والتسمُّم في المدينة خلال الشهرين الحالي والماضي، بسبب تناول أغذية ومياه ملوثة.

ونقلت إذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام، أمس الأحد، عن “مدير الصحة” في محافظة الحسكة “عيسى خلف” قوله، إن عدد حالات الإسهال الناجم عن تسمُّم غذائي بلغ 780 حالة عند الأطفال و270 عند الكبار، خلال الـ 50 يوماً الماضية.

وأوضح “خلف” أن نحو 15 طفل و5 بالغين يراجعون يومياً “مركز اللؤلؤة” الطبي، الواقع وسط المدينة، يشتكون أعراض إسهال وتسمم.

وذكر “مدير صحة” الحسكة التابع لنظام الأسد، أن أسباب حالات الإسهال والتسمم في فصل الصيف تتعدد بين تناول الخضار المروية بمياه ملوثة، أو استخدام مياه شرب غير آمنة، وأسباب مرضية أخرى، مؤكداً أنه “لا يمكن اعتبار ما يحدث في المحافظة جائحة تسمم بسبب المياه”، واصفاً الوضع الصحي لكامل المراجعين بأنه “جيّد”.

وأمس الأول السبت، أفاد “رئيس الأطباء” في “المشفى الوطني” بحي العزيزية الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة “عنتر سينو”، لموقع “نورث برس”، أن المشفى يستقبل، هذه الأيام، أكثر من 100 حالة تسمم وأعراض إسهال يومياً، وسط ارتفاع درجات الحرارة والاعتماد على مصادر مياه غير آمنة.

وقال “سينو” إن ارتفاع درجات الحرارة والمصادر المتنوعة للمياه والتي تكون غالبيتها ملوثة، أدى إلى ارتفاع حالات التسمم والإسهال والتهاب الأمعاء بين السكان.

وشدّد “سينو” على ضرورة فرض رقابة على المياه التي توزّع على سكان المدينة، لمعرفة صلاحيتها للشرب واستخدامات النظافة الشخصية، والاطلاع على مصادرها.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على كافة أحياء مدينة الحسكة، باستثناء منطقة “المربع الأمني” وسط المدينة، حيث يسيطر نظام الأسد على بعض الأحياء هناك.

وقبل اندلاع الثورة السورية بسنوات، تعاني مدينة الحسكة من ضعف في الخدمات العامة، في ظل إهمال متعمّد من قبل مؤسسات النظام ودوائره الحكومية.

وتعتمد مدينة الحسكة في تأمين المياه بشكل رئيسي على مجموعة من السدود الصغيرة أهمُّها ما يُعرف بـ”السدّ الجنوبي”، تقوم على تجميع مياه الأمطار.

ومع شحّ الأمطار وعجز تلك السدود عن تأمين حاجة المدينة من المياه، تم ربط المدينة وأريافها القريبة بخطّ يستورد المياه من “آبار علوك” في منطقة “رأس العين” (85 كم شمالي الحسكة) عام 2013.

وتتكرر حوادث قطع خط “رأس العين” بين الحين والآخر، بسبب عجز محطة آبار “علوك” عن ضخ المياه، جراء الاعتماد في تشغيل الآبار على موارد الكهرباء التي تتحكم بها قوات سوريا الديمقراطية.

وأمام هذا الواقع، يلجأ سكان الحسكة إلى الاعتماد على بدائل محلية، تؤمّن لهم الحد الأدنى من المياه اللازمة للمعيشة، سواء بحفر آبار في بعض الأحياء، أو بالاعتماد على “الصهاريج” التي تنقل المياه من مناطق بعيدة وتبيعها للسكان بأثمان باهظة، مع عدم التأكد من قبل الجهات الصحية، من صلاحية تلك المياه وخلوّها من مسببات التسمم والتلوث.

الحسكة – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى