كيف أصبحت رياضة اليوغا ” بعثية ً ” وهل هي حل للتأقلم مع الأوضاع المعيشية الآخذه بالتدهور ؟

النظام يقول إن اليوغا تفيد في الخروج من الضغط الاقتصادي ومحللون يرون أنها وسيلة لإشغال الناس عن قضاياهم

أقام المركز السوري لليوغا بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام التابع للنظام احتفالية في مدينة اللاذقية بمناسبة فوز بشار الأسد في الانتخابات تضمنت عروض تأمل وتمارين تهدف إلى تحقيق السلام الداخلي والخروج من ضغوط الأزمة الاقتصادية من خلال توجيه تحيات للشمس التي تمثل روح اليوغا كما قالت وسائل إعلام النظام التي أشارت أيضا إلى مشاركة السفير الهندي في دمشق في فعاليات متعددة أقيمت بمناسبة اليوم العالمي لليوغا الذي صادف يوم أمس .

وانتشرت اليوغا الوافدة من الهند في سوريا خلال السنوات الماضية بشكل لافت وهي تطرح مسألة القبول ومعالجة النتائج السلبية لواقع مؤلم من خلال تدريب الذات على التأقلم معها بتمارين وطقوس خاصة وغير معروفة سابقا في تراث وتقاليد وثقافة المنطقة ، في حين استثمر النظام اليوغا ويعمل على توظيفها سياسيا .

السفير الهندي : إقبال كبير على اليوغا
وأقيمت فعاليات في دمشق وحمص والسويداء إضافة إلى اللاذقية إذ أشار سفير الهند الدكتور حفظ الرحمن في كلمة خلال إلى أن الإقبال الكبير للسوريين على ثقافة اليوغا سواء من المتدربين أو الراغبين بممارستها دليل وعيهم بأهميتها كما أنه دليل على متانة علاقات الصداقة والمحبة التي تجمع شعبي البلدين وهي من المبادئ الأساسية لهذه الرياضة الجسدية والروحية.
وأعرب السفير الهندي عن شكره لحكومة النظام على ما وصفه بإتاحة الفرصة لنشر ثقافة اليوغا لدى الشعب السوري في تمازج لثقافات الشعوب.

عيسى : اليوغا تفيد في الخروج من الضغط الاقتصادي
مازن عيسى رئيس المركز السوري لليوغا يقول إنها فسحة للمحبة والهدوء للخروج من الضغط الاقتصادي من خلال التمارين ولتقوية جهاز المناعة والصحة الفكرية والجسدية والاجتماعية وصولاً إلى الصحة الروحية

وتطرح اليوغا مسألة القبول والرضى والتسليم بالواقع من خلال معالجة النتائج السلبية بتدريب الذات على التأقلم دون مواجهة الأسباب ولا سيما الاقتصادية

واللافت كان توظيف النظام لليوغا سياسيا إذ أقام ممارسوا هذا النوع احتفالات بفوز بشار الأسد كان أبرزها الاحتفال المركزي في اللاذقية رعاه الاتحاد الرياضي العام ..

د. المصطفى : احتفالات النظام باليوغا رسائل للخارج
ورأى الدكتور طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات أن النظام يبدي اهتماما باليوغا بهدف تسييسها وتطويعها بأن يبعث رسائل للخارج خاصة بأنه نظام طبيعي مندمج بالنظام العالمي كبقية دول العالم التي تحتفل بالمناسبات ومن بينها اليوم العالمي لليوغا وكان لا يوجد في البلاد مشاكل وأزمات معيشية

وتساءل المصطفى كيف يمكن لمواطن أن يمارس اليوغا أو أي رياضة أخرى في وقت لا يستطيع تأمين أبسط متطلبات حياته وقال النظام لا يخجل حين يعطي رسائل بأنه مهتم بالإنسان السوري ويهمه فقط الإعلام الخارجي

وأضاف المصطفى أن سوريا تحتاج إلى تأمين الطعام قبل أية أيديولوجيات او ثقافات لأنها في حالة جوع حقيقي ، في حين أن النظام يبتعد عن كل مايعزز الجانب الوطني من تكنولوجيا وعلوم ويسعى الى استيراد ثقافات الآخرين التي تعزز بقاءه مثل ثقافة اللطم أو غيرها والتي هي بمثابة أفيون .

وقال المصطفى قد نكون بحاجة لرياضة اليوغا كحالة طبية تكميلية ولكن قبل ذلك نحتاج إلى تأمين الغذاء والمنزل ، وبالتالي هذه الرياضة لن تفيد طالما النظام موجود ، بمعنى أنه لن يفيد الدواء في وقت نتناول فيه الفيروس وهو النظام .

سعدو : اليوغا وسيلة يستخدمها النظام لإشغال الناس عن قضاياهم
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو إن اهتمام النظام باليوغا يندرج في إطار بحثه عن ما يشغل الناس عن قضاياهم الرئيسة ولا سيما الأزمة المعيشية وكيف أوصلهم النظام إلى هذه الأوضاع ، مشيرا إلى أن اليوغا بعد مسألة اللطم الإيرانية قضية نفسية تشد الناس بشكل عام ويمكن أن تشغلهم عن همهم الأساسي .

وأضاف أن مساعي النظام بهذا الاتجاه ستكون فاشلة ولن ينجح في دفع الناس إلى قضايا لا تمت للمجتمع السوري بصلة لأنه أمام السوريين ما هو أهم من ذلك مشيرا إلى أن السوريين مشغولون عن رياضات أساسية أخرى مثل كرة القدم ذات الشعبية الواسعة في سوريا .

الحالة صعبة لدى المجتمع السوري والنظام يجد نفسه في أزمة والمجتمع الدولي يعزله باستمرار ، ومرة يبحث عن تصدير المخدرات على سبيل المثال ومرة باتجاه اللطم وغيرها لإشغالهم لبعض الوقت ولكن الواقع مختلف والسوريين يدركون ألاعيب النظام بهذا المجال


اليوغا منتشرة منذ 5000عام ولم تأت بحلول في الهند

ونشأت اليوغا قبل نحو خمسة آلاف عام في الهند ولم تأت بحلول ولا تزال الهند من دول العالم الثالث المتخلفة وشعوبها تزداد تكاثرا وفقرا

وانتشرت اليوغا في سوريا على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة وتعد ملاذا لشريحة من الناس إذ يرون أن لها دورا كبيرا في معالجة الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية في حين يراها آخرون مسألة روحية متنكرة في زيّ الرياضة البدنية وهي من أسس الديانة البوذية وتعتمد على السحر في جوانب منها .

وثمة من يرى أن هناك أهمية لليوغا في التوازن الجسدي والعقلي من خلال التمارين الرياضية ولكنها يجب أن تكون بعد توفير متطلبات الحياة الأساسية وليس حلا للتأقلم مع الأزمات ولا سيما أن تفاقمها وشدتها تطيح بتلك الحلول التي لا تأتي بعلاج الأسباب من توفير الطعام والمازوت والكهرباء .

اليوغا ثقافة مختلفة عن ثقافة المنطقة
ولليوغا مؤيدون ويمارسونها كرياضة وهي منتشرة في أنحاء العالم وخصصت الأمم المتحدة يوما عالميا لها هو 21 حزيران من كل عام ولكن النظام أدخلها في سياق أوراقه في جعل أتباعها يوظفون فعاليات لتمجيده وهو يغض النظر أو يشجع ثقافات وافدة إلى البلاد مثل اللطم والثقافة الإيرانية التي بدأت تقيم عروضا مسرحية انطلاقا من السيدة زينب ، واليوغا الهندية لأنها تختلف عن تراث المنطقة ويهدف من خلال ذلك إلى تغيير البنى التراثية والثقافية والعقائدية للمجتمع .

ويجادل ممارسو اليوغا بأنها محض رياضة جسدية وروحية ولا تتعلق بطقوس دينية محددة في حين رفضت جهات دينية كنسية في أوروبا وإسلامية ومن بينها دار الإفتاء المصرية ممارستها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى