خيط جديد للحائك الإيراني في أرض الشمس .. مسرحية ضخمة تُصدّر الرؤية الخمينية لتاريخ المنطقة

محللون : المسرحية جزء من بروباغندا هدفها التغلغل الثقافي والسيدة زينب باتت ضاحية دمشق الجنوبية كما ضاحية بيروت

من منطقة السيدة زينب جنوبي بدمشق بدأت إيران نشاطاتها الثقافية من خلال تقديم أول عرض مسرحي في الهواء الطلق يعكس قراءتها للتاريخ منذ بدء الخليقة وحتى الآن ، وربط عقائدها مع الخير في الصراع مع قوى الشر بلغة مباشرة وبعيدا عن الإسقاط إذ تعكس التماهي بين إيران وقوات النظام الذي احتفلت وسائل إعلامه بهذا العرض ووصفته بأنه خطوة فنية جديدة في سوريا .
ويشكل العمل المسرحي خيطا جديدا لإيران يضاف إلى الخيوط السياسية والاقتصادية والثقافية التي تنسجها لإحكام سيطرتها على المجتمع السوري ، وبدأ المنحى الأيديولوجي من ضاحية دمشق الجنوبية التي باتت تشبه الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن جعلتها مستوطنة لها وبنت وجودها فيها من خلال شراء العقارات أو الاستيلاء على بيوت المهجرين مستندة إلى ما تقول إنه حقها في الوجود في منطقة تضم مقام السيدة زينب.

الزعزوع : المسرحية جزء من بروباغندا هدفها التغلغل الثقافي
ورأى الكاتب والروائي ثائر الزعزوع أن المسرحية التي قدمتها إيران في السيدة زينب هي جزء من المسرحية الأكبر التي تتحدث عن المظلومية الإيرانية وهي مشروع قديم تعمل من خلاله على التغلغل في سوريا ولا سيما دمشق التي هي هدفها الدائم .

وأضاف الزعزوع إن مواجهة البروباغندا الثقافية الإيرانية لا تتم إلا من خلال مشروع ثقافي يتضمن إعادة كتابة التاريخ بطريقة علمية وصحيحة وأيضا إصدار كتب وبرامج ثقافية مشيرا إلى أن إيران حققت نجاحا من خلال استخدامها المظلومية والتلاعب بالتاريخ

أحمد كامل : سوريا تواجه ثلاث مظلوميات مبنية على خرافات
من جانبه قال الكاتب والصحفي أحمد كامل المنطقة ومن بينها سوريا تواجه الآن ثلاث مظلوميات ” تستند إلى خرافات وهي المظلومية الإيرانية والصهيونية ومن البي كي كي ” وجميعها تستند إلى ما يزعمون بحق تاريخي في سوريا ، والنسخة الأصلية هي الصهيونية التي قلدها الآخرون ، وهذا غاية الخطورة وهدفه هو إلغاء السكان ، ويفتح الباب لأن تكون المنطقة ساحة حروب لا تنتهي.

إيران افتعلت رواية غير صحيحة للسيدة زينب
وقال أحمد كامل إن إيران تروج لروايتها التي تقول إن أبناء بلاد الشام هم الذين سبوا السيدة زينب وهذا استخدموه من أجل تدخلهم مع بدايات الثورة السورية تحت شعار لن تسبى زينب مرتين بمعنى أنهم يروجون إلى أن السوريين هم من سبوها أول مرة ويريدون سبيها مرة ثانية وهذه الرواية خطيرة جدا مشيرا إلى أن السيدة زينب ليست شيعية ولا علاقة لها بالشيعة وأهل سوريا السنة يقدرونها ويحترمونها وحافظوا على مراقد آل البيت 1400 عام.

وأضاف كامل أن إيران تعمل على استغلال ظروف السوريين القاسية التي تسببت بها إيران إلى جانب النظام وروسيا ، وتقدم بعض المساعدات لأهداف دعائية ، مشيرا إلى أن منطقة السيدة زينب باتت الآن شبيهة بالضاحية الجنوبية في بيروت.

السيدة زينب باتت ضاحية دمشق الجنوبية
العمل المسرحي الميداني والضخم كان في السيدة زينب التي يغلب على سكانها الآن الشيعة وهي كما هو معروف أتت بهم إيران للاستيطان فيها من لبنان والعراق وبعض البلدات السورية مثل نبل والزهراء بعد تهجير سكانها ، وباتت السيدة زينب تشبه الضاحية الجنوبية في بيروت والتي تعد العاصمة لدولة ضمن الدولة

وتركز إيران على الجمعيات وتقديم المساعدات للأهالي وربطهم بها والآن تسير بخطوات متقدمة من بينها محاولة إقناعهم برؤيتها للتاريخ بتسخير المسرح أداة لذلك وتوسع نفوذها في المجتمع السوري مستندة بالأساس على عقائد جعلت منها أساسا ماديا هو آل البيت وأقامت مستوطنات حول مقامات السيدات زينب ورقية وسكينة وعبأت جماهيريا مع بداية الثورة أنها تريد الدفاع عن هذه المقامات.

إيران وإسرائيل سياسة واحدة إزاء المنطقة
ولإيران أهداف سياسية واقتصادية من خلال ما تقوم به في سوريا أدواتها عقائدية ، وهي بهذا لا تختلف عن إسرائيل التي استخدمت الصهيونية والعقائدية لذات الأهداف ومن خلال أيديولوجية أرض الميعاد التي تشبه هنا مقامات آل البيت.

ويعد هذا العمل المسرحي الإيراني الذي قدم في السيدة زينب الأول من نوعه في البلاد ويندرج في إطار عناوين متعددة تصب في عنوان عريض أساسه مخطط إيران بعيد الأمد للتغلغل الثقافي والديني بين الأهالي وتصدير رؤيتها للتاريخ ومحاولة إقناعهم بأنها صاحبة حق وهي الخير الذي يصارع قوى الباطل.

وهذا العنوان هو ما عملت عليه منذ ثورة الخميني وإعلانه تصديرها إلى بلاد العرب وأحد أدواته هو التغلغل الثقافي ونسج خيوط في المجتمع السوري لإزاحة تاريخه الثقافي والقيمي ، متخذا في ذلك أسلوب الحكاية التاريخية الفارسية الشهيرة حول حائك السجاد الذي يعد في إيران مثلا للقدرة على الفوز ببرود وهدوء من خلال ذبح الضحية بخيط حرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى