تقرير حقوقي يرصد ارتفاع معدلات هجرة الفلسطينيين من مناطق نظام الأسد

التقرير قال إن سياسة النظام والمليشيات الفلسطينية الموالية تعد من أهم أسباب الهجرة

قال تقرير حقوقي إن سياسات النظام والمليشيات الموالية له في مدينة حلب ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين فيها، تدفع آلاف الشباب الفلسطينيين إلى مغادرة سوريا، والهجرة عبر قوارب الموت إلى أوروبا.

وأفادت “مجوعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، أنه في السنوات العشر الماضية، اضطر الكثير من الشباب الفلسطيني المقيم في مدينة حلب ومخيمي النيرب وحندرات (عين التل)، للتفكير بمغادرة سوريا والهجرة إلى أوروبا، لأسباب مختلفة.

وأوضح التقرير أن الشباب الفلسطينيين يغادرون سوريا هرباً من “الخدمة الإلزامية” في “جيش التحرير الفلسطيني” الموالي لنظام الأسد، ومن جحيم الاعتقالات، والتصفيات الجسدية، والملاحقات الأمنية التي باتت تضرب بقوة معظم مناطق حلب، وتستهدف شبابها، بغض النظر عن انتماءاتهم وولاءاتهم لهذه الجهة أو تلك.

وأضاف التقرير أن معدلات الهجرة بين الشباب الفلسطيني في حلب ومخيميها “حندرات” و”النيرب” تتصاعد، حيث شهدت الآونة الأخيرة مغادرة الكثير من شباب وعائلات مدينة حلب إلى تركيا للعبور منها إلى اليونان، ومن هناك إحدى الدول الأوروبية للبحث عن حياة أفضل.

وأشار التقرير إلى أن وجود عدة أسباب لهجرة الشباب الفلسطيني من حلب، وأهمها “الأوضاع المعيشية المتردية، وانتشار البطالة وقلة فرص العمل وغلاء الأسعار الذي أثقل كاهل الأهالي”، بالإضافة إلى سيطرة مليشيا “لواء القدس” الموالية للنظام على المخيمات.

وكشفت “مجوعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” في التقرير أنه “نتيجة للواقع السيء وأعمال القصف والحصار والقتل، شهدت الفترة الماضية هجرة أكثر من 5 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 18- 45 عاماً، والبعض هاجر مع عائلته”، لافتاً إلى أن المهاجرين “من أصحاب المهن وحملة الشهادات العلمية، وممن يرفضون القتال والتورط في سفك الدماء في سوريا”.

وأردف التقرير أن العديد ممن هاجروا اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم في المخيمين، لتأمين تكاليف السفر الباهظة.

ووفقاً لإحصائيات أجرتها وكالة “غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا)، فإن مخيم “النيرب” كان قبل بدء الصراع في سوريا مسكناً لأكثر من 20,000 لاجئ من فلسطين.

ووقفت الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء “جيش التحرير الفلسطيني” منذ بداية الثورة السورية عام 2011 إلى جانب نظام الأسد، وشاركت في عمليات قمع التظاهرات والاحتجاجات في البداية، ثم انتقلت إلى المشاركة بالعمليات العسكرية التي شنها النظام ضد المدن والمناطق الثائرة، ومنها مناطق التجمعات الفلسطينية في دمشق وحلب ومحافظات أخرى.

وشكّلت تلك الفصائل مليشيات من المرتزقة، أشركها النظام في إدارة شؤون مناطق الوجود الفلسطيني في بعض المحافظات، فكرّرت سياسة نظام الأسد في القمع والاعتقال والتعذيب، إضافة إلى “التجنيد الإجباري” في صفوفها.

و”مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” هي منظمة حقوقية مقرها في العاصمة البريطانية لندن، متخصصة في رصد أوضاع فلسطينيي سوريا منذ اندلاع الثورة هناك عام 2011.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى