بعد 10 سنوات على الكارثة المجتمع الدولي يناقش القضية السورية على هامش مؤتمر لمحاربة داعش

محللون : الاجتماع خلا من آليات الحل السياسي واتجاه دولي لتجميد الأوضاع القائمة

عقدت 19 دولة متدخلة أو معنية بالقضية السورية على هامش مؤتمر دولي لمحاربة داعش في روما اجتماعا هو الأضخم من حيث عدد الدول المشاركة فيه منذ مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الأول وخصص بشكله الأوسع لبحث إدخال مساعدات إنسانية إلى السوريين الذين يتضورون جوعا بحسب وصف الولايات المتحدة .

ولم يصدر عن المؤتمر أي إشارة إلى إيجاد آلية لحل سياسي للقضية إلا أنه كان مناسبة للولايات المتحدة التي رعته لأن تطلق ثلاث مفردات هي ” المصالحة السلام إعادة البناء ” على أساس ابتلاع السوريين الهزيمة أمام النظام والروس والإيرانيين مع التلميح بالإاتراف بالنظام الذي سبق للمجتمع الدولي أن أقر بسقوط شرعيته ، ولكن شرط ألا يكون التطبيع العربي معه مجانيا .

بركات : اتجاه لتجميد الأوضاع الراهنة
ورأى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر في الائتلاف عبدالمجيد بركات أن هناك اتجاها على مايبدو لدى الولايات المتحدة لتجميد الصراع في الوقت الحالي وإبقاء الوضع على حاله على جميع المستويات وتحويل الملف إلى مساومات الأمر الذي ينعكس وللأسف بشكل سلبي على السوريين

وقال بركات توقعنا أن يتحمل المجتمع الدولي من خلال اجتماع روما مسؤولياته باتجاه السوريين وأن يدفع بالحل السياسي ، ومن السابق لأوانه الحكم على النتائج ، ولكن من المؤسف بل من المعيب أن تكون القضية السورية الآن هي مجرد خلاف على إدخال مساعدات من معبر أو معبرين .

وأضاف أن الملف السوري أصبح في إطار التدويل ولم يعد للسوريين دور كبير فيه ، والحل سيكون هو توافق في المصالح الدولية مشيرا إلى أن تجزئة الملف إلى إنساني وعسكري وسياسي وحتى تجزئة العملية السياسية ذاتها لن توصل سوى إلى طريق مسدود .

نجار : الاجتماع لم يتحدث بوضوح عن الحل السياسي
ورأى الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار أن الاجتماع لم يتحدث بشكل واضح بخصوص دعم الحل السياسي في سوريا وأن التركيز على الملف الإنساني هو ترقيعي لا يليق بالدول الكبرى والأمم المتحدة لأنه يشكل جزءا من القضية السورية وقال إنه بشكل عام هناك تراجع في دعم أي حل سياسي والدول المعنية بالقضية السورية تطرح مواقفها بحسب مصالحها

وأضاف نجار أن السوريين بنوا توقعات إيجابية بداية على الاجتماع من زاوية أنه يبعث برسائل سلبية للنظام وروسيا ، ولكن بحسب ما تسرب منه هو أن القضية السورية كانت جزءا من الاجتماع ليس أكثر ومن باب الملف الإنساني .

وقال إن التفاهم حول الملف الإنساني مهم ولكن في الآونة الأخيرة بدت الولايات المتحدة وكأن همها الوحيد هو هذا الملف في حين أن الحل السياسي يبنى على القرار 2254 الذي هو بالأساس كان برعاية الولايات المتحدة .

بيان روما خلا من آليات لتحقيق الحل السياسي
وخلا البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع روما من إشارات إلى آليات عملية لتحقيق تقدم في الحل السياسي ، إلا أن الدول المشاركة فيه أكدت التزامها بمواصلة العمل للوصول إلى حل سياسي موثوق به ومستدام وشامل في سوريا، استناداً إلى القرار الأممي 2254 واستمرار دعم اللاجئين والبلدان المضيفة

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي ترأس الاجتماع حدد قبيل انعقاده سياسة بلاده إزاء القضية السورية في المرحلة المقبلة بعدة عناوين على رأسها إدخال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار والمصالحة والسلام وإعادة البناء دون أن يعطي تفاصيل أكثر.

وطغى المؤتمر الدولي لمحاربة داعش الذي ضم نحو ثمانين دولة وناقش منع تمدد التنظيم الإرهابي في أفريقيا وغيرها ، على الاجتماع الدولي حول سوريا والذي كان لافتا فيه مشاركة الجامعة العربية في وقت تسعى دول عربية للتطبيع مع النظام .

وعقد الاجتماع في خضم ضغوطات تمارسها الأطراف ولا سيما بين الولايات المتحدة وروسيا قبيل موعد البت بقرار المساعدات في العاشر من الشهر المقبل وبهدف تحسين شروطها إذ إن الولايات المتحدة بالنتيجة قد تتوصل للاتفاق مع روسيا حول عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن ولكن الأخيرة ستطالب بتنازلات فيما يتعلق بالأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى