المعارضة والنظام يحضران “أستانا 16” بـ “أجنداتٍ متنافرة”

اجتماعات "أستانا 16" تستضيفها عاصمة كازاخستان نور سلطان على مدار اليومين القادمين (7 و8 تموز)

تتباين أجندة المعارضة السورية مع أجندة نظام الأسد في الجولة القادمة من اجتماعات “أستانا 16” التي تستضيفها عاصمة كازاخستان نور سلطان على مدار اليومين القادمين، بحسب تصريحات مسؤولين في وفدي الطرفين المشاركين.

وتتصدر قضية المعابر الإنسانية في سوريا وخروقات نظام الأسد أجندة هذه الجولة بحسب ما قاله المتحدث باسم وفد المعارضة “أيمن العاسمي” لوكالة الأناضول أمس.

وأشار العاسمي، إلى أن أجندة الاجتماعات مستجدة دائما ومدى الاتفاق عليها يكون حسب الجدية من قبل الروس تحديدا، مضيفاً أن على رأسها قضية المعابر الإنسانية وهناك “بوادر أمل وحلحلة في هذه القضية”.

وأضاف العاسمي أن القضية الثانية في أستانا 16 هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانة وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية”.

واعتبر أن “هذا أمر غير إنساني وغير منطقي، وعلى الدول الداعمة له الانتباه لهذا الأمر (..)، مؤكداً أن المعارضة ترفض ذلك، وهي قادرة على الرد ولكن تحرص دائما على التهدئة لأنها ضرورية للحل السياسي”.

أما أجندة النظام فتتمثل بحسب ما قال أيمن سوسان الذي سيترأس وفد النظام إلى هذه الجولة بـ “التركيز على الرسالة التي وجهها السوريون خلال الانتخابات الرئاسية، برفض أي تدخل بالشأن السوري وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين، وكذلك على إنهاء الاحتلال، وممارسات تركيا”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الوطن الموالية.

واعتبر “هذا التطور (انتخابات الرئاسة) أنه يجب أن يفرض نفسه على كل المواقف الأخرى لتغيير مقاربتها تجاه الأوضاع في سوريا”.

وتأتي هذه التصريحات المتنافرة قبل ساعاتٍ من انطلاق الجولة غداً الأربعاء 7 تموز وحتى 8 الشهر ذاته، بمشاركة الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، إضافة إلى دول جوار سوريا والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون.

ومطلع الشهر الحالي قال المكتب الصحفي بوزارة خارجية كازاخستان بحسب ما نقلت وكالة تاس، إن الجولة 16 ستناقش، الوضع في سوريا، والمساعدات الإنسانية الدولية، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك تبادل الأسرى، والإفراج عن الرهائن.

وبحسب الخارجية الكازاخية سيرأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، بينما يترأس وفد المعارضة السورية أحمد طعمة وعن وفد النظام معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان”.

بينما سيرأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، والوفد الإيراني كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي.

وسيعقد هذا الحدث ضمن تدابير الحجر الصحي، نظرا للوضع الوبائي المنتشر (كورونا) في مدينة نور سلطان، وإن عدد المشاركين في الاجتماع سيكون محدودا.

ويترافق انعقاد هذه الجولة مع تصعيدٍ خطر للنظام والروس على شمال غربي سوريا الواقعة ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار منذ آذار 2020، كما أنه يسبق تصويت مجلس الأمن على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى.

وفي 17 شباط الماضي، اختتمت الدول الراعية لمسار أستانا النسخة 15 من المباحثات الخاصة بالملف السوري، التي جرت في مدينة “سوتشي” الروسية.

ونصّ البيان الختامي للجولة السابقة على نفس البنود التي وردت في سابقاته، فيما يتعلق بـ”ضمان استمرار” عمل “اللجنة الدستورية”، ورفض “الأجندات الانفصالية” التي تستهدف أراضي سوريا ووحدتها السياسية، وتشكل تهديداً للأمن القومي لدول الجوار، بحسب بيان أصدرته الخارجية التركية.

ومنذ نهايات العام 2016، انخرطت تركيا وروسيا في عدة تفاهمات واتفاقات حول الشأن السوري، عقب سيطرة للنظام على أحياء حلب الشرقية، وكانت أولى خطوات التفاهم بين الجانبين هي انطلاق مسار أستانا في شباط 2017، والذي أدى إلى إنشاء ما يسمّى “مناطق خفض التصعيد” الأربع، التي لم يبق منها إلا شمال غربي سوريا.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى