في مضايا…. ما أفسده الحصار لم تصلحه المساعدات الإنسانية

راديو الكل – خاص

 

حاصر مضايا لا مفر.. عبارة باتت واقعاً وحقيقة، في البلدة التي تحاصرها ميليشيا حزب الله للشهر السادس على التوالي، هناك…. حيث لا مفر من الموت، فما أفسده الحصار؛ لم تصلحه المساعدات الأممية التي دخلت قبل أيام لجياع ترفض أجسادهم تقبل الغذاء الذي طال انتظاره، ما تسبب بوفاة شخصين، ليضافا إلى قائمة ضحايا الجوع الذين بلغ عددهم أكثر من أربعين شخص.

نداءات استغاثة أطلقها ناشطون من داخل البلدة بضرورة إخراج الحالات المرضية، في ظل عجز المشفى الميداني بمعداته المتواضعة عن تقديم أي شيء لهم، بحسب عضو المجلس المحلي في مضايا

وقال الطبيب محمد خير خريطة عن وجود أكثر من 200 جريح وخاصة بعد الحصار المطبق حيث حاول الناس الخروج فاصطدموا بالألغام على أطراف مضايا، ما زاد حالات فقدان الأطراف، إضافة لاصابات أخرى تحتاج لعناية خارج مضايا وبقين

وبيّن د. خريطة أن الكادر الطبي استنفز مواد التخدير والمواد الطبية، وحينما دخلت الأمم المتحدة قبل 3 أشهر لم تدخل أدوية نوعية لحالات الجراحة، كما إنها لم تدخل حالياً بكميات كافية، مطالباً كافة الهيئات المعنية باخراج الجرحى والمرضى من مضايا وبقين، منوهاً لنقص شديد بالأنسولين الخاص بمرضى السكري، وحينما يأخذ مريض السكر الانسولين يحدث عنده هبوط بالسكر ولا يستطيع الكادر الطبي رفعه الا عبر السيروم السكري لعدم وجود أي مادة سكرية بالمدينة قبل دخول المواد الاغاثية عدا عن مرضى الضغط والسرطانات

وأشار إلى أن الحصار سبب نتيجة عكسية مع الطعام نتيجة لطول مدته، وقال: هذه الحالة حدثت معي شخصياً، فالذي لا يأكل لفترة طويلة لا يستطيع تقبل الطعام لاحقاً وقد يتسبب تناول الطعام بحالات حساسية واغماء لبعض الأجسام نتيجة اعتيادها على الحصار.

وقال ان المساعدات والمواد الطبية التي دخلت مؤخراً تكفي لشهر على أكثر تقدير متسائلاً هل يعود سكان بعد ذلك للموت جوعا مرة أخرى؟ مشدداً على ضرورة اخراج المرضى وعدم إبقاء المنطقة تحت رحمة المساعدات

الجوع أغنى مرضى السكر عن الأدوية:

من جهته قال الناشط الإغاثي والطبي (أبو الفوارس الشامي) إن المساعدات الطبية التي دخلت مضايا تتلخص بأدوية خاصة بالاسهالات والأمراض المعوية التي نتجت عن أكل أنواع محددة من الطعام الناتجة عن غياب الفواكه والخضار، وحالات التهاب الكبد الوراثية والمكملات الغذائية وبذرة فول الصويا والحليب المجفف، كما تضمنت المساعدات معدات جراحة صغرى ومعدات القبالة وهي تكفي لولادة خمسين حالة من ضمن المساعدات

 

وتحدث عن أن الأدوية لازالت مفقودة في مضايا، والكثير من المرضى يشترون بعض الأدوية بأسعار باهظة وبكميات ضئيلة جداً عن طريق اشخاص مرتبطين بالحزب وخاصة بالنسبة لامراض الضغط، في حين أن مرضى السكري لم يعودوا يحتاجوا لأدوية لان الجوع تسبب بانخفاض السكر لديهم، منوهاً من جهة أخرى إلى وفاة رضيعة لعدم وجود حضانات، وإلى الحاجة الماسة لخروج 400 شخص من مضايا على وجه السرعة تحت أي مسمى انساني وبكل الضغوط.

وتخطت المأساة التي تعيشها البلدة كل الحدود، لدرجة أن الناس أكلت أوراق الشجر والأعشاب ولحم القطط، الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع الصحي، حسب المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي (ديبة فخر) التي قالت بأن الرضع والأطفال والنساء والشيوخ يعانون من مشاكل صحية خطيرة، وأغلبهم نحيل جداً وشاحب ومستنفذ القوى بسبب نقص التغذية، مطالبة بإيصال المساعدات الطبية اللازمة بأقرب وقت.

وطلبت منظمة الصحة العالمية من حكومة نظام الأسد السماح بإرسال عيادات متنقلة وفرق طبية إلى بلدة مضايا المحاصرة، وذلك من أجل تقييم حالات سوء تغذية، مشيرة إلى ضرورة إجلاء نحو أربعمئة شخص بحاجة لرعاية طبية خاصة بشكل فوري، وقالت المنظمة على لسان متحدثتها (إليزابيث هوف) التي رافقت قافلة الإغاثة داخل مضايا؛ بأن الأطباء في المشفى الميداني اضطروا لإعطاء مريض محاليل في الخارج لعدم وجود مكان في العيادة، مشيرة إلى ضرورة رفع الحصار.

 

إذاً ورغم أن المساعدات دخلت إلى بلدة مضايا إلا أنها لم تكن أكثر من استراحة محارب مع الموت جوعاً، الذي لا تزال رائحته تفوح بين الغذاء والقوافل الإغاثية، في وقت يطالب فيه الأهالي بفتح المعابر الآمنة ورفع الحصار فقط.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى