مقتفيا أثر طريق الحرير.. وزير خارجية الصين يزور دمشق بالتزامن مع اندلاع أزمة الأرز

محللون : بعد روسيا وإيران التمدد الصيني في سوريا قادم وعنوانه إعادة إحياء طريق الحرير من خلال مشروع " الحزام والطريق "

عشية زيارة وزير خارجية أكبر دولة في العالم في انتاج الرز إلى دمشق اندلعت أزمة جديدة عنوانها الرز ، إذ شهدت صالات بيع الرز المدعوم ازدحاما غير مسبوق وطوابير من أجل الحصول على هذه المادة ، حيث أجمع معظم الأهالي الذين ظهروا في تقارير على الإعلام بأن المتسبب بها هو النظام.

الوزير الصيني قدم إلى دمشق في زيارة نادرة وعلى أجندته المعلنة بحث المشروع الاسترايتيجي المسمى الحزام والطريق وإدخال سوريا به بهدف العودة إلى طريق الحرير ، في حين وبحكم العلاقات السياسية ووقوف الصين بجانب النظام قد تكون هناك مطالب يحملها في جعبته تتعلق باستحقاقات مترتبة على النظام .

قد يكون من باب المصادفة أن تتزامن أزمة الأرز مع زيارة وزير الخارجية الصيني إلى سوريا التي تم إدراجها ضمن مشروع الصين الإستراتيجي المسمى ” الحزام والطريق ” الذي يعد بديلا لطريق الحرير في حين أحتل هذا المشروع أولوية في مباحثاته مع بشار الأسد وهو يتطلب من النظام تقديم بنى تحتية لإيصاله إلى سوريا ، وقد عرض النظام في وقت سابق على الصين 6 مشاريع من أجل هذا الغرض لكنه لا يستطيع تنفيذها بسبب ازدياد أزماته الاقتصادية وأزمات الأهالي المعيشية ، فهل أراد إثبات أزمته بوجه الوزير الصيني من خلال افتعال أزمة الرز ؟

سمير طويل : من غير المستبعد أن تكون أزمة الأرز مفتعلة وتحمل رسائل
ولم يستبعد الصحفي المتخصص في الشؤون الإقتصادية سمير طويل أن يكون افتعال النظام أزمة الأرز رسالة هدفها الاستحواذ على مساعدات من الصين ولا سيما مادة الأرز وأيضا النظام يعول على الصين في المساعدة في دعم معظم القطاعات ومن بينها القطاع الصحي ، مشيرا إلى أن الصين من جهتها تسعى إلى أن تكون هناك فائدة مشتركة وليس لمصلحة النظام فقط ، وقد تكون عينها على النفط والمنتجات الزراعية مثل القمح والقطن .
يشار هنا إلى أن للنظام سوابق في توجيه رسائل من هذا النوع ومن بينها الحادثة الشهيرة بقطعه الكهرباء عن سوريا بأكملها لمدة 12 ساعة عند أول زيارة قام بها طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراق في العام 2000 ، وما أثير حولها من أنه أراد حينها الحصول على النفط مجانا من العراق .

وقال طويل إن إغراق السوق السورية بالبضائع الصينية عمره أكثر من 15 عاما وقد ألحق أضرارا بالصناعة المحلية ولا سيما صناعة النسيج ، والنظام تحول إلى نادي المستوردين من الصين ، ولاسيما أنها تعد من أبرز مصدري السلع إلى المنطقة وليس إلى سوريا فقط .

وأضاف أن نتائج زيارة وزير خارجية الصين تتمثل أكثر في الجانب السياسي من خلال محاولاتها كسر عزلة النظام ولكن أيضا تريد الإسراع في تحريك عجلة إعادة الإعمار في ظل عجز روسيا وإيران عن التقدم بهذا الملف بما يتناسب مع مصالحها .

دسوقي : مشروع الحزام والطريق عنوان نفوذ الصين في سوريا
وقال الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي إن زيارة وزير الخارجية الصيني إلى دمشق تحمل أهدافا سياسية واقتصادية ، وتريد الصين من خلالها تكريس تواجدها على الأرض السورية بشكل مباشر ، وأخذ حصتها من سوريا تحت عنوان إعادة إحياء طريق الحرير من خلال مشروع الحزام والطريق ، وهو ليس معزولا عن تفاهمات دولية بخصوص سوريا .

وأضاف دسوقي أن النظام لا يستطيع رفض أي إملاءات خارجية ومن بينها إملاءات الصين ، وهو سيخضع لما تريد منه ، وسيعطيها من الأرض السورية ما تريد أسوة بما قدمه إلى روسيا وإيران ، مشيرا إلى أن دول العالم هدفها السيطرة على مقدرات الشعب السوري مهما كان شكل الحكم فيها.

بعد روسيا وإيران ..التمدد الصيني في سوريا قادم
ورأى دسوقي أن التمدد الصيني في سوريا قادم ولن يكون على حساب إيران وروسيا بل على حساب السوريين لأن هذا التمدد يندرج في إطار تفاهمات دولية وقال إن روسيا استولت على الساحل بالكامل والولايات المتحدة أخذت منابع النفط وإيران سيطرت على دمشق والجنوب ، والآن الصين تريد أن تقبض ثمن دعمها للنظام وزيارة وزير الخارجية تندرج في هذا الإطار .

ووانغ يي هو وزير خارجية دولة كبيرة وعضو دائم في مجلس الأمن ولها خططها الاستراتيجية في العالم ومن أبرزها مشروع الحزام والطريق ، ودعمت النظام ولكن قد لا يكون لدى النظام ما يقدمه سوى أن تكون البلاد عقارا فهي تتمتع بموقع جغرافي لكنه أيضا متناسب مع ما تريده الصين من خلال مشروعها الذي جرى الحديث حوله بين وزير الخارجية الصيني وبشار الأسد

وتنظر الصين إلى سوريا على أنها فريسة لا شروط لها والزيارة تندرج في إطار إملاء شروط اقتصادية صينية بحسب رؤية بكين التي تريد أيضا إدخال سوريا ساحة أخرى للمنافسة الإقتصادية مع الولايات المتحدة وتستطيع الصين المساعدة في إعادة الإعمار من خلال شركاتها الضخمة وهي تختلف عن روسيا وإيران في هذا المجال بغض النظر عن العقوبات الغربية التي تحدث بشار الاسد بأنه استطاع ويستطيع التحايل عليها ، ولكن تريد أولا قبض ثمن دعمها بشار الأسد .

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى