هل يهدف الروس من تصعيدهم في جبل الزاوية الوصول إلى طريق ” إم 4 ” ؟

لم تنته بعد على ما يبدو الترتيبات النهائية لخريطة منطقة التصعيد الأخيرة كما أقرتها أستانة أو اتفاقيات أخرى من بينها قرار تمديد إدخال المساعدات ، أو ربما يكون التصعيد من جانب روسيا والنظام خلال الأيام القليلة الماضية خرقا لها .

بلدات وقرى جبل الزاوية كانت أهدافا للطيران الحربي الروسي ومدفعية النظام هذه المرة وبعد أيام على آخر جولة لأستانة المعنية مباشرة بوقف إطلاق النار في إدلب فهل الهدف هو الوصول إلى طريق حلب اللاذقية المعروف باسم إم 4 ؟.

التصعيد الروسي هو تلويح بعمل عسكري للسيطرة على إم 4 

ورأى المحلل السياسي فراس علاوي أن روسيا تريد من خلال تصعيدها توجيه رسائل لتركيا وللحاضنة الشعبية للفصائل بأنه إذا لم يتم تحقيق ما تم التوصل إليه في سوتشي وسيطرة روسيا على إم 4 فإنها ستقوم بذلك باستخدام القوة العسكرية

وقال إن التصعيد الروسي يندرج في إطار قضم المناطق وإعادة السيطرة على جبل الزاوية وبالتالي على طريق إم 4 ، ويهدف أيضا إلى السيطرة على المعابر وإجبار الدول للتعامل مع النظام والهدف السياسي الرئيس هو إعادة فرض النظام وتعويمه ..

تحرير الشام انخرطت بشكل أو بآخر بالعملية السياسية

وأضاف علاوي أن هيئة تحرير الشام انخرطت بشكل أو بآخر ضمن العملية السياسية المتعلقة في إدلب بصورة لا تؤثر على توجهها السياسي أمام عناصرها ، والتصعيد الروسي في جزء منه هدفه الضغط على تركيا من أجل انهاء ملف إدلب وهو ما يتطلب أن تكون الهيئة منخرطة في العملية السياسية أو معادية لجميع الأطراف وبالتالي هو محاولة لكسر الاستقطاب الحاد بين الهيئة وأطراف العملية السياسية من خلال السماح بفتح المعابر مع مناطق سيطرة النظام من أجل عدم التصعيد في المنطقة وعدم احراج الأتراك ولا سيما أن عقدة الحل هو إدلب ..

وقد يكون هناك رابط بين القرار الأممي بتمديد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى وبين ما يحدث من تطورات في جبل الزاوية إذ أن المدة التي أعطيت لإدخال المساعدات قد تكون كافية بالنسبة للروس لفتح طريقي إم 4 وإم 5  إذا ما استمر القصف والقضم دون مواجهة وبالتالي إدخال المساعدات عبر النظام ومنه إلى مناطق الشمال .

وقبل يومين أعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لصحفيين في معبر باب الهوى أنه كان رفض فتح المعابر مع النظام كون روسيا كانت تسعى لإقناع المجتمع الدولي بأنها تستطيع إدخال المساعدات إلى المناطق المحررة عن طريق مناطق النظام ولكن بعد قرار تمديد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى فإن الهيئة تدرس إعادة فتح المعابر مع النظام .

التصعيد يعكس عدم تنفيذ تفاهمات سابقة

ورأى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي أن التصعيد الروسي يعكس عدم تنفيذ تفاهمات تم التوصل بين تركيا مع روسيا ، ويمكن أن يكون في الوقت نفسه جزءا من التفاهمات ، وقال هم تفاهموا على الخطوط العريضة إنما بقيت التفاصيل موضع خلاف .

وأضاف العليوي أن روسيا تسعى للسيطرة على أريحا وجسر الشغور وجبل الأربعين كمناطق استراتيجية  وبالتالي على طريق إم 4  ولكن الأتراك لن يسمحوا حتى الآن بالتقدم  باتجاه طريق إم 4  أريحا  لأن النقاط العسكرية التركية هي بمواجهة قوات النظام ، ولذلك سيبقى الموضوع في إطار القصف وليس الإجتياح

استهداف الوحدات الكردية ريف حلب الشمالي يتم بضوء أخضر روسي

وربط العليوي بين استهداف ريف حلب الشمالي وبين استهداف جبل الزاوية ، وقال إنه لا يمكن لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري أن تستهدف عفرين وغيرها دون ضوء أخضر من روسيا ولا سيما أن المناطق التي تسيطر عليها هي تحت العلم الروسي .

وقال إن روسيا تتذرع بشكل دائم بهيئة تحرير الشام ، ولكنها تستهدف المدنيين ، وإنه حتى لو خرجت هيئة تحرير الشام فإن روسيا ستبقى تستهدف المدنيين مشيرا إلى أن الهيئة لا تستطيع فتح معركة والتقدم دون دعم تركي وبالتالي هناك حاجة إلى قرار مشترك ، والقوات التركية غير عازمة الآن على القيام بمعركة .

الجولاني : ليس هناك عملا عسكريا كبيرا

وكان أبو محمد الجولاني استبعد في تصريحات صحفية عملا عسكريا كبيرا في إدلب وقال إن تكثيف القصف على جبل الزاوية هدفه استفزاز الفصائل العسكرية وكشف قدرتها العسكرية والأسلحة التي يستخدمونها في حال الرد .

وبمقابل الرشقات الجوية والصاروخية من النظام وروسيا كان هناك رشقات تنديد واستنكار من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ولكن دون أن يلقى ذلك ترجمة على الأرض .

ولم يبق لدى الأهالي سوى دفن الضحايا ولملمة الجراح ومواساة هتافات العشرات من مناطق أخرى تضامنا معهم في حين سجلت حركة نزوح لعائلات من بلدات جبل الزاوية باتجاه شمال طريق إم 4 في حين تترقب عائلات أخرى ما ستؤول إليه التطورات .

ويغيب عن الأهالي ما ستحمله الأيام القادمة ولا سيما من قبل الجهة المسيطرة على مناطق الإستهداف وهي هيئة تحرير الشام ولا سيما ما يتعلق با لخريطة السياسية في منطقة خفض  التصعيد في إدلب ، على اعتبار أن زعيمها بات لديه نفوذ تجاوز المحلية ولا سيما بعد التلميحات الأمريكية بأن الهيئة غيرت توجهها وهي الآن أكثر براغماتية ، وبعد كلام الجولاني أنه لم ولن يستهدف الغرب . 

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى