روسيا تعيد تعويم ملف اللاجئين بالخطابات والنظام يشكل فرقة من الأطفال تتغنى بحب الوطن باللغة الروسية..!

محللون: صفقة روسية أمريكية تبدأ بملف المساعدات واللاجئين وتنتهي بملفات سياسية..

اجتماع عقده الروس بدمشق أمس هو النسخة الثانية من مؤتمر للاجئين عقدوه في نوفمبر تشرين الثاني ووجهوا فيه رسالة للغرب بأن الأوضاع في سوريا باتت مهيأة لإعادة اللاجئين من حيث إقامة مشاريع البنى التحتية ومراسيم العفو والمصالحات.

وأطلقت على الاجتماع الذي ظهر على شكل مهرجان خطابي تسمية : الإجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين ” ، وبدا لافتا فيه إلقاء المسؤولين الروس والنظام ست كلمات تكاد تكون متطابقة وكذلك التصريحات التي أدلوا بها لوسائل إعلام النظام والإعلام الروسي .

ولم تعلن قرارات أو توصيات محددة إلا أن المتحدثين من الجانبين أدانوا العقوبات ودعوا اللاجئين للعودة بينما اختتم الاجتماع بتقديم مجموعة من الأطفال في سوريا لوحات غنائية شعبية وتراثية باللغة الروسية تعبر عن حب الوطن كما قالت سانا .

هناك صفقة روسية أمريكية تبدأ بالمساعدات واللاجئين

ورأى الدكتور سامر الياس المحلل السياسي والخبير بالشأن الروسي أن هناك مناخات جديدة بدأت تتشكل لدى المجتمع الدولي بعد قمة بوتين ـ بايدن والاتفاق على القرار الدولي 2585 ، يبدو أن الجانبين توصلا إلى صفقة تبدأ بالمساعدات الإنسانية وتهيئة البنية التحتية المناسبة لعودة اللاجئين ومنها ينطلقوا إلى قضايا سياسية ..

وقال إن تركيز روسيا على موضوع اللاجئين هو بالحقيقة  مفتاح من أجل إعادة الإعمار إذ أنها عاجزة هي وإيران في الإنخراط بهذا الإطار وتريد من مؤتمر عودة اللاجئين أن تبدأ مرحلة جديدة من إعادة تأهيل البنية التحتية وبالتالي فإنها ستكسب من إعادة الإعمار وبالتي تثبيت الحل السياسي الذي تريده في سوريا .

وأوضح الدكتور سامر الياس روسيا استطاعت فرض معادلاتها على الأرض باستخدام القوة العسكرية المفرطة ، ما أدى إلى عودة الأراضي للنظام ، ولكنها لن تتوصل إلى حل سياسي ولذلك فهي تستخدم مسألة إعادة الإعمار تثبيت نظام سياسي موالي لها لحماية استثماراتها .

النظام غير معني بإعادة اللاجئين

وقال سامر الياس إن النظام غير معني بعودة اللاجئين ولا سيما في ظل الأزمة المعيشية الكبرى التي تتعرض لها البلاد ، وهو ينظر إلى اللاجئين على أنهم عبء إضافي ، وأيضا أن معظم اللاجئين هم معارضون للنظام ، وحتى الموالين له سيفاجأون إن عادوا بالدمار وسوء الأوضاع ولن يستطيع النظام أن يلبي أبسط احتياجاتها ، مشيرا إلى أن مؤتمر  اللاجئين الأول عقد بضغط روسي .

وفرضت روسيا على النظام مؤتمر اللاجئين الأول إذ أنه لا يعبأ بقضية اللاجئين بل أيضا يدعو للمجتمع المتجانس ويعمل على التغيير الديمغرافي بدعم من إيران ، في حين تمسك روسيا بملف اللاجئين ورقة تلوح بها أمام الغرب ولاسيما بعد إزدياد موجات العداء للاجئين .

وفشلت روسيا مرارا في إقناع الغرب بدعم دعوتها لإعادة اللاجئين، إذ وصل بها الأمر لدفع الكنيسة الأرثوذكسية لديها لحضّ المجتمع الدولي والطوائف المسيحية على المساعدة في إعادة الإعمار، بحسب ما أعلنه رئيس قسم العلاقات الخارجية في السينودس المقدس لبطريركية موسكو، المطران هيلاريون، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية.

الأحزاب الأوروبية المتطرفة ضعيفة التأثير

وقال مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان محمد كاظم هنداوي أن النظام موجود في أوروبا من خلال الأحزاب المتطرفة التي تعمل على تسويق روايته ولكنها ضعيفة وليس لها تأثير على الرأي العام الأوروبي ، وحجر الأساس في هذه المسألة مرتبط بالقضايا القانونية ومنظمات حقوق الإنسان ، وبالتالي فإن إعادة اللاجئين من الممكن أن تتم فقط في حال صنفت الأمم المتحدة سوريا كبلد آمن .

الشروط القانونية الدولية لإعادة اللاجئين غير متوفرة

وأضاف هنداوي أن إعادة اللاجئين تستند إلى شروط ضمن القانون الدولي الإنساني لا تنطبق على الحالة السورية حاليا والمنظمات الإنسانية السورية في أوروبا تسلط الضوء بشكل دائم على مسألة اللاجئين وعلى المجازر التي يرتكبها النظام ، مشيرا إلى أنه حتى الدانمارك التي قالت إن دمشق آمنة لا تستطيع إعادة لاجئ واحد إذ أن القانون يمنع ذلك .

ويربط الغرب بين الحديث عن ملف اللاجئين وبين تهيئة الظروف الملائمة لعودتهم، من بينها تحقيق تقدم سياسي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الصادر في 18 كانون الأول/ديسمبر 2015، والذي يؤكد ضرورة إنجاز الانتقال السياسي وانتخابات حرة نزيهة بمشاركة المهجرين خارج سورية، وتأهيل المناطق المتضررة، وفقا للقانون الدولي، لكي يتم العمل على إعادة اللاجئين بشكل آمن وطوعي تأخذ بالحسبان مصالح الدول التي تستضيف اللاجئين وهو ماعبر عنه المتحدث الرسمي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو .

ممثل بوتين في سوريا : القرار 2585 فرصة يجب أن لا تضيع

وخلال الإجتماع قال الممثل الخاص لرئيس روسيا السفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف أمامنا فرصة ينبغي عدم إضاعتها ومن الضروري الآن التفكير بكيفية تحقيق مبادئ القرار 2585 بما في ذلك العمل في سياق الجهود الجماعية للمساعدة في عملية عودة السوريين إلى مناطقهم الأصلية وتأمينهم بكل ما يلزم.

المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أكد من جانبه أن الأولوية اليوم هي لإعادة سوريا إلى الحياة الطبيعية وإعادة إعمار الاقتصاد وإعادة التوجيه التدريجي لتدفقات المانحين من تأمين إقامة اللاجئين في الخارج إلى خلق الظروف الكريمة لأجل تواجدهم في وطنهم.

بدوره دعا رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية المشتركة في روسيا رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني العماد أول ميخائيل ميزينتسيف في كلمة مماثلة إلى ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي بأسره في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري ومساعدة الحكومة في تهيئة ظروف لائقة لعودة السوريين إلى مناطقهم محذراً من أن التدابير التقييدية الغربية المفروضة على سورية تعيق إعادة إعمار البلاد

المقداد يشن هجوما عنيفا على مؤتمر بروكسل للمانحين

وشن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام فيصل المقداد هجوما عنيفا على “مؤتمر بروكسل الخامس لدعم مستقبل سورية والمنطقة الذي عقد في شهر آذار الماضي وقال إنه عقد دون مشاركة ” الحكومة ” أو التشاور معها بقصد ممارسة الضغط عليها عبر استخدام اللاجئين السوريين ورقة سياسية لتحقيق أهداف عدد من الدول الغربية الراعية والمشاركة بالمؤتمر وفي الحرب الإرهابية على سورية بحسب تعبيره .

وأوضح وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الأعمال رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية الروسية المهندس حسين مخلوف إن ” الدولة السورية ” وفرت جميع متطلبات العودة للاجئين من مراسيم عفو  وتشريعات وبنى تحتية .

وركزت وسائل إعلام النظام على تقديم فرقة الأطفال السوريين في نهاية الاجتماع الافتتاحي الذي عقد على شكل مهرجان خطابي  لوحات غنائية شعبية وتراثية باللغة الروسية تعبر عن حب الوطن

يشار إلى أن المهرجان الروسي في سوريا جاء بالتزامن مع رسالة ليس من أوروبا بل من الجار الأقرب لسوريا وهو الأردن الذي قال ملكه لشبكة سي إن إن : لا يوجد شيئ في سوريا لكي يعود إليه اللاجئون ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى