مع انتهاء مهلة الرد على شروط النظام انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين اللجان المركزية ولجنة النظام الأمنية بحضور الروس

مفاوضات الربع الساعة الأخيرة في درعا ستحدد التطورات القادمة بما فيها احتمالات التوجه للحرب أو التهجير الشامل

انتهى صباح اليوم الموعد الذي حدده النظام لتنفيذ الأهالي في درعا الشروط التي كان نقلها وزير الدفاع علي أيوب وتتعلق بنشر حواجز في أحياء درعا البلد المحاصرة تتبع للفرقة الرابعة وتسليم السلاح ومطلوبين وهدد بأنه إذا لم يتم تنفيذها فإنه سيتم فرضها عسكريا وبالحرب.
وفي تطور لافت ويعكس إصرار النظام على شن حرب واسعة على درعا بدأت وسائل إعلامه تكثف حديثها عن وجود تنظيمات إرهابية عديدة في حوران يرجح أن يكون هدفها أيضا الرد على دعوات دولية صدرت من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لوقف الحرب التي يلوح النظام بها.
ومع انتهاء مهلة الرد على شروط النظام انطلقت جولة جديدة من المفاوضات بين اللجان المركزية ولجنة النظام الأمنية بحضور الروس، وستحدد مفاوضات الربع الساعة الأخيرة هذه تطورات المرحلة القادمة بما فيها احتمالات التوجه للحرب أو التهجير الشامل أو الاتفاق على تسوية.

جولة مفاوضات جديدة واللجان تحمل مقترحات مختلفة

وقال الصحفي أحمد المسالمة أن المفاوضات تجري في درعا المحطة بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية التابعة للنظام بحضور الروس مشيرا إلى أن اللجنة المركزية هي من طلبت عقد جولة مفاوضات جديدة بعد انتهاء المهلة التي حددها النظام صباح اليوم لتنفيذ شروطه.
وأضاف المسالمة إنه بموازاة ذلك هناك اجتماع مواز بين اللجان المركزية لريف درعا الشرقي والغربي وعشيرة درعا في أحد المواقع في ريف درعا الغربي للاتفاق على كيفية الرد على شروط النظام وهدفها البحث عن وسائل تحقن الدماء.
وقال إن ما تحمله اللجنة المركزية هو مقترحات جديدة وتنازلات لحقن الدماء وتجنب حرب شاملة، وإذا بقي النظام مصرا على شروطه فإن اللجان ستطرح التهجير الشامل من درعا.
وأضاف المسالمة أن أية جولة جديدة للعمليات العسكرية سيكون مصيرها كما الجولة الأولى التي سيطر فيها الأهالي على حواجز النظام وأسر العشرات.
وشكلت هزيمة النظام في الجولة الأولى فضيحة لجيشه وإثبات حقيقة بأنه من دون الطيران الروسي لا يستطيع تحقيق أي تقدم أو حماية عناصره.

احتمالات شن الحرب في درعا رهن بالموقف الأمريكي

ورأى الدكتور مأمون سيد عيسى أن أي عمل عسكري كبير في درعا هو رهن بموقف الولايات المتحدة مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي ما يزال غامضا وإدانة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتصعيد العسكري هي مجرد تصريحات.
وتخضع المنطقة الجنوبية بمجملها لاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن والذي شاركت فيه اسرائيل وأعلن إثر قمة بوتين ترامب في هامبورغ في تموز من العام 2017 بالتزامن في كل من واشنطن وموسكو وعمان.
وافتتح الروس ملف درعا حين طالب الجنرال الروسي الشيشاني أسد الله بوضع حواجز لقوات النظام في المدينة وتفتيش المنازل وتسليم الأسلحة الفردية الخفيفة، مهدداً باقتحام المدينة في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب.
وطالب أعيان درعا في بيان أمس 4 آب ممثلي المعارضة السورية في مسارات التفاوض الدولية، تعليق نشاطاتهم والانسحاب من مسارات التفاوض، في حال لم يُرفع الحصار عن درعا خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
ودعوا روسيا إلى احترام التزاماتها، والتحلي بالمسؤولية اللازمة بصفتها الدولة الضامنة لاتفاق التسوية بدرعا مشيرين إلى أن النظام يحاول إنهاء هذه التسوية، ما يعني ضربة لجهود روسيا كطرف ضامن للتسويات في سوريا.

إعلام النظام يتهم الأهالي بالإرهاب

وبدأت وسائل إعلام النظام تكثيف اتهاماتها للأهالي في درعا بأنهم حاضنة للإرهابيين بهدف شيطنة المنطقة ولا سيما أحياء درعا البلد التي يقطنها نحو خمسين ألفا وقد هاله سماع أصواتهم الرافضة للرضوخ.
صحيفة الوطن التابعة للنظام قالت: ” إن اللجنة الأمنية تتبع خلال مفاوضاتها مع اللجان المركزية سياسة الصبر والنفس الطويل على أمل أن ترضخ اللجان والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وتنفّذ قرار الدولة الحاسم ببسط سلطتها على حي درعا البلد وكافة المناطق التي ما زالت تنتشر فيها تنظيمات إرهابية في المحافظة وإعادة الأمن والأمان إلى كامل المنطقة الجنوبية ” بحسب تعبيرها.
وبموازاة التفاوض بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية يصعد النظام عسكريا ويقصف العديد من المناطق في حوران لفرض شروطه.
الساعات القادمة قد توضح أكثر صورة ما ستؤول إليه الأوضاع في درعا وسط خطر وقوع كارثة إنسانية في حوران مع بدء حركة نزوح للأهالي من الأحياء والبلدات التي يستهدفها النظام بالقصف.


راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى