أزمة الخبز مستمرة .. ماعلاقة أسماء الأسد ؟

محللون : أسماء وجهت رسالة قاسية لوزير التجارة بأن قراراته ليست من رأسه وعلى الأهالي أن يدركوا أن النظام يتعمد إذلالهم

إذا كان الخبز هو المادة الغذائية الأساسية التي لا يستطيع الأهالي الاستغناء عنها فإنها باتت الآن الشغل الشاغل للنظام وقد وضعها في دائرة الاستهداف ويعمل على تعديل آلية دعمها تحت عنوان إيصال الدعم لمستحقيه فقط .
الأسلوب الذي اعتمده النظام في وضع الخبز على مائدة البحث وليس على مائدة الأهالي بدأت من خلال التضييق على طرق الحصول عليها فتارة من خلال إدخال الخبز في إطار البطاقة الذكية وأخرى من خلال تحديد حصة الفرد أو العائلة وأخيرا كان من خلال ما يسمى قرار توطين الخبز، وهو القرار الذي تراجع وزير التجارة وحماية المستهلك الجديد عن إلغائه بعد هجوم شنته عليه صحيفة الوطن التابعة لأسماء الأسد ..
وتوطين الخبز يعني تثبيت كل شخص نقطة أو معتمد بيع يستطيع شراء الخبز منها دون غيرها وممنوع عليه أن يذهب إلى معتمد آخر ، في حين ترافق ذلك مع تخفيض حصة الأسرة من الخبز .
وتجمع الأهالي في مناطق متفرقة في الساحل السوري والسويداء مطالبين بحل أزمة الخبز ، واضطرت وسائل إعلام النظام ومن بينها شام إف إم للاعتراف بهذه التطورات وذلك خلال إجرائها مقابلة مع وزير التجارة وحماية المستهلك عمرو سالم .
ولماذا يفعل النظام هكذا بمن وقف إلى جانبه أو صمت أو كان مغلوبا على أمره خلال السنوات العشر الماضية ؟
لعل ملامح الإجابة تأتي من خلال تراجع وزير التجارة وحماية المستهلك عن قرار أصدره بإلغاء ما يسمى بتوطين الخبز بعد انتقاد وجهته إليه صحيفة الوطن المملوكة لأسماء الأسد كما محطة شام إف إم ، فماذا تريد السيدة الأولى ؟
الدبس : أسماء وجهت رسالة قاسية لوزير التجارة
الباحث الاقتصادي رضوان الدبس رأى أن صحيفة الوطن تابعة لجناح أسماء الأسد وهي أرادت أن توصل رسالة قاسية إلى وزير التجارة وحماية المستهلك عبر صحيفتها بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئ دون إذن منها ، وقال : ” إن أسماء الأسد أرادت أن تقول للوزير بأنه يخضع لتوجيهاتها وبأن لا يظن نفسه وزيرا يستطيع أن يتصرف بمعزل عن القرار الأمني ..
وأضاف أن صحيفة الوطن خلال الأسبوع الماضي أوردت مجموعة من المقالات التي تتحدث عن توجه لرفع الدعم عن المواد الأساسية . وقال إن ارتفاع أسعار الخبز سببه رفع الدعم عنها بنسبة معينة وكذلك بالنسبة للسكر والمحروقات ، وقال إن هذا التوجه سيزيد من الأعباء على الأهالي ولا سيما مع ضعف القدرة الشرائية لليرة السورية .
النيفي : النظام يتعمد إذلال السوريين بهدف تهجيرهم
ومن جانبه رأى المحلل السياسي حسن النيفي أن النظام يتعمد إذلال السوريين حتى أولئك الذين وقفوا إلى جانبه فهو الآن يساومهم على ربطة الخبز ، وتساءل إلى متى ينتظر هؤلاء وقال : نتمنى أن يكون أهلنا في الداخل فهموا حقيقة النظام .
وأوضح النيفي أن النظام يمارس الضغوط على الأهالي تحت هدف واحد فقط وهو التهجير وقال : إن موضوع الخبز هو جزئية من أطروحة مركزية كان بشار الأسد تحدث عنها في وقت سابق وهي أن الأرض هي لمن يدافع عنها ويشير بذلك إلى طرد السكان والاستيلاء على منازلهم وإلى مشروعية الميليشيات الإيرانية بالاستيطان ، ويأتي توظيفه للخبز بهدف الضغط على الأهالي .
وكانت صحيفة الوطن ذكرت أن الوزير عمرو سالم قرر بمفرده إلغاء قرار توطين مادة الخبز وهذا إجراء غير صحيح مؤسساتياً لأن التوطين هو استراتيجية أقرتها الحكومة استناداً لموجبات ضرورية تقتضي ذلك، حيث تم توطين مادة البينزين والمازوت والآن يجري توطين الخبز، وعليه فإن إلغاء التوطين هو ليس قرار بيدّ وزير وإنما بيدّ اللجنة الاقتصادية والحكومة ككل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى