خريطة الحل الأردنية تبدأ من درعا، والملك عبد الله يدخل من بوابتها باتجاه موسكو

محللون: درعا حاضرة في قمة الملك عبد الله ـ بوتين وخريطة الطريق تحتاج إلى مساحة إقليمية تمسك بها واشنطن

تحرُّكٌ دبلوماسيٌّ أردني تزدادُ تفاصيلُه وضوحا مع وصولِ الملكِ عبد الله إلى موسكو اليوم ، وفي جزئيةٍ من الملفاتِ التي يحملها ما بدا أنه سباقٌ للوصولِ إلى حلٍّ قبل موعدِ انقضاءِ مهلة الأسبوعين التي حدَّدها النظامُ لتنفيذِ شروطِه في درعا قبل أن يشنَّ حربا بمشاركةِ ميليشيات إيران مع ما يعنيه ذلك من تصعيدٍ عسكريٍ لا يهدِّد الجنوبَ فحسب بل تصل شظاياه إلى دولِ الجوار.

وعقد الملك عبد الله بعيد وصوله موسكو لقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرشح عنه حتى ساعة إعداد التقرير تفاصيل محددة ، إلا أن الجانبين أكدا بحسب قناة المملكة مواصلة التنسيق والتشاور بينهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز الأمن والسلم العالميين.

وتوقعت أوساط صحفية أن يحمل الملكُ عبد الله معه إلى موسكو عدةَ ملفاتٍ أخرى تتعلق بالقضيةِ السورية ولا سيما بعد ازديادِ الحديث عن خريطةِ طريقِ للحلِّ السياسي تردَّد أنه عرضها على واشنطن قبل نحو شهر ، وأعلن بعدها أنَّ الأسدَ باقٍ ولكن لا بد من تغييرِ سلوكه.


خريطة الأردن للحل

ومن بوابة درعا يدخل الملك عبد الله في ملفات القضية السورية حاملا خريطة طريق للحل السياسي في سوريا بعد أن عرضها على واشنطن قبل نحو شهر تبعها تحركات شهدتها عمان تمثلت بزيارة وزير الخارجية التركي وبعدها زيارة الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الإماراتي بعد أن كان زار أنقرة.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن العاهل الأردني عرض على الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال لقائه في واشنطن، الشهر الماضي، الانضمام إلى فريق عمل يجمع الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن ودولاً أخرى، للاتفاق على خريطة طريق لحل الملف السوري بما يضمن “استعادة السيادة والوحدة السورية إلا أن بايدن لم يبدِ أي التزام بخريطة الطريق .


لا بديل عن الحديث مع موسكو

ولم ترشح تفاصيل عن الخريطة أو عن التحركات الدبلوماسية إلا أن الملك عبدالله أكد للرئيس جو بايدن أن بإمكانه الاعتماد على الأردن في مواجهة التحديات وأيضا لم يعط تفاصيل عن نتائج زيارته إلى واشطن إلا أنه قال لـ “CNN”: إن بشار الأسد باق وعلينا تغيير سلوكه.

الملك عبد الله أكد وجوب التحدث مع روسيا واتخاذ مسار للحل لتحقيق الاستقرار في سوريا وهو ما يعول عليه الأردن باعتبارها البوابة الكبرى لمنتجاته بحسب رئيس غرفة التجارة نائل رجا الكباريتي ، فهل تشكل زيارة الملك عبد الله إلى موسكو اليوم بداية فتح ملفات في مسارات جديدة على أساس خريطة الحل السياسي الأردنية؟


د.سبايلة : درعا حاضرة في قمة الملك عبد الله ـ بوتين

المحلل السياسي الأردني د. عامر سبايلة رأى أن الجنوب السوري سيكون حاضرا في قمة الملك عبد الله ـ بوتين في إطار الحديث عن ضمانات كانت روسيا تكفلت في توفيرها وتتضمن بعدم تمدد ميليشيات إيرانية تهدد الأمن الأردني.

وقال إن خطوة اليوم باتجاه موسكو تعد أحد الأعمدة الرئيسة لضرورة فرض الاستقرار في الجنوب السوري كنقطة أولى في البحث عن حلول مستقبلية.

وقال د.سبايلة إن المنطقة لا تسمح بمساحة كبيرة من التفاؤل ولكن الأردن يحاول استثمار علاقاته مع واشنطن لتصفير المشاكل بالنسبة لسوريا ولبنان وهي محاولة طموحة وضمان النجاح غير مضمونة.

وأضاف أنه من الواضح بأن لا أحد يملك رؤية للحل مع وجود تغيرات بالقضية السورية ، والأردن يريد أن يستثمر هذه التغيرات في إطار البحث عن حلول جديدة بعد تعثر مسارات أخرى ويبدو أن الأردن حصل على استثناءات ومساحة للمناورة في هذه الجزئية ، مشيرا إلى الأردن لديه رغبة بالتوجه نحو سوريا اقتصاديا وأساس ذلك خط الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا.


خطة أردنية طموحة

وقال د.سبايلة إن المحرك الأساسي للجميع اليوم هو اقتصادي ولكن لا يمكن ضمان ذلك دون مسارات سياسية وبالتالي كان الأردن يسعى لاستثناءات فيما يتعلق بقانون قيصر ما يسمح له بتوفير بعض الخيارات التي تتعلق بفكرة الأبواب المفتوحة وهو كل ما فتحت له أبواب كلما نجحت رؤيته لكن التحديات كبيرة مشيرا إلى أن واشنطن لا تملك رؤية واضحة إزاء القضية السورية لكنها تسمح لمثل هذه المناورات ضمن حدود.

وأضاف أن قمة الملك عبد الله ـ بوتين اليوم ستستعرض تلك النقاط التي يعمل عليها الأردن وهي خطة طموحة والهدف هو البحث عن آليات لتنفيذ الخطة عبر بوابة الاستقرار التي يحتاج إلى تطبيقها لشريك مثل روسيا


الأردن يريد وقف تمدد ميليشيات إيران

ومن جانبه عد المحلل السياسي حسن النيفي أن الأردن يريد الحفاظ على أمنه في ظل أزمة الجنوب السوري الآن، وتمدد ميليشيات إيران في المنطقة ، والملك عبد الله لديه حوافز تجعله يندفع باتجاه روسيا أبرزها رفض واشنطن لتمدد إيران.

وقال إن الملك عبد الله يدرك الآن حساسية الروس من مسألة تمدد ميليشيات إيران ولا سيما أنهم أحجموا عن تقديم دعم بالطيران الحربي لتصعيد النظام في الجنوب.

وأضاف أن الأردن لم يطرح سابقا أي موقف إزاء النظام لجهة تغييره أو عدم تغييره وفي نفس الوقت يغريه أيضا موقف واشنطن الهش والرخو من النظام . مشيرا إلى أن مسألة تغيير سلوك النظام معزوفة غير صحيحة لأن النظام لا يغير سلوكه فهو كتلة واحدة.

وقال إن الأردن كبقية الدول ولا سيما الولايات المتحدة فهو يبحث عن مصالحه ولا أحد معني بإزالة بشار الأسد لأن معاناة الشعب السوري هي على آخر اهتمامات المجتمع الدولي.

ومن جانبه أوضح عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني، محمد المومني لوكالة أنباء الأناضول أن “اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين سيحسم الكثير من الأمور، خاصة على صعيد الأزمة السورية”.

وأضاف المومني أن “التطورات في محافظة درعا السورية تتطلب من موسكو وضع حد لما يجري فيها، كما أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى