مؤتمر جوار العراق.. وضوح في الأسباب وغموض في النتائج

محللون: المؤتمر مدخل لإعادة تعويم النظام عربيا وستحمل نتائجه تجاوزا لبعض العقوبات

مؤتمر حُضر له طويلا وانتهت جلساته سريعا ببيان ختامي عام أهم مافيه هو التركيز على الشراكة الاقتصادية في المنطقة وتخلله مصالحات عربية، وعكس عزلة إيران إلى درجة وصفه من قبل وسائل إعلام النظام بأنه مؤتمر “محاولة التنصل من الإرهاب والنفاق “.

الرئيس العراقي كان تحدث قبيل المؤتمر بأن سوريا هي الحاضر الغائب فيه إذ أشار إلى أن المنطقة لن تشهد استقرارا دون حل الأزمة السورية في حين وصف وزير خارجيته المؤتمر بأنه لجمع الأضداد بين الدول الإقليمية والمقصود هنا أكثر الدول العربية وإيران.
السياسة حضرت في تصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إذ أكد أهمية المؤتمر لجهة تشديد بيانه الختامي على رفض التدخل في الشؤون الداخلية.

رفض التدخل في الشؤون الداخلية

التدخلات في الشؤون الداخلية لا توجه سوى إلى إيران إلا أن وزير الخارجية العراقي تحدث أيضا عن لقاءات جانبية تمت بين المشاركين لكنه لم يكشف عنها.

أما اقتصاديا فالبيان الختامي أشار إلى أنه تم التطرق لشراكات في المنطقة قد يكون محورها مشروع خريطة الطريق للحل من بوابة الاقتصاد وهي التي حملها ملك الأردن عبد الله الثاني إلى واشنطن ثم إلى موسكو وليس أخيرا إلى مؤتمر بغداد وتدور حول إعادة التطبيع اقتصاديا مع النظام كما يقول المحلل السياسي فراس علاوي
ولكن هل سيلي تلك الخريطة الخريطة تنسيق من أجل مشروع الغاز المصري الذي ترعاه الأردن ؟

إدريس: المؤتمر خطوة لإعادة النظام للجامعة

ورأى مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية إن المسألة تدور حول إعادة النظام إلى الجامعة العربية ، ومن ضمن هذه الخطوات الحديث في المؤتمر عن إعادة إنتاج النظام وإن كان الحديث حول هذه المسألة غير واضح أو مباشر.

وقال إدريس إن هجوم النظام على المؤتمر هو بروباغندا إعلامية ، إذ إن المؤتمر هو صمام أمان له للخروج من مأزقه ، لافتا إلى أن كل ما يدور إعلاميا ضد إيران هو حديث مستهلك فهناك تنسيق مسبق حول كل ما يدور.

وأضاف أنه حين يتحدث الأردن وغيره عن تغيير سلوك النظام فهو يشكل خروجا له من عزلته ، مشيرا إلى أن التصريحات الإعلامية شيء والواقع شيء آخر والدول العربية لا يمكن أن تتحرك بمعزل عن الموافقة الأمريكية والمؤتمر برمته عقد بإيعاز أمريكي

تجاوز بعض العقوبات للضرورة

وقال سمير طويل الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية إن الهدف الرئيس للمؤتمر هو سياسي بالدرجة الأولى ويتمحور حول دعم العراق ولكن ذلك بحاجة لأن تكون دول الجوار مستقرة لكي يسير هو باتجاه استقرار إلا أن المشكلة هي أن جميع الدول المجاورة مضطربة تعاني من أوضاع معيشية واقتصادية متدهورة وهو ما يتطلب تجاوز بعض العقوبات المفروضة على النظام.

وأضاف إن النظام يستفيد من اندفاع الأردن لحل مشاكله الاقتصادية إذ أنه بحاجة لانفراجة اقتصادية، إذ كان يعتمد على بوابة سوريا ولبنان تجاريا ، وتأثر اقتصاديا بشكل كبير وهو يسعى عبر تحسين علاقاته إقليميا وقد يكون ذلك عبر خط الغاز العربي.

وحصيلة المؤتمر بغض النظر عن التسميات والأوصاف التي وسمت به ، هي غموض في النتائج ووضوح في الأسباب الموجبة وهو مؤتمر للجيران الأضداد الذين وإن فرقتهم السياسية فربما يجمعهم الاقتصاد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى