بعد اقترابها من شواطئ قبرص.. بقعة فيول بانياس تعود من جديد إلى الشواطئ السورية

هشام جوناي: بقعة النفط تؤثر على جميع الدول المطلة على البحر وإمكانية الشكوى ضد النظام متاحة.

أعلن رئيس وزراء قبرص التركية أرسان سنار أن بقعة الفيول التي تسربت من محطة بانياس ووصلت إلى مقربة من شواطئ قبرص بدأت تتجه مرة أخرى نحو السواحل السورية بفعل حركة الرياح.

وأضاف سنار في مؤتمر صحفي نقله موقع “تي آر تي” أن الجزء الشمالي من البحر المتوسط، واجه تلوثاً بيئياً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، بسبب تسرب 15 ألف طن من النفط من محطة للطاقة الكهربائية بمدينة بانياس السورية.

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أعلن اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية في سواحل جمهورية شمال قبرص التركية بسبب بقعة الفيول التي تسربت من خزان بانياس.

وقال أوقطاي لوكالة الأناضول إن “تركيا تتابع عن كثب التطورات المتعلقة بالتسرب النفطي”، مشيرا إلى “وجود تنسيق بين الوزارات والمؤسسات المعنية بهذا الأمر لدى الجانبين التركي والقبرصي”.

وأضاف أن “الرئيس رجب طيب أردوغان يتابع أيضا عن قرب، التطورات المتعلقة بحادثة التسرب، وأن السفارة التركية في لفكوشا مهتمة بالأمر أيضا”.

وأشار إلى أن “الكوادر الجوية والبحرية لقيادة خفر السواحل التركية تخطط لتنفيذ جولات جوية وبحرية لمراقبة التلوث الحاصل في البحر”.

وأكد “وقوف تركيا إلى جانب جمهورية شمال قبرص التركية وشعبها في كافة المحن والأزمات”.

وانتشرت بقعة الفيول التي تسببت بها محطة بانياس الحرارية لمساحة ألف كيلو متر مربعا بحسب صور للأقمار الصناعية نشرتها منصة “Orbital EOS” المختصة برصد بيانات الأقمار الصناعية وهو أكبر بكثير مما كان متوقعًا إذ ذكرت مصادر النظام أنها بحدود 25 كيلو متر مربع في حين ذكر موقع تتبع الناقلات “TankerTrakers” أن التسرّب على وشك تدمير كامل الساحل الشرقي لقبرص.

وأعلن رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية أرسان سانر، تشكيل خلية أزمة لمتابعة التطورات بالتنسيق مع تركيا، مشيرا إلى أن جميع الوزارات والمؤسسات المعنية تشارك في خلية الأزمة التي تعمل جاهدة للحيلولة دون وصول التسرب النفطي إلى سواحل قبرص التركية.

وذكر أن فريقا فنيا مختصا من تركيا سيصل إلى قبرص التركية للتباحث مع مسؤوليها بالإجراءات الواجب اتخاذها للحيلولة دون تضرر قبرص التركية من التسرب.

وتربط بين جمهورية شمال قبرص التركية وسوريا المطلتان على البحر الأبيض المتوسط، حدود بحرية، حيث تبلغ المسافة بينهما 160 كيلومترا.

وأعلنت سلطات قبرص اليونانية أنّ السواحل الشمالية للجزيرة مهدّدة ببقعة الفيول التي تسربت من خزان محطة بانياس قبل أيام بحسب ما أوردته قناة فرانس 24.

وأضافت القناة أن السلطات القبرصية تلقّت من “الوكالة الأوروبية للسلامة البحرية” صورة من قمر اصطناعي أظهر وجود “بقعة نفطية محتملة” بين قبرص وسوريا مشيرة إلى أنها تدرس جميع البيانات للتصرّف على أساسها.

ووفقاً لأحدث بيانات الأرصاد الجوية يُتوقّع لهذه البقعة النفطية أن “تؤثر على رأس القديس أندرياس الواقع في طرف شبه جزيرة كارباس في شمال قبرص خلال الساعات الـ24 المقبلة”، بحسب ما جاء في بيان أصدرته مديرية الصيد البحري القبرصية.

وأظهرت صورا نشرتها وسائل إعلام النظام إزالة بقعة التلوث بأدوات بدائية من بينها الكريك والسطل وسرعان ما تعرضت لانتقادات وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في حين ظهرت صورا أخرى يظهر فيها السطل فقط.

واستبعد الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي أن يكون النظام تعمد تخريب البيئة التي تعد حاضنة له، وقال إن النظام لا يملك أدوات لمعالجة تسرب الفيول.

وأضاف أن التسرب من الممكن أن يؤثر على الشواطئ التركية ومن الطبيعي أن تتدخل تركيا لمعالجة بقعة النفط لدرء خطر حدوث كارثة بيئية في حوض المتوسط.

وأضاف أنه من الممكن أن تقوم تركيا أو قبرص اليونانية بالتقدم بشكوى ضد النظام باعتباره متسببا بالكارثة.

واستدرك أنه حتى لو تم تقديم شكوى للجهات الدولية فإنها لن تؤدي إلى نتائج لأننا نتحدث عن نظام قتل مئات الآلاف دون أن تستطيع الأمم المتحدة منعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى