درعا.. اتفاق بمعايير الصياغة التاريخية لماذا لم تستسلم حوران ؟

محللون: أهالي درعا انتصروا عسكريا ومعنويا بجميع المقاييس

لم يكن هدف الأهالي في درعا احتلال القصر الجمهوري وإسقاط النظام بعد عشر سنوات من قتل السوريين وتدمير منازلهم وتهجيرهم على يد ثاني أكبر آلة عسكرية بالعالم وهي روسيا داعمة النظام وإيران وشريكتهما في جرائم الإبادة، بل كان هدفهم الدفاع عن مدنهم وبلداتهم وعدم تمكين النظام وميليشيات إيران من تهجيرهم واحتلال أراضيهم.

قد يكون بدلالة الواقع ما حدث من تطورات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية معيارا للنهاية وربما يراه بعضهم أقرب للانكسار، ولكن القضية تتعلق بأصحاب أرض استبسلوا في الدفاع عن بيوتهم وقاوموا قوى احتلال هدفها ترحيلهم أو قتلهم، هذه معايير ربما توجه الصياغة التاريخية للحدث ، فهل هزمت درعا؟

العليوي: انتصار بجميع المقاييس

ورأى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي أن ما تم خلال الساعات الماضية هو انتصار عسكري ومعنوي بجميع المقاييس، وقال إن انتصار أمام آلة الحرب التي دفع النظام وإيران بها إلى حوران مشيرا إلى أن الأهالي أجبروا كبار ضباط الروس ووزير دفاع النظام للتفاوض مع الوجهاء.

وقال العقيد العليوي إن الثوار والنظام يعملون بسياسية الخطوة خطوة ولكن التطورات تجري لمصلحة الثوار بسبب طبيعة المنطقة واستحواذهم خلال المدة الماضية على مزيد من السلاح.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ناصر أبو المجد إنه عندما ينتصر محدود الإمكانيات على اللامحدود يؤكد أن النتيجة هي النصر بدون شك مشيرا إلى أن هدف النظام كان أن يخرج أهالي درعا إلى الشمال صاغرين ولكنه فشل في ذلك.

وأضاف أن اللجان المركزية أدت أداء جيدا واستطاعت امتصاص الضربات ببسالة والنجاة من المطبات السياسية ولم تساوم.

النظام تراجع عن معظم شروطه

وقال إن النظام تراجع عن معظم شروطه وبقيت بعض الشروط الشكلية متسائلا ماذا يعني رفع علم النظام في أزقة وبخوف؟ مشيرا إلى أن تلك الشروط كانت إيرانية ولكن بالنهاية انتصرت إرادة الأهالي.

وأضاف أن أحد الثوار أعلن اليوم أن هذا العلم سوف نمسح به أحذيتنا من غبار الحرب.

وقال إن النظام يحاول تغطية عاره بجلجلة إعلامية ولا سيما اتجاه حاضنته في الساحل التي خسرت كثير من الخسائر.

وأضاف أن تطورات درعا أثبتت أن النظام وميليشيات إيران لن يستطيعوا التقدم خطوة واحدة دون الطيران الروسي.

وأوشكت الحرب في درعا أن تضع أوزارها بعد عشر سنوات على بدء النظام محاولات تحريرها من أهلها مع الحديث عن ملامح اتفاق.

هذا التحرير الذي استعصى على النظام وميليشيات إيران، أما لماذا فقد تكون الإجابة بعيدة عن قوى امتهنت القتل أو لا يدركون معنى الحرية مقابل أهال أرادوا الحياة.

أهازيج الأهالي التي تنادي بالحرية لم تتوقف طيلة السنوات العشر الماضية على الرغم من اشتداد الحصار وتصعيد القصف الذي قاده ماهر الأسد وميليشيات إيران ونائب بشار الأسد العسكري وزير الدفاع علي أيوب إلى جانب ميليشيات إيران.

أسلحة أشد فتكا استخدمها النظام وهي ما تعرف بصواريخ الفيل

وعلى الرغم من ذلك لم تستطع تلك الآلة تدمير إرادة الأهالي فقد انتزعوا اتفاقا يبقيهم في أرضهم وهو ليس الأول بالنسبة لتاريخ درعا فالجميع بالنهاية يذهبون ليس عن درعا فقط بل عن سوريا بمجملها فالأرض تبقى لأصحابها طال الزمن أو قصر.

بنود الاتفاق

ونشر الناطق باسم اللجنة المركزية عدنان المسالمة عبر حسابه في “فيس بوك“، بيانًا تضمّن الشروط التي جرى التوافق عليها بين وجهاء حوران واللجنتين المركزيتين لريف درعا الغربي ودرعا البلد والفيلق الخامس الروسي من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى، بضمانة الجانب الروسي، وهي:
الوقف الفوري لإطلاق النار.
دخول دورية للشرطة العسكرية الروسية وتمركزها في درعا البلد.
فتح مركز لـ تسوية أوضاع المطلوبين وأسلحتهم.
معاينة هوية الموجودين في درعا البلد لنفي وجود الغرباء.
نشر أربع نقاط أمنية.
فك الطوق عن محيط مدينة درعا.
إعادة عناصر مخفر الشرطة.
البدء بإدخال الخدمات إلى درعا البلد.
العمل على إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين بعد مضي خمسة أيام على تطبيق هذا الاتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى