إدلب.. ما الذي حمتله صناديق برنامج الغذاء العالمي التي عبرت مزناز

محللون: الصناديق اكتظت بالرسائل السياسية الروسية بهدف تعويم النظام وتعزيز شرعنته

لم ير النظام في البدء بإدخال المساعدات الأممية من مناطقه إلى إدلب إلا تطورا سياسيا مهما على الرغم من أن القرار 2585 الذي دخلت المساعدات بموجبه لا يتضمن بنوداً سياسية، في حين كان لافتا أيضا إصدار وزارة الخارجية الروسية بياناً سياسياً بهذا الخصوص مغلفا بلصاقات برنامج الغذاء العالمي.

واعتراف النظام بشكل مباشر وروسيا بشكل غير مباشر بأن الهدف وراء المساعدات سياسي، يعيد إليهما الاتهام الذي لطالما وجهوه للدول الغربية بأنها تقوم بتسييس المساعدات من خلال دعوتها إدخال المساعدات عبر الحدود وليس عبر مناطق النظام، فما هي أبعاد هذه الخطوة؟

وقد لا يكون هدف برنامج الغذاء العالمي من إدخال المساعدات إلى إدلب تحقيق مكاسب سياسية، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للنظام وروسيا، فمع اجتياز أولى القوافل معبر مزناز، انبرت وسائل إعلام النظام لوصف الحدث بأنه تطور سياسي مهم، بينما لم تخف الخارجية الروسية سرورها وأصدرت بيانا ترحيبيا..

وبرأي النظام فإنه حقق انتصارا على الغرب من خلال إحباط ما يصفه بمخططاته لدعم الإرهابيين في إدلب، كما كان أعلن وزير خارجيته فيصل المقداد في وقت سابق..

ولم تبتعد روسيا كثيرا عن المقداد، حيث ذهبت في بيان لخارجيتها إلى التحذير من وصول المساعدات إلى من وصفتهم بإرهابيي هيئة تحرير الشام .

أما الموقف الأمريكي فيتلخص بما أعلنته المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في وقت سابق لقناة الجزيرة حول أهمية إدخال المساعدات عبر الحدود.

ولكن كيف هو الأمر بالنسبة للسوريين، هل اختزلت قضيتهم في التحرر لمسألة مساعدات وصناديق إغاثية يمسك بها النظام والروس لتوظيفها سياسيا؟

روسيا تستخدم المساعدات لتعويم النظام

المحلل السياسي حسن النيفي رأى في حديث لراديو الكل أن هدف روسيا على الدوام كان حصر المساعدات بالنظام وتوجيه رسالة للمجتمع الدولي بأنه قادر على إدارة المساعدات؛ بهدف إعادة تعويم النظام ومنحه مزيداً من الشرعية.

وقال إن المساعدات التي دخلت سوريا سابقا كانت بإشراف أوتشا وهي منظمة عالمية ومن خلال منظمات لها قيود وتعمل بشفافية، واتهام النظام بأن الغرب يريد إيصال المساعدات إلى منظمات إرهابية لا أساس له .

شكوك وراء عبور المساعدات ميزناز

وأضاف أن إدخال المساعدات عبر ميزناز يكشف بعض خفايا قرار تمديد إدخال المساعدات، متوقعا أن يطرح الروس عند التصويت على تمديد قرار المساعدات حصر المساعدات بمناطق النظام .

وقال إنه بالأمس القريب كان المجتمع الدولي يتهم النظام بأنه لا يؤتمن على المساعدات التي يوزعها النظام على معسكراته، مشيرا إلى أن الغرب يبدي مرونة إزاء التعامل مع النظام، واتضح ذلك من خلال موافقة الولايات المتحدة على تمرير الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا .

مؤكداً أن هيئة تحرير الشام لديها طموح اقتصادي، إذ تأمل أن تتحول المعابر إلى تجارية وأيضا النظام لا يمانع فهو يتعامل مع أي جهة تخرجه من حالة الاختناق التي يعاني منها.

ورأى هشام ديراني المدير التنفيذي لمنظمة بنفسج في مقابلة مع راديو الكل أن آلية المساعدات لا تزال غير واضحة، ولم يتم تحديد الشركاء الذين يقومون بالتوزيع أو الفئات المستهدفة، لافتا إلى أن برنامج الغذاء العالمي تواصل مع بعض المؤسسات التي تقوم بالتنفيذ بشكلٍ مشترك معه ولم تتضح من خلالها آلية التنفيذ .

وقال إن مايحدث بالنسبة لعملية إدارة المساعدات الإنسانية هو تسيس كبير جدا من جانب النظام وروسيا ولا سيما المطالبة بتمرير المساعدات عبر الخطوط ، والهدف هو سياسي، مشددا على وجوب أن تكون المساعدات الإنسانية خاضعة لاحتياجات الأهالي وليس بناء على المكاسب السياسية.

وأشار إلى أن تمرير المساعدات عبر الخطوط غير مبرر على الإطلاق والموافقة الدولية كانت لإرضاء روسيا، وبالتالي فإن الهدف سياسي .
ويستدل من تصريحات الروس بخصوص إيجاد آلية لتوزيع المساعدات على المحتاجين على هدفها المتمثل بإيجاد موطئ قدم لهم في إدلب أو للنظام من خلال المساعدات وعبر إدخال جهات تتبع لهم كالهلال الأحمر على سبيل المثال .

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى