هل يمر غاز إسرائيل من مصر إلى لبنان عبر سوريا ؟

حاج بكري: إسرائيل الحاضر الأكبر في اجتماع عمان

بدأت مصر والأردن ولبنان والنظام بحث الإجراءات التنفيذية لنقل الغاز من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسوريا من خلال ما عرف سابقا بالخط العربي وسط تحذير خبراء من دخول الغاز الإسرائيلي إلى أنبوب النفط العربي.

وأرجئ البحث في الفترة الحالية بنقل الكهرباء من الأردن إلى لبنان بحسب ما نقلته قناة المملكة عن مصادر لم تحددها، ما يشير إلى التركيز على الغاز مع الإشارة إلى أن إسرائيل تنتج كميات ضخمة من الغاز وتعيد إسالته في مصر لتصديره بموجب اتفاقية وصفتها إسرائيل بالأهم بعد اتفاقية كامب ديفيد.

وزير نفط النظام: جهوزية كاملة لتمرير الغاز

وعبر بسام طعمة وزير النفط في حكومة النظام عن جهوزية كاملة لتمرير الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.

طعمه وفي مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء النفط والطاقة في لبنان ومصر والأردن والنظام في عمان أرجع أزمة النفط في سوريا إلى الوجود الأمريكي شرق الفرات.

وكانت الولايات المتحدة أعطت موافقتها على مشروع تزويد لبنان بالغاز من مصر وكذلك الأردن والنظام وذلك عبر سفيرتها في بيروت دوروثي شيا.

وتنتج مصر من الغاز بحسب وزير البترول طارق الملا 6.550 مليار قدم مكعبة يوميا وهذه الكمية تكفي فقط لسد الاستهلاك المحلي.

ولكن ماذا يستفيد النظام من هذا المشروع الذي اندفع إليه بكل طاقته ورحب به وأعلن عن جاهزية أنابيب النفط لتمرير الخط العربي؟

حاج بكري: إسرائيل الحاضر الأكبر في اجتماع عمان

المحلل السياسي عبدالسلام حاج بكري رأى أن إسرائيل هي الحاضر الغائب في اجتماع عمان الذي جمع وزراء الطاقة كل من لبنان والأردن ومصر والنظام.

وقال حاج بكري لراديو الكل إن لقاء الوزراء الأربعة هو تعويم سياسي واقتصادي للنظام برعاية إسرائيلية.

وأوضح أن عائدات كبيرة سيحصل عليها النظام من خلال إصلاح الخط الذي قال إنه تضرر بالحرب، إضافة إلى أنه سيأخذ من الغاز والكهرباء العابرة ليدعم اقتصاده، مشيراً إلى أن ما أعلن هو أن الغاز مصري ولكن الحقيقة هي أن الغاز إسرائيلي يمر عبر سوريا.

طويل: لا يمكن الجزم بأن الغاز إسرائيلي

ورأى سمير طويل الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية أنه من الصعب الجزم أن يكون الغاز إسرائيليا إن لم يفصح الجانب المصري عن مصدره، وقال إنه في السابق كانت مصر تصدر الغاز إلى مصر والآن يحدث العكس.

ووقعت إسرائيل ومصر اتفاقا في مجال الغاز وصف بالتاريخي إذ تشتري بموجبه شركة خاصة في مصر هي “دولفينوس القابضة” 85 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي لوثيان وتمار الإسرائيليين على مدى 15 عاما.

ونقلت قناة فرانس 24 عن يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة ديليك للحفر إحدى الشركاء في الحقلين أن الاتفاق يمثل عصرا جديدا في قطاع الطاقة في الشرق الأوسط”.

ويجري توريد الغاز عن طريق خط أنابيب تحت المياه يربط إسرائيل وشبه جزيرة سيناء في مصر.

ووصف المسؤولون في الدولة العبرية تصدير الغاز بأنه أهم صفقة تبرم منذ توقيع البلدين اتفاقية سلام تاريخية في 1979.

مصر تمتلك محطة لإسالة الغاز

ولدى مصر محطة لإسالة الغاز مرتبطة بحقول نفط إسرائيلية وباتفاقية بين الجانبين هي الأهم بعد اتفاقية كامب ديفيد وهو ما حدا بخبراء في مجال الغاز والنفط ومن بينهم اللبنانية لوري هايتايان إلى التحذير من دخول الغاز الإسرائيلي إلى أنبوب النفط العربي.

وبدأت إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر الشهر الماضي بواقع 200 مليون قدم مكعبة يوميا لإسالته في محطتها المركزية في العريش، بحسب قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية التي ذكرت أيضا أن طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرّار ناقشا الخطط المستقبلية لنقل الغاز الإسرائيلي عبر مصانع الغاز الطبيعي في مصر لتصديره إلى دولة ثالثة (لم تسمها).

وأكدت الخبيرة في مجال الغاز والنفط اللبنانية، لوري هايتايان، عبر برنامج تلفزيوني أن فترة وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر الأردن وسوريا يحتاج إلى ما بين 6 أشهر إلى سنة على الأقل.

وقالت: إن هناك خشية من دخول الغاز الإسرائيلي إلى أنبوب النفط العربي، وقد يتم بناء خط غاز في الموازاة مع الخط وذلك لمنع دخول الغاز الإسرائيلي.

اتفاقية إماراتية إسرائيلية

ومؤخرا وقّعت شركة “ديليك كيدوحيم” صاحبة الامتياز في حقل تمار البحري الإسرائيلي للغاز الطبيعي، مذكرة تفاهم مع شركة “مبادلة” للبترول الدولية، التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، “تقضي هذه المذكرة، ببيع الحصة التي تمتلكها الشركة الإسرائيلية في هذا الحقل، والبالغة 22 بالمئة، لقاء مليار ومئة مليون دولار”.

وأضافت “شركة مبادلة للبترول متخصصة في التنقيب عن الغاز الطبيعي واستخراجه في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وروسيا، وجنوب شرق آسيا”.

ونقلت هيئة البث عن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس قوله إن “مذكرة التفاهم لبيع حصة من حقل تمار البحري للغاز الطبيعي لشركة مبادلة للبترول الدولية، تدل على نجاح تطبيق خطة الغاز والتي هدفت إلى كسر الاحتكار في هذا المجال”.

الخصاونة يستقبل الوزراء الأربعة

وانتهى اجتماع عمان لوزراء خارجية كل من لبنان ومصر والأردن والنظام بإعلان استمرار التنسيق والتشاور بينهم من أجل إنجاز المشروع في حين استقبل رئيس الوزراء، بشر الخصاونة الوزراء الأربعة.

وبحسب قناة المملكة فقد عبر الخصاونة عن ترحيبه بعقد الاجتماع لافتا إلى وجود مجالات أشمل للتعاون بين الدول الأربع في قطاعات الطاقة والزراعة واللوجستيات ، مشيرا إلى العلاقات الوثيقة التي تربط الأردن مع كل من مصر وسوريا ولبنان.

كما أعرب عن الأمل بعودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا، وإعادة تشبيك هذا البلد مع محيطه العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى