“أحجار البيلون”.. البحث عن الرزق في عمق الأرض شمالي حلب

ما هو البيلون وكيف تتم عملية استخراجه وما الأدوات المستخدمة؟

بخطوات حذرة ومدروسة يعمل الشقيقان أحمد ومحمد خطاب في استخراج أحجار البيلون أو ما يطلق عليه “الترابة الحلبية” في بلدة تركمان بارح شمالي حلب، من أجل بيعها وتأمين رزقهما اليومي.

حيث ينطلقان في كل صباح ويبدآن بعملية الحفر وينزلان إلى باطن الأرض لاستخراج البيلون بأدوات بسيطة كالمعول والفأس والمجرفة على الرغم من خطورة المهنة ومشقتها.

ورث الشقيقان هذه المصلحة من أبيهما، فعملية استخراج البيلون تحتاج إلى خبرة كبيرة أثناء الحفر والبحث، إضافة إلى الصبر والتأني والحذر.

ويقول محمد خطاب من البلدة لراديو الكل، إن بيع مادة البيلون كان ضعيفاً جداً وقد تحسن مؤخراً بشكل دائم حيث يتم البيع بكميات كبيرة للمستثمرين الذين يستخدمونه في تصفية الزيوت وإلى معامل الشامبو، منوهاً بأنهم يستخرجون يومياً ما بين الـ 800 و900 كيلو من أحجار البيلون.

وعن الصعوبات التي تواجه عملهما، يبين محمد أن العمل في استخراج البيلون خطر جداً إذ من الممكن أن ينهار النفق في أية لحظة وهم داخله، لذا يقومون بتأمينه وتدعيمه بركائز بعد حفر 3 أمتار منه ومع ذلك يبقى الأمر خطيراً.

أحمد إبراهيم خطاب شقيق محمد يؤكد لراديو الكل أنهم يعتمدون في استخراج “البيلون” على معدات بسيطة وبدائية كالفأس والمجرفة والزمبيل أو ما يسمى بالقفة الجلدية وغيرها ويتم اختيار مكان الحفر قرب آبار المياه، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى معدات حفر حديثة كالكمبريسات وروافع كهربائية وعربات لنقله.

أبو أسعد أحد تجار البيلون يوضح لراديو الكل، أن سعر الكيلو الواحد من هذه الأحجار يبلغ ليرة تركية واحدة ويتم بيعها لتجار مدينة الباب الذين يستخدمونه في تصفية الزيوت ومعالجة الأمراض الجلدية و صناعة الشامبو.

والبيلون هو عبارة عن صخور ذات لون أحمر ورمادي تشتهر بها محافظة حلب، وكانت قديما تستخدم إلى جانب الصابون الغار في الاستحمام من أجل صحة الشعر وجماله، إضافة إلى فوائدها في تنظيف البشرة.

ويناشد العاملون في استخراجه الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم لهم لاستخراج كميات كبيرة والحصول على دخل يؤمن احتياجاتهم ويزيد نسبة فرص العمل في المنطقة.

ريف حلب – راديو الكل
تقرير وقراءة: رنا توتنجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى