اعتداء على خط غاز وأبراج يسلط الضوء على دير علي ويُظلم باقي المناطق

محللون: الاعتداء بروباغندا هدفها حصول النظام على حصة أكبر من خط الغار العربي

أعلن وزير كهرباء النظام غسان الزامل أن اعتداءً وقع على خط الغاز المغذي لمحطة دير علي في ريف دمشق أدى إلى خروجها عن العمل وإلى انقطاع الكهرباء عن معظم المناطق في البلاد.

وقال الزامل للإخبارية السورية إنه يجري تزويد المناطق التي قطعت الكهرباء عنها من خلال محطات أخرى إلا أن محطة دير علي هي خارج الخدمة الآن.

وتحدثت الإخبارية السورية عن محاولة لضرب برجين كهربائيين في منطقة حران العواميد بريف دمشق بالتزامن مع الاعتداء على خط غاز دير علي.

وطلب النظام تزويد محطة دير علي بالغاز من خط الغاز العربي الذي سيصدر إلى لبنان من مصر عبر الأردن وسوريا، وتجري حاليا مفاوضات بهذا الشأن مع الأطراف المذكورة، بينما أدخل لبنان روسيا على خط التفاوض من خلال إيفاد الرئيس ميشال عون مستشاره أمل أبو زيد إلى موسكو.

ولم يستبعد المحلل السياسي فراس علاوي أن يستغل النظام استهداف محطة دير علي بهدف الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية مشيرا إلى أنه لا يوجد تأكيد حتى اللحظة بأن النظام هو من افتعل الاعتداء على محطة دير علي.

وقال علاوي لراديو الكل إن للنظام باعا طويلا في اتباع مثل هذه الأساليب وهو يجيد استخدامها وربما يكون هدفه الآن هو الضغط على الأطراف المعنية بخط الغاز العربي للحصول على مكاسب اقتصادية من بينها تزويده بالغاز والكهرباء خصوصا لمحطة دير علي، وأيضا بهدف الضغط على الولايات المتحدة التي وافقت على مشروع خط الغاز العربي لتزويد لبنان من أجل تخفيف العقوبات والحصول على دعم أكبر سواء اقتصادي أو سياسي.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي ما أعلنه النظام عن تعرض الغاز لاعتداء بأنه تمثيلية هدفها ضغوط يمارسها النظام من أجل الحصول على أرباح وحصة أكبر من خط الغاز العربي.

وقال دسوقي لراديو الكل: إن مثل هذه التمثيليات التي تظهر بين لحظة وأخرى بأن هناك خلافات حول خط الغاز أو استهداف للمحطة التي تغذي نصف الشبكة السورية لن تستطيع الحيلولة دون فرض الولايات المتحدة وإسرائيل إرادتهما بتمرير خط الغاز.

وغطى النظام بشكل واسع حادث الاعتداء على خط غاز محطة دير علي وأجرت وسائل إعلامه لقاءات مع مسؤولين في قطاع الكهرباء واستحوذ الخبر على أولوية فيها، كما تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية الخبر عن إعلام النظام.

ويأتي الاهتمام بحادث الاعتداء في أجواء ترقب ما ستؤول إليها المفاوضات حول تزويد لبنان بالغاز من مصر عبر الأردن وسوريا بعد أن أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لذلك، ما عد بداية تخفيف للعقوبات الأمريكية على النظام.

والتقى وزراء الطاقة في كل من لبنان ومصر والأردن إضافة إلى وزير النفط لدى النظام في العاصمة الأردنية واتفقوا على تمرير الغاز من مصر إلى لبنان على أن يعودوا للاجتماع بعد ثلاثة أسابيع يتم خلالها تقديم دراسة من النظام حول صلاحية خط الغاز العربي من الحدود الأردنية إلى لبنان بحسب ما أعلنته وزير الطاقة الأردنية.

ولم يتحدث وزير الكهرباء في حكومة النظام عن فتح تحقيق بالاعتداء لكنه أشار إلى أن محطة توليد دير علي التي تغذي أكثر من 50 بالمئة من الحمل، في حين كان مدير المحطة محمد خير الإمام أوضح للإخبارية السورية بأن المحطة تغذي 40 بالمئة من الشبكة وقال إن العنفة الأولى للمحطة وضعت في العام 2014 وانتهى تركيب باقي العنفات في العام 2017.

ولم تتعرض محطة دير علي طيلة مدة الحرب لأي اعتداء إنما توقفت عدة مرات عن العمل بسبب استهداف خط الغاز المغذي لها، ولكن منذ انتهاء الحرب لم تحدث اعتداءات تستهدف محطات كهرباء في البلاد.

وانقطع التيار الكهربائي في مناطق عدة بدمشق وريفها مساء أمس جراء خروج محطة توليد دير علي من الخدمة إلا أنه تم إقلاع محطة توليد الزارة وسيتم إقلاع محطة بانياس بعدها مباشرةً كما سيتم تشغيل محطة توليد جندر و الناصرية للتعويض عن محطة الدير علي بحسب ما أوردته سانا.

وتعاني مناطق النظام من أزمة حادة بالكهرباء إذ يتم تزويدها بساعتين مقابل قطع لأربع ساعات وأحيانا تقطع الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة متواصلة عن بعض المناطق دون أن يجد ذلك تبريرا من مسؤولي النظام في حين كان لافتا خروج وزير الكهرباء للحديث عن الاعتداء على محطة دير علي وإطلاقه وعودا بأن الكهرباء ستعود “خلال ساعة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى