أردوغان يبلغ بوتين أن لا سلام في سوريا دون تعاون تركي روسي، فهل تحسم قمة سوتشي الخيارات؟

محللون: قمة للتهدئة وترحيل الملفات، ويرجح أنها تحمل تغييرا في مستقبل العلاقات بين تركيا وروسيا

عقد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين لقاء قمة في سوتشي اليوم، بدأت بمحادثة بروتوكولية قبل أن تعقد خلف أبواب مغلقة، حيث أكد الرئيس أردوغان في مستهلها أن السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، وبأن الخطوات التي نتخذها معاً بشأنها لها أهمية كبيرة.

الرئيس أردوغان وضع من خلال تصريحه في المحادثة البروتوكولية التي سبقت القمة جدول أعمال هذه القمة من وجهة النظر التركية ولا سيما في ظل أجواء الترقب التي تنتظر نتائجها وسط توقعات بأن تتوصل إلى قرار مهم بالنسبة للعلاقات الدولية، كما أعلن الرئيس أردوغان في وقت سابق وشدد أيضا على أنه يتوقع أن تسلك روسيا نهجا مختلفا إزاء الملف السوري.

قمة أردوغان ـ بوتين تأتي في ظل أجواء محلية متوترة ولا سيما من خلال التصعيد الروسي في إدلب وإقليمية عنوانها اختلاط الأوراق بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ودولية لم تحسم بعد وخاصة إزاء الملف السوري في ظل الأنباء عن محادثات روسية ـ أمريكية تعقد خلف الأبواب وتهدف إلى إيجاد تسوية شاملة .

القمة ستحمل تغييرا في مستقبل العلاقات بين تركيا وروسيا

الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي أكد أن الملف السوري تصدر الملفات، وقال إن القمة عقدت في ظل أجواء الزيارة التي قام بها أردوغان للولايات المتحدة وما عاد به من غضب بسبب عدم لقائه جو بايدن.

وأضاف جوناي أن القمة ستحمل تغييرا في مستقبل العلاقات بين تركيا وروسيا وستعلن ربما تركيا عن توجه جديد في سياستها الخارجية ليس فقط بالنسبة لروسيا وأيضا بالنسبة لسوريا.

وأضاف أن عملية دعم المعارضة وتغيير النظام قد اختلفت الآن بالنسبة لتركيا وربما تبدأ مرحلة جديدة فيما يتعلق بالملف السوري لضمان مصالحها على الأقل.

وقال لنكن واقعيين روسيا هي التي انتصرت وتركيا الآن بجانب الطرف الخاسر، وستبحث في إطار مصالحها بعيدا عن السياسات السابقة، وروسيا ستضغط على تركيا باتجاه إخلاء بعض المناطق مقابل بقائها في مناطق أخرى لحفظ أمنها القومي

وأضاف أن سياسة روسيا منذ البداية كانت واضحة بالنسبة للمسألة السورية وهي تتعارض مع سياسة تركيا ولكن اليوم يحاول بوتين استغلال التباعد بين تركيا والولايات المتحدة.

ورأى جوناي أنه لا يوجد دافع قوي لتغير روسيا سياستها، وتركيا هي من تتراجع عن دعمها للمعارضة.

وقال أعتقد أن دور تركيا في سوريا محصور في مناطق محددة في حين أن روسيا تتمدد في باقي المناطق وبأن اللاعب الرئيس هو الولايات المتحدة.

قمة تهدئة وترحيل ملفات خلافية

الباحث في مركز الحوار السوري محمد سالم رأى أن القمة ستعمل على التهدئة من خلال إعطاء الروس بعض المكاسب الاقتصادية المتعلقة بالمعابر بين مناطق النظام والشمال، وسترحل بعض الملفات الخلافية.

وقال سالم إن روسيا تريد من تركيا أن تنسحب من جنوب الطريق الدولي وجبل الزاوية، ولكن تركيا لن تترك تلك المنطقة ولا سيما أنها تتعلق بأمنها القومي.

وقال اليوم جال مسؤولون عسكريون في جبل الزاوية للتأكيد على البقاء في المنطقة، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ما يعني أن المنطقة ليست بوارد المساومة في الوقت الراهن.

وأضاف أن تركيا تحاول أن توصل رسالة بأنها لاعب مهم في سوريا ولن تتنازل عن مصالحها الدفاعية في مناطق غصن الزيتون ونبع السلام وغيرها باعتبارها تتعلق بأمنها القومي.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد لنظيره الروسي بأن السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات القائمة بين تركيا وروسيا، وأكد أن أنقرة لن تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها باتجاه التعاون الدفاعي بين البلدين.

وقال أردوغان: “السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، والخطوات التي يتخذها البلدان معًا بشأن سوريا لها أهمية كبيرة”.

وأعرب عن ثقته بوجود فائدة كبيرة من استمرار العلاقات التركية الروسية وتعزيزها.

الرئيس الروسي بحسب ما نقلت عنه قناة روسيا اليوم أشاد في مستهل أول لقاء حضوري مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان منذ 1.5 عام، بواقع العلاقات بين موسكو وأنقرة.

ونقلت عنه قوله للرئيس أردوغان : تعلمنا إيجاد حلول وسط سوريا على رأس الأجندة.. سوتشي تستضيف اليوم أول قمة حضورية بين بوتين وأردوغان منذ 1.5 عام

وتابع: “المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحيانا، لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية، وتعلمت مؤسساتنا المختصة إيجاد حلول وسط تصب في مصلحة كلا الجانبين”.

فؤاد عزام – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى