روسيا تريد مفاوضات على مقاسها.. والمعارضة مصرة على موقفها

قال المحلل السياسي “ماهر سليمان العيسى”، أن روسيا تريد مفاوضات بالمخرجات التي حددتها، بحيث تنتج المفاوضات ما يريده النظام وليس الشعب السوري أو المعارضة السورية، لأن روسيا والنظام وحلفاؤه يعتقدون أن الجو مناسب لتحقيق ذلك في ظل وجود ميزان قوى يتيح لهم انتاج ما يردونه.

وأضاف “العيسى” لراديو الكل، بأنه لن يكون هناك مخرج حقيقي للمفاوضات أياً كانت الوفود وسط غياب ميزان قوى على الأرض يمكن الإستناد عليه، منوهاً أن روسيا تريد استثمار الملف السوري لإعادة هيبتها، كذلك إيران تسعى لأن يكون لها حصة رئيسة في هذا الإتجاه، لافتاً أن التفاوض هي تسويات يجب أن تتم بين الأطراف الدولية الأقليمية المتصارعة على أرض سوريا، وإلى الآن لا توجد تسويات بين هذه الأطراف.

وأستبعد المحلل السياسي محاولة تدخل عسكري لتعديل ميزان القوى على الأرض والمساهمة في انجاز المهمة التي قام بها الشعب السوري، مؤكداً أن روسيا تحاول سياسياً وعسكرياً القول بأنها القوة الرئيسية وصاحبة القرار الوحيد في سوريا، واصفاً تصريحات وزير خارجية السعودية “عادل الجبير” بأنها ليست أكثر من “شد عصب” المفاوضين، وأن مسألة التدخل العسكري ليست ذات بعد جديّ بدليل أن الجميع يسعون للمفاوضات ويتنافسون عليها دون الآخذ بالإعتبار موضوع الميزان العسكري المختل.

وختم تصريحاته بالقول :” ليس لدينا كسوريين قوة سياسية أو ممثل سياسي حقيقي قادر أن يفهم اللعبة ويديرها كما يجب”، لافتاً إلى عدم وجود استراتيجية وطنية أو سياسية، معتبراً أن المعارضة السورية ليست صاحبة قرار لأنها جزء من قوى رعايا.

وكان وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” قال ،أمس الجمعة، أن بلاده تستطيع بحث إمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا، ولكن الأمور ستكون أصعب وأطول حال بقاء الأسد في السلطة”.

ورأى الجبير، في تصريح لشبكة “سي إن إن”، أن مفتاح إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش هو “تغيير نظام بشار الأسد في سوريا، وتطبيق الإصلاحات المتفق عليها قبل عام ونصف في العراق من أجل ضمان توزيع السلطات بعدالة بين مختلف الطوائف”، مؤكداً أنه  “من دون هذا الأمر فلن نتمكن من تجفيف المنابع التي يتغذى منها داعش في سوريا والعراق”، وأن هذا ما يحصل بالفعل بتنفيذ ضربات جوية ضد داعش.

 

وتأتي تصريحات الوزير السعودي، قبل نحو أسبوع من موعد المفاوضات بين المعارضة والنظام الذي اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على أن يكون في التاسع والعشرين من الشهر الجاري ، بعد أن كانت مقررة في الخامس والعشرين، نظراً لعدم الاتفاق على تشكيلة وفد المعارضة، وأرجع رئيس وفد المعارضة التفاوضي العميد “اسعد الزعبي” تأجيل المفاوضات إلى روسيا التي تحاول عرقلتها.

 

حيث أن الهيئة العليا للمفاوضات ووفدها التفاوضي،  أكدوا على عدم تدخل أي جهة بوفد المعارضة، وأنها لن تسمح لاضافة أسماء أو دخول طرف ثالث للمفاوضات، وكذلك عدم بدء المفاوضات قبل وقف اطلاق النار وفك الحصار عن المدن والبلدات، في حين تحاول روسيا إدخال شخصيات محسوبة على النظام أو التي تسمي أنفسها” معارضة الداخل” في وفد المعارضة، مهددة بإمكانية دخوله المفاوضات مع النظام لوحده.
موقف المعارضة السورية من المفاوضات تجدد اليوم عبر بيان مشترك صدرعن الائتلاف السوري المعارض ،وعن نحو 44 فصيلاً يشكلون معظم الفصائل العسكرية العاملة على الأرض، والذي أكدوا فيه على ضرورة تنفيذ بنود قرار مجلس الامن الاخير 2254، وخاصة المادتين “12و 13” منه، والتي اعتبرها البيان حقًا إنسانيًا لا يمكن بدء العملية التفاوضية قبل تنفيذها، إضافة إلى أن البيان نص على  رفض الإملاءات الروسية وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي ، وحمل البيان نظام الأسد وحليفه الروسي مسؤولية أي فشلٍ للعملية السياسية بسبب استمرار جرائم الحرب في قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم، ورفض تنفيذ القرارت الإنسانية لمجلس الأمن قبل بدء المفاوضات، إضافة على التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في استمرار الحصار والتجويع وقصف المدنيين بسبب عدم إلزام النظام في تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى