هل تسرق المئة مليون دولار أضواء التطبيع مع النظام من البوابة الأردنية؟

محللون: الملك عبد الله الثاني يقود تطبيعا هدفه خفض التصعيد في المنطقة ويحظى بمباركة أمريكية

قد يكون من باب الصدفة تزامن تسريب وثائق تتعلق بأملاك الملك عبد الله الثاني في الولايات المتحدة وأوروبا مع اتصال بشار الأسد به أو بعده بساعات، ومع فتح معبر نصيب في خطوة عُدت بداية فكِّ العزلة عن النظام وهي التي كانت مرتبطة دوليا وعربيا بالتقدم في العملية السياسية.

ولكن من جهة أخرى فإن تسريب تلك الوثائق التي عرفت باسم باندورا والتي سارع الملك عبد الله إلى نفيها، استحوذ على مساحة إعلامية تجاوزت الحدث الدراماتيكي بالانفتاح على النظام بموافقة أو ربما بطلب من الولايات المتحدة، ووجه الأنظار نحو حالة ليست غريبة، وتتعلق بعقارات بقيمة مئة مليون دولار قال الديوان الملكي إنها لدواعي اللقاءات الدبلوماسية

ما حدث في البوابة الأردنية ليس أمرا بسيطا في تاريخ سوريا، بل هو سابقة لم تحدث طيلة السنوات العشر الماضية، وملك الأردن يقود الآن خطوات التطبيع مع النظام، التي توجت باتصال بشار الأسد به كما يقول الدكتور عمر كوش.

والغطاء الذي شكله الأردن للتطبيع العربي مع النظام يتعارض مع مصالح السوريين كما يقول الدكتور زكريا الملاحفجي عضو الائتلاف الوطني

النظام من جانبه تحدث على لسان معاون وزير خارجيته بأن هناك اتصالات معلنة وغير معلنة بهدف تطوير العلاقات مع الدول الأخرى، منحياً جانباً الحديث عن حل سياسي.

وثائق باندورا تشويش ولا تؤثر في مجريات الأحداث

ورأت المحللة السياسية المختصة بشؤون أميركا والشرق الأوسط روان الرجولة أن الإعلان عن وثائق باندورا لا يستهدف فقط الملك الأردني، بل شخصيات دولية ولا يعني ضرب التطبيع مع نظام دمشق إنما نوع من التشويش، لا يؤثر على مجريات الأحداث.

وقالت إن المعطيات تتركز على إنعاش الوضع الاقتصادي في المنطقة والتخفيف من أزمات اللاجئين، ولذلك فإن هناك نوعا من المباركة في واشنطن لخطوات التطبيع، مشيرة إلى أن ما تريده إدراة بايدن هو نوع من تخفيف التصعيد في المنطقة، موضحة أن قرار 2254 مطاطي بتفسيره.

تسريب الوثائق كمين سياسي

ورأى الكاتب والصحفي قحطان شرقي أن التعامل مع النظام أصبح نذير شؤم على الدول إذ إن ملف باندورا ما كان ليطرح في هذا التوقيت، لولا التطورات المتعلقة بالتطبيع

ولم يستبعد قحطان شرقي أن يكون تسريب وثائق باندورا متعمداً من جانب الولايات المتحدة، وقال إن تسريب هذه الوثائق بعيد اتصال بشار الأسد بالملك عبد الله الثاني هو كمين سياسي وقع فيه الأردن، حتى لو أن بعضهم أشار إلى أن الأردن أخذ مباركة الولايات المتحدة على الخطوات التطبيع، لافتا إلى أن على أصدقائها الخشية منها أكثر من أعدائها.

قطار التطبيع مع النظام يبدو أنه انطلق بقيادة الأردن وإن بدا من خلال مصالحه الاقتصادية، ولكن هل ينعكس على أوضاعه الداخلية بشكل أو بآخر مع إقراره بوجود حملة تستهدفه في إطار محاولات إرباك جبهته التي لا يزال هناك من يريد التخريب فيها ويبني الشكوك بحسب ما أعلنه الديوان الملكي الهاشمي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى