وقائع غريبة في زيارة عبد اللهيان المريبة.. هل بدأ دور إيران بالانحسار في سوريا ولبنان؟

محللون: أيام ثقيلة قادمة على إيران ودخلت مرحلة المساومة على حصصها مقابل مشاريع قوى كبرى

في سوريا كما لبنان غلب على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الطابع الاقتصادي، فبعد عرضه إقامة محطتي كهرباء وميترو أنفاق في بيروت، أبلغ بشار الأسد بوجوب تنفيذ اتفاقيات اقتصادية تم التوصل إليها مع النظام خلال الأسابيع القليلة الماضية بأكبر سرعة.

لم تتضح تفاصيل الاتفاقيات الاقتصادية مع النظام، ولكن إقحامها من قبل وزير خارجية بالملفات السياسية، يضعها في سباق مع مشاريع أخرى، قيد النضوج ويراها منافسة، والإشارة هنا إلى مشروع خط الغاز العربي الذي تشارك فيه إسرائيل وترعاه الولايات المتحدة، فما هي أبعاد زيارة عبد اللهيان الثانية خلال بضعة أسابيع إلى دمشق؟

نصرالله أكبر زعيم في المنطقة

قد لا يكون وصف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان زعيم ميلشيا حزب الله حسن نصرالله بأنه أكبر زعيم سياسي في المنطقة مر على بشار الأسد بشكل عابر، ولا سيما أنه جاء عشية زيارة عبد اللهيان إلى دمشق، ولكن الأخير يدرك أن لا حرب دون إيران، ولا سلم في البلاد دون العرب.

أما وقد انتهت الحرب بحسابات النظام فإن إيران تسعى لأن يكون لها دور في مابعد تلك المرحلة، وهي تستشعر أنها أمام منافسة عربية الأمر الذي دفع بعبد اللهيان لتأكيد وجوب تنفيذ النظام اتفاقيات اقتصادية صيغت على عجل خلال الأسابيع الماضية ..

عبد اللهيان يطلب من بشار تنفيذ الاتفاقيات

لقاء عبد اللهيان بشار الأسد للمرة الثانية خلال بضعة أسابيع وتركيزه على العلاقات الاقتصادية يعكس تخوف إيران من اتفاق خط الغاز الذي تقوده اسرائيل بأدوات عربية، ولا يستطيع النظام سوى التنفيذ والتوقيع وإلا، فإن الولايات المتحدة جاهزة لتحريكها الكرسي من تحته، كذلك روسيا التي تستطيع ليس تحريك ثوابته وحده فقط بل وحدود إيران في القفقاس حيث الوجود الإسرائيلي من خلال أذربيجيان كما تقول إيران .

وعلى هذا الأساس أعلن عبد اللهيان لدى وصوله دمشق بشكل واضح أن الهدف هو ضرورة تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الأسابيع الماضية بسرعة كبيرة، في حين كان مسؤول “محور المقاومة” الإيراني مصطفى اثباتي اشتكى من بطء تنفيذ النظام الاتفاقيات.

الخبر الرسمي الذي نشرته سانا عن لقاء بشار باللهيان ركز على أن البحث تناول القضايا الاقتصادية، مايعني أن عبد اللهيان أجبر بشار الأسد على مناقشة تنفيذ الاتفاقيات، ما يشير أيضا إلى أن هناك أزمة في تملص النظام من تنفيذ الاتفاقيات.

أيام ثقيلة على إيران

ورأى الكاتب والصحفي اللبناني صهيب جوهر أن إيران متخوفة بشكل كبير من عدم تنفيذ النظام الاتفاقيات معها، وزيارات المسؤولين الإيرانيين المتكررة ومن بينها زيارة عبد اللهيان تعكس هذا التخوف الذي يأتي أيضا في ظل محاولات الولايات المتحدة خنق تمددها مع استئناف المفاوضات حول الملف النووي.

وقال جوهر إن إيران لا تملك رؤية للتنمية وللاقتصاد هم مجموعة لصوص، وإيران تتراجع في المنطقة وستمر أيام ثقيلة على إيران في المستقبل، ومحاولة بعض الدول العربية التطبيع مع النظام هو رهن العامل الأمريكي وأيضا هناك الموقف الروسي الذي يتأثر بمشروع الغاز العربي.

وأضاف جوهر أن العرض الذي قدمه عبد اللهيان هو مزحة أو ابتزاز للدول الأخرى وقال إن وزير خارجية إيران يتصرف ليس بصفته فقط وزير خارجية، بل هو أحد أعمدة إيران، مشيرا إلى أن إيران ليس لديها القدرة على تنفيذ مشاريع في الكهرباء والمواصلات في وقت تعاني هي ذاتها من مشاكل في هذا الإطار.

زيارة عبد اللهيان إعلامية

وقال المستشار الإقتصادي الدكتور أسامة القاضي إن زيارة عبد اللهيان إعلامية أكثر منها عملية وتهدف إلى رفع أسهم إيران في المساومات وتعطيل أي اتفاقيات في المنطقة، مشيرا إلى أن أنهم يريدون القول إنهم رقم من الصعب تجاوزه في أي اتفاقيات ولا سيما بالنسبة لمشروع الغاز العربي.

وأضاف القاضي أن مجموع الاتفاقيات التي وقعت بين إيران والنظام تجاوزت الثلاثين مشروعا لم ينفذ منها واحد بالعشرة منها، لافتا إلى أن الإيرانيين احترفوا الدور الإعلامي في السياسة والاقتصاد، بهدف الحصول على حصة مما يحدث.

لا مصلحة للسوريين بحل سياسي دون شروط

وقال القاضي إن النظام لبى ما طلبه منه الإيرانيون والروس من خلال الاتفاقيات الكبيرة التي تم توقيعها ولم يعد هناك أي ثروة سورية ليست تحت يد النفوذ الأجنبي، مؤكدا أنه ليس للسوريين أي مصلحة في التوقيع على تسوية سياسية إن لم تكن تتضمن بندا واضحا يتيح لصانع القرار السوري إعادة النظر بجميع الاتفاقيات التي وقعها النظام.

وأوضح المستشار القاضي أن الجميع سيتفاجأ بحجم الثروات التي بددها النظام من خلال الاتفاقيات التي وقعها إضافة إلى الديون الهائلة المترتبة على البلاد.

ولفت القاضي إلى أن من يريد من العرب التطبيع مع النظام هو عمليا يطبع مع إيران بحكم سيطرتها على مناطق في البلاد والقرار وعلى هذا تريد حصة من أي مشروع ولا سيما خط الغاز العربي الذي سيمر بكل تأكيد طالما يحظى برعاية أمريكية

في الوقائع الغريبة لزيارة عبد اللهيان التي تجاوزت البروتوكول لجهة عروضه الاقتصادية كوزير للخارجية، أو من حيث كونها الزيارة الثانية خلال مدة قصيرة ما يضع إشارات استفهام فيما إذا كان دور إيران بدأ بالانحسار في سوريا ولبنان.

ردايو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى