التنف علامة فارقة .. هل دشنت بداية مرحلة جديدة من الابتزاز العربي والدولي للنظام

محللون: إسرائيل هي الرابح الأكبر.. النظام لديه خبرة في تسويق نفسه

إن لم يكن عبور الطيران الحربي الإسرائيلي أجواء الأردن لقصف أهداف في سوريا هو الأول فقد جاء بعد خطوات تطبيع بين النظام والأردن، ولم يقابل برد فعل على الأقل في المستوى الإعلامي، ما يعطي بعض خفايا ما طلبه الأردن من وزير دفاع النظام، الذي تم استدعاؤه إلى عمان مؤخرا ويأتي بعد اتصال بشار الأسد بالملك الأردني عبد الله الثاني.

من بوابة الأردن تعبر شروط التطبيع ومن بوابة التنف عنوانها، وبالعربي فإن التطبيع العربي والدولي يسير على قاعدة ابتزاز النظام وقبوله بذلك صاغرا، فهو في موقع لا يمتلك فيه عناصر قوة يستند عليها إن هو رفض تلك الشروط بل هو أقرب إلى استجداء اعتراف به من أية جهة أو شخص، دون أن يستطيع الوصول إلى ماقبل عام 2011، بقدر ما ستزيد قدرته على استنزاف البلاد وانتهاك سيادتها وبيعها أمام تقديم التنازلات .

إسرائيل الرابح الأكبر

ورأى مصطفى إدريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية أن إسرائيل هي الرابح الأكبر من تطورات العشر سنوات الماضية .

وقال إدريس إن المجتمع الدولي أراد سوريا ضعيفة وسمح للنظام بتدميرها، ورضي بالتعامل معه إذ سنرى ازديادا في التطبيع معه .

وأضاف أنه من الطبيعي أن يقدم النظام تنازلات من أجل البقاء في الحكم وليس بإرادته بل مجبرا، مشيرا إلى أن إسرائيل قبلت النظام لأنه أعطاها ما أرادت.

النظام لديه خبرة في تسويق نفسه


وقال المحلل السياسي علي إبراهيم إن النظام باع البلاد وليس له سيادة عليها، وهو أيضا ضالع في تقديم معلومات استخباراتية للقوى الكبرى ولديه من الملفات ما تحتاجه القوى الكبرى، وأيضا يمتلك خبرة في تسويق نفسه، والدول بالنهاية تبحث عن مصالحها.

وأضاف ليس هناك سيادة للنظام إلا بشكل اسمي، فسوريا الآن تحت احتلالات تتقاسم النفوذ فيها دول إقليمية ودولية مشيرا إلى أن إسرائيل هي في تنسيق دائم مع الأردن والنظام ليس له سيطرة على منطقة التنف.

وبالنسبة للغارة من التنف فإن عناصرها: إسرائيلية أميركية أردنية روسية وقد استهدفت مطارا يتبع النظام فيه ميليشيات إيرانية، والجميع فيها فاعل عدا النظام ولم يجرؤ على الاحتجاج إعلاميا أليس مسؤولا ضمن مفاهيم السيادة التي يتحدث بها عن تلك الأرض السورية وخاصة أن الغارة جاءت بعد اتصال بشار بالملك عبد الله الثاني.

وكان لافتا عدم ذكر الأردن في خبره الرسمي عن قصف التيفور قاعدة التنف، ربما لأنه لا يريد إحراج النظام أو أنه توقع منه أن يحتج لديه على مرور الطائرات من أجوائه.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى