الشمال السوري على صفيح ساخن ..هل تبدأ تركيا عملية عسكرية

محللون: التحرك التركي يقترب من نقطة الصفر

لم يكن استهداف جنديين تركيين في مارع التسخين الوحيد لشمال حلب، بل استتبع بقصف روسي هو الأول للمنطقة منذ ست سنوات، وجاء بعد تلويح تركيا بعمل عسكري للقضاء على التهديدات التي يشكلها تنظيم بي كي كي / ي ب د ، في حين جاء الموقف الأمريكي منددا بمقتل جنديين دون الإشارة إلى التنظيم الذي أكدت تركيا إنه المسؤول عن الهجوم.

أما لماذا التسخين الآن وبعد قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، فقد يشير إلى مكان واحد وهو غرف العمليات الروسية، التي ينحصر حوارها السياسي في الحل العسكري والتصعيد، ولكن هل ستقبل تركيا بهذه اللغة ولا سيما أنها رفضت على مايبدو الموقف الأمريكي الذي اكتفى بالتنديد بمقتل جنديين تركيين وحملت على لسان وزير خارجيتها روسيا والولايات المتحدة المسؤولية عن التطورات.

وفي أخر تطورات المشهد في الشمال السوري أكد وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو”، أن روسيا والولايات المتحدة تتحملان المسؤولية عن الهجمات التي يشنها تنظيم  “ي ب ك/ بي كا كا” في الشمال السوري.

وقال تشاووش أوغلو، اليوم، إن روسيا والولايات المتحدة لم تلتزما بتعهداتهما إزاء وقف الهجمات الإرهابية وبالتالي فإن تركيا ستعتمد على نفسها لتوقف هذه  التهديدات.

الاقتراب من نقطة الصفر

الباحث السياسي الأكاديمي مهند حافظ أوغلو رأى أن التحرك التركي لن يكون سريعا، ولكنه يقترب أكثر فأكثر من نقطة الصفر، وفي نهاية المطاف سوف تقوم تركيا بعمليات نوعية ربما تكون عمليات استخباراتية وليس على غرار درع الفرات أو نبع السلام.

وأضاف أن تركيا ستقوم بخطوات مدروسة بحيث لا تعطي ذرائع لممارسة ضغوط عليها، وما تريده هو دفع الأضرار التي تلحق بها وخاصة أنها قامت بواجباتها في الملف السوري، وماتزال الكرة في ملعب الولايات المتحدة وروسيا.

وقال حافظ أوغلو: إن الاتفاقيات بين تركيا وكلا من روسيا والولايات المتحدة بقيت حبرا على ورق، ومن الصعب أن تستمر تركيا بتقبل هذه المعادلة، ولا سيما أن الأمر يتعلق بأمنها القومي.

وأضاف أن هناك توجسا لدى تركيا من أن تكون الضغوط الروسية هي نتيجة لتسليم الولايات المتحدة الملف السوري برمته إلى روسيا، مشيرا إلى أن الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي يتلقى الدعم السياسي والعسكري بضوء أخضر من روسيا والولايات المتحدة.

صفيح ساخن

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي د. مأمون سيد عيسى أن المنطقة على صفيح ساخن ولكن من الصعب تصور أن تصل تركيا وروسيا إلى مرحلة تصعيد بينهما، وقال إن الروس يفاوضون بالدم وقصف مارع هو رسالة للضغط على تركيا لتنفيذ مطالبهم في إدلب.

وأضاف سيد عيسى أن المنطقة برمتها تخضع لإرادة الولايات المتحدة ولن يتحرك أحد في المنطقة إلا بموافقتها، وبالتالي فإنه من الصعب أن يقوم الجانب التركي بمفرده بتغيير الأوضاع.

وفيما يتعلق بتصريح تشاووش أوغلو فقد جاء بعد ساعات على إدانة الخارجية الأمريكية، الهجوم الذي أدى لمقتل شرطيين تركيين ودعوتها إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار بشمال شرق سوريا ووقف الهجمات عبر الحدود.

تنديد لذر الرماد في العيون

ووصف المحلل السياسي التركي “يوسف كاتب أوغلو” “التنديد الأمريكي بأنه لذر الرماد في العيون وليس له قيمة على أرض الواقع” في حين قال المحلل السياسي حسن النيفي إن موقف الولايات المتحدة يهدف إلى احتواء ردة الفعل التركية ومساعدة حليفتها الوحدات الكردية.

وصّعدت روسيا قصفها محيط مارع في منطقة درع الفرات بعد استهداف تنظيم “ي ب ك” المنطقة بالصواريخ، ولم يصدر عنها موقف سياسي ردا على تصريحات المسؤولين الأتراك.

وبعد تصريحات وزير الخارجية التركي تبقى التطورات مفتوحة على جميع الاحتمالات وأقربها بحسب المعطيات والمواقف عملية عسكرية تركية لوقف تهديدات التنظيمات الإرهابية مالم تتدخل الولايات المتحدة وروسيا وتعالج أسباب التصعيد بالالتزام باتفاقيات سابقة.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى