حراك دبلوماسي وصفقات ساحتها سوريا.. أين مصالح السوريين ؟

محللون: التحركات مرتبطة بالموقف الأمريكي، والقوى الكبرى تقاسمت سوريا

حراك دبلوماسي مكثف حول القضية السورية، بدأت معالمه تتضح مع وضوح مشاريع القوى الكبرى والإقليمية في المنطقة، وأبرزها ما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا التي تشكل عناوين وإن كانت مفرداتها أدوات متفرقة ساحتها الأكبر هي سوريا.

الحديث في المنطقة يدور حول اجتماع ثان لمستشاري الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا، بعد اللقاء الأول الذي عقد في القدس قبل نحو عامين وناقش الوضع في سوريا والوجود الإيراني وانتهى إلى تفاهمات بحسب ما أعلنه الروس دون الكشف عن تفاصيلها..

اجتماع ثلاثي

وأعلن السفير الإسرائيلي لدى روسيا، ألكسندر بن تسفي، بأن تل أبيب اتفقت مع موسكو وواشنطن على عقد لقاء على مستوى رؤساء مجالس الأمن لمناقشة الوضع في سوريا وإيران.

ولم يحدد السفير الإسرائيلي موعد الاجتماع إلا أنه يأتي في ظل أجواء تتقدم بها إسرائيل في مشاريعها من خلال تقليص الوجود الإيراني في سوريا، والتطبيع العربي المتزايد معها ومع النظام برعاية أمريكية وروسية.

بين لقاء القدس قبل عامين والاجتماع الجديد لمستشاري الأمن القومي تكون روسيا أنجزت ماتعهدت به حول إيران فقد بدأت تقليم أظافرها في سوريا كما يقول الدكتور سامر الياس المتخصص بالشؤون الروسية

حلحلة الوضع السياسي

اللقاءات الروسية الأمريكية والروسية مع نظام الأسد، وأيضا اللقاءات التي تعقد بمشاركة إسرائيل وحتى لقاءات روسيا مع تركيا جميعها تصب باتجاه حلحلة الوضع السياسي على الطريقة الروسية كما يقول الأكاديمي والباحث السياسي والخبير في الشأن الروسي د. محمود الحمزة

وما أرادته الولايات المتحدة واسرائيل لجهة ضبط المنطقة على إيقاع مصالحهما وصل مرحلة متقدمة وعنوانه التطبيع الاقتصادي في إطار مشاريع إقليمية أبرزها خط الغاز العربي الذي تشارك فيه الإمارات وإسرائيل والأردن ومصر، وهو ما بدأ يتحدث به أخيرا خبراء النظام ومن بينهم بسام أبو عبد الله ..

التحركات مرتبطة بالموقف الأمريكي

ورأى باسل حفار مدير مركز إدراك للدراسات أن التحركات الدبلوماسية مرتبطة بموقف الولايات المتحدة، وقال إن مصالح إسرائيل تحتل أولوية في توجهها، ولكن في نفس الوقت فإنها تسير مع النظام ضمن سياسة الخطوة بخطوة، بمعنى تغيير سلوكه.

وأضاف أن اللقاء الثلاثي لمستشاري الأمن هو مطلب إسرائيلي بالأساس، وهناك العديد من الترتيبات يترقب الجميع تلمس حقيقتها من خلال ما تريده الولايات المتحدة في وقت لم تتضح فيه بعد استراتيجيتها السياسية، ولكن لايمكن أن تقر ترتيبات على الأرض دون روسيا.

لا ضغوط على النظام

وقال الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي إن الضغوطات التي مارسها الغرب ليست سوى قضايا شكلية، فمازالت سفارات النظام مفتوحة بالعالم، وكذلك مندوبه في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تريد وبإيحاء إسرائيلي إعادة النظام إلى الساحة الدولية.

وأضاف أن إيران تجري ترتيبات مع الولايات المتحدة لتكريس وجودها في المناطق التي وصلت إليها، والولايات المتحدة تريد فتح صفحة جديدة مع النظام وإيران، لافتاً إلى علاقات النظام مع الأردن التي قطعت خطوات.

القوى الكبرى تقاسمت سوريا

وقال إن القوى الكبرى أنهت تقاسم سوريا فيما بينها، وكل ذلك على حساب دماء السوريين، مضيفا أن اجتماع مستشاري الأمن القومي لاسرائيل والولايات المتحدة وروسيا يندرج ضمن التحركات العلنية الشكلية بينما هناك اجتماعات ولقاءات تعقد في الغرف المظلمة وهي الأخطر وستؤدي إلى تمكين النظام من السيطرة على البلاد.

ومع ازدياد التحركات الدبلوماسية التي تبدو بعيدة عن مصالح السوريين وتصب في مصلحة القوى الإقليمية والكبرى تظهر ملامح الصفقات متناسبة طردا مع حجم قوة كل طرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى