هل سترى محادثات جنيف النور خلال الأيام القادمة؟

قال الصحفي والكاتب “أحمد كامل”، إن تصريحات وزير خارجية أميركا “جون كيري” التي أدلى بها أول أمس متناقضة مع تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، ومع الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مضيفاً أن تصريحات “كيري” غير جديّة ولا معنى لها.

وأكد “كامل” في حوار مع راديو الكل على أن المعروض حالياً على المعارضة السورية هو انتحار سياسي كامل، وأن على المعارضة الحفاظ على مصلحة الشعب السوري من دون مجاملة أحد على الإطلاق، وبذلك تصبح المعارضة ذات قيمة لدى الشعب السوري.

وأشار إلى عدم وجود خسارة للمعارضة في حال رفضت الذهاب إلى جنيف، معتبراً أن محادثات جنيف لن يصدر عنها شيء وهي عبارة عن بضعة خطابات وتصريحات، تحديداً في ظل طلب من المعارضة شروط مثل حكومة وحدة وطنية وحق الأسد بالترشح للإنتخابات ودون إبداء حسن نوايا قبل المفاوضات وتدخل المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” بفرض أسماء على وفد المعارضة، منوهاً أن شروط الولايات المتحدة الأمريكية باتت بمستوى المبادرة الإيرانية تماماً بتشكيل حكومة وحدة وطنية وحق الأسد بالإنتخابات، وبيّن أن فرنسا وتركيا والسعودية وقطر رفضوا تصريحات كيري، وأن تصريحاته لا تمثل سوى الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن التسريبات حول إرسال “دي مستورا” دعوات لـ “صالح مسلم” و “هيثم منّاع”، أكد كامل على عدم إرسال أية دعوات حتى الآن فلا يمكن إرسال دعوات قبل تحديد موعد المفاوضات.

ولفت كامل في ختام حديثه إلى إنه لا يمكن إجراء محادثات جنيف من دون مشاركة المعارضة، داعياً المعارضة أن تكون قوية لأنها لا تملك شيء تخسره، وأن روسيا وإيران والنظام وحزب الله غير قادرين على فعل أكثر ما فعلوه سابقاً.

وكانت عدة تصريحات تداولت عن مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات حول الاجتماع الذي جمع كيري مع رئيس الهيئة وعدد من أعضاءها، عاد “محمد علوش” كبير المفاوضين، ليؤكد تلك التصريحات، معتبراً أن وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” مارس ضغوطاً على المعارضة لحملها على حضور المفاوضات المقررة مع وفد النظام هذا الأسبوع، والضغط عليها كي تتخلى عن مطالبها الإنسانية والتوجه للتفاوض بشأنها، ,مؤكداً أنه سيكون هناك رد قوي على الضغوط الأميركية، دون أن يوضح طبيعة هذا الرد وموعده، واعتبر في الوقت ذاته أن مسألة انعقاد المفاوضات هو رهن التطورات في الساعات القادمة.

لكن “كيري” رفض التصريحات التي صدرت عن كبير مفاوضي المعارضة “محمد علوش” قائلاً : ي تسريحات له بالأمس ربما هي مسألة ضغط أو مسألة سياسية داخلية ، مشيراً إلى أن المفاوضين هم من سيقررون بشأن مستقبل سوريا، وأنا ما قاله هو أن المعارضة تملك حق الاعتراض و”بشار الأسد” كذلك وبالتالي يجب عليم أن يقرروا كيف سيمضوا بهذه المفاوضات، مجدداً التأكيد على أن موقف بلاده، لم  يتغير بمساندة المعارضة سياسياً ومالياً وعسكرياً.

كما أن “كيري” أكد أن موعد المفاوضات لم يحدد بعد وقد يتأجل يومين او ثلاثة او ربما أكثر حتى تتضح الأمور كما لفت إلى أنه إنه اتفق مع المبعوث الدولي “دي مستورا” على ألا توجه الدعوات للمحادثات إلا بعد ترتيب كل الأمور، وهذا ما يؤكد مواصلة الخلاف على تشكيلة وفد المعارضة الذي تحاول روسيا إدخال شخصيات مقربة من النظام فيه، لكن المعارضة ما زالت ترفض ذلك، ولم يتضح بعد فيما إذا كانت المعارضة ستذهب إلى المفاوضات أم لا، وخاصة بعد الضغوطات الامريكية هذه وتهديد المعارضة بفقد دعم الحلفاء.
أما رئيس الوزراء التركي، فأكد معارضة بلاده لمحاولة ما وصفها بتمييع وفد المعارضة، عبر إشراك منظمات إرهابية مثل الوحدات الكردية، ومعتبراً أن ذلك يجهض عملية التفاوض وأنه أمر خطير للغاية.
وعلى عكس الطلب الروسي، أكدت الخارجية الألمانية على ضرورة إشراك “المعارضة الإسلامية المعتدلة” في مفاوضات السلام السورية القادمة المزمع عقدها في جنيف، بالشكل الذي لا تفتح فيه الأبواب أمام الإرهابيين والمتطرفين الذين يسعون لنسفها.

في حين أعلنت الخارجية الإيطالية، رفضها تقسيم سوريا وإنشاء دويلات طائفية، مؤكدةً دعمها للعملية السياسية لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات وعلى أهمية الحفاظ على تماسك الدولة السورية، وأن ذلك لا يتم إلا عبر رعاية المفاوضات التي ستؤدي إلى خروج الاسد، وأنها الطريق الوحيد لوقف اطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى