إدلب بين قمتين .. رسائل سياسية في جبل الزاوية

محللون: لا معركة حاليا في إدلب، والقصف رسائل متبادلة بين الأتراك والروس

ازدادت الرسائل السياسية في ادلب ميدانيا مع اقتراب لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي جو بايدن الأسبوع المقبل، في وقت تؤكد فيه تركيا حضورها القوي في المنطقة، من خلال قصفها مواقع النظام ردا على خروقاته، واستهدافه المدنيين ولا سيما في جبل الزاوية.

وفي هذه الأثناء برز عنصر جديد في الصراع إذ أعلنت هيئة تحرير الشام الحرب على كتائب تابعة “لمسلم الشيشاني” بعد مطالبته ومقاتليه بالخروجِ من سوريا، أو حل تنظيمهم المسمى جنود الشام، ماقد يشير إلى محاولات الهيئة النأي بنفسها عن تنظيمات ارهابية..

وقصف الجيش التركي، الليلة الماضية، عدة نقاط عسكرية تابعةٍ لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في عدةِ محاورَ عند خطوط التماس جنوبي إدلب، رداً على الخروقات المستمرة في تلك المنطقة.

وذكر مراسل راديو الكل في إدلب أن القصف تم من موقع الجيش التركي في تلة النبي ايوب باتجاه مواقع النظام على محاور جبل الزاوية.

لاعمل عسكريا الآن

وأرجع الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي القصف التركي إلى وقوع خسائر بين الأتراك مؤخرا، وقال إنه يأتي لإرضاء الرأي العام التركي.

واستبعد جوناي عملا عسكريا في إدلب لأسباب داخلية تتعلق بتركيا، وقال إن التحركات ستكون محدودة وتستهدف بعض النقاط الاستراتيجية.

وأضاف أن روسيا وتركيا غير متفقتين على الوضع في إدلب، مشيرا إلى أنه من الصعب ربط التطورات الحالية في إدلب بلقاء أردوغان ـ بايدن، لأن الوضع في إدلب مستمر على ماهو عليه منذ مدة.

وقال جوناي إن العلاقات التركية الأمريكية الآن مأزومة، وبالتالي من الصعب أن يكون موقف الرئيس بايدن أفضل حالا من الرئيس بوتين.

رسائل متبادلة

ومن جانبه وضع المحلل السياسي حسن النيفي القصف التركي في إطار الرسائل التركية الروسية المتبادلة، في ادلب وأيضا شرق الفرات وازدادت بعد فشل اجتماعات لجنة صياغة الدستور.

وقال النيفي إن من بدأ الرسائل هم الروس ومباشرة بعد انتهاء قمة أردوغان ـ بوتين من خلال التصعيد عسكري والتصريحات التي تؤكد بأنهم يريدون السيطرة على طريق حلب اللاذقية وتدعو إلى خروج القوات التركية من ادلب.

واستبعد النيفي أن تقوم تركيا بعمل عسكري في الشمال قبل قمة الرئيسين أردوغان ـ بايدن وقال الشمال مقبل على حرب ولكن الأمر رهن بموقف الولايات المتحدة إذ لا يستطيع أحد تجاهلها أو تجاوز دورها.

وحول هيئة تحرير الشام قال النيفي إنها بدأت منذ مدة تصدير نفسها شريكا سياسيا في المنطقة، من خلال عرض زعيمها أبو محمد الجولاني الاندماج مع الجيش الوطني، وصراعها الآن مع مسلم الشيشاني وهي تريد أن تؤكد للمجتمع الدولي بأنها قوة محلية.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على معظم إدلب، وتتبع لها حكومة تسير الأمور الإدارية والخدمية للأهالي.

القصف ردا على خرق النظام

وقال المحلل العسكري الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة إن القصف العنيف الذي استهدف به الجيش التركي مواقع للنظام جاء ردا على استمرار خرقه وقف إطلاق النار وعدم التزامه إلى جانب الروس بأي اتفاق

وأشار المحلل السياسي فراس علاوي إلى أن مايحدث الآن يعكس فشل قمة أردوغان ـ بوتين وأيضا هو رسالة تركية قبيل قمة أردوغان ـ بايدن الأسبوع المقبل.

لا وقت للصبر

ويتحدث إعلام النظام وخبراؤه ومن بينهم أحمد الحاج علي عن معركة قادمة في إدلب ويشير إلى أن الوقت لم يعد يتسع للصبر أكثر وقد وصلت الأمور إلى خواتيمها بحسب تعبيره.

وإن اقترن كلام إعلام النظام مع تعزيزات عسكرية، إلا أن تركيا أيضا ما تزال تدفع بتعزيزات عسكرية أضخم إلى جبل الزاوية، ومواقع أخرى بلغت بحسب بعض المصادر 79 موقعا..

وقلَّما يكون هناك رد من جانب الجيش التركي على تصعيد النظام والروس التزاما باتفاقياتِ وقف إطلاق النار كما يعلن ولكنه هذه المرة استخدم صواريخ شديدة الإنفجار بحسب ما ذكره مصدر أمني لوكالة أنباء تركيا.

أرتال عسكرية تركية

وأدخل الجيش التركي خلال الشهر الحالي 11 رتلا عسكريا إلى إدلب، آخرها رتل دخل الخميس الماضي وشمل معظمها مدافع ميدانية ومعدات ثقيلة.

وتهدد روسيا وقوات النظام بشكل متكرر بعملية عسكرية في إدلب ضد قوات المعارضة، وذلك رغم اتفاق خفض التصعيد الموقع بين تركيا وروسيا في آذار 2020.

ويلتقي الرئيس أردوغان، نظيره الأمريكي جو بايدن خلال قمة زعماء مجموعة العشرين المقررة في نهاية الشهر الحالي في روما بحسب ما نقلته الأناضول عن الرئاسة التركية للأناضول، في حين كان التقى الرئيس بوتين في مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الماضي بعيدا عن وسائل الإعلام، ولم يعلن في ختامه بيان صحفي كما لم يدل الرئيسان بتصريحات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى