مياه حلب تسبب حالات تسمم.. وبئر واحدة فقط تصلح مياهها للشرب في الأحياء المحررة
راديو الكل ـ خاص
شاع الحديث عن انتشار حالات تسمم بمياه الآبار الملوثة في مناطق حلب الحرة، والتي صارت الملاذ الوحيد لأصحاب الدخل المحدود في ظل الإمكانيات الضعيفة وعدم القدرة على شراء المياه المعدنية بعد أن ارتفع سعر العبوة الواحدة من المياه المعدنية في بعض الأحيان إلى نحو من 100 ليرة سورية لليتر الواحد حسب المجلس المحلي لحلب، وهذا ما لا يستطيع قاطني المناطق المحررة في مدينة حلب تحمله، لأنه يعني أن تدفع العائلة تحمله.
ووراء قطع المياه عن حلب، علاقة متعدية، حيث إن نظام الأسد قطع المياه الصالحة للشرب بشكل كامل عن مدينة الباب التي ترزح تحت سيطرة “داعش” منذ أكثرة من عامين، فرد التنظيم بإيقاف ضخ المياه عن محافظة حلب بالأكمل.
ويتزامن تلوث المياه وعدم قدره السكان على شراء المياه المعدنية مع اقتراب مخزون المياه في حاووظ باب النيرب على الانتهاء حسب مسؤول دائرة الصيانة في شعبة المياه بالمجلس المحلي لحلب “عبد الرزاق حسين.”ما يضطر السكان لاتباع وسائل بديلة لتأمين المياه النظيفة كغلي مياه الآبار حسب مراسلنا، أما الأوفر حظاً فتطالهم حصص المياه المخصصة من الجمعيات والمنظمات الإنسانية على المناطق الفقيرة بالمياه.، وتشتد الأزمة في الأحياء التي تفتقد للخزانات مثل بستان القصر ومساكن هنانو حسب مراسلنا عدا عن بقية الأحياء.
ويبرز دور المجلس المحلي هنا من خلال انتهاج خطة اسعافية ـ كما يقول ـ لتدارك الأمر حيث تم اعتماد بئرين ارتوازيين يعتبران الأفضل في المناطق المحررة، حيث سحبت منهما عينات وأرسلت للمخابر للتأكد من سلامتها وخلوها من الشوائب، وتبين أن واحدا من بين الآبار فقط تصلح مياهه للشرب، وبناء على ذلك تم إرسال الصهاريج إليه لملئها وتوزيعها ضمن خطة تشمل جميع المناطق المحررة على أن يتم الضخ للمشافي والمراكز الحيوية”. وتوزيع الكميات المتبقية لباقي المناطق المحررة ويستمر البحث حسب مصادر المجلس المحلي لإيجاد آبار أخرى، والتي بينت أن ذلك مرهون بالوقت فقط”.
وفي هذا الصدد، استلم المجلس ضمن مشروع محطات تنقية المياه المقدم من برنامج تمكين 48 خزان مياه بسعة 2000 ليتر للواحد، لتفعيل المحطات في كل حي بالمناطق المحررة لمعالجة وتعقيم المياه لتصبح صالحة للشرب وسيرى المشروع النور قريبا ابتداءا من المحطة الأولى في حلب القديمة مرورا بجميع الأحياء، وسيتم الإعلان عن كل محطة بعد التأكد من تفعيلها ودخولها حيز الخدمة.
وكان راديو الكل أجرى مقابلة مع رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب بريتا حاج حسن، حيث أشار إلى تسجيل الصيف الماضي عدة حالات تسمم بسبب انقطاع المياه وتلوث مياه الآبار، في حين لم يتم تسجل أية حالات تسمم من المياه حالياً، ولفت إلى أن 95% من مياه الآبار غير صالحة للشرب.
وأشار إلى وجود بئرين مياه لتغذية كافة المحطات وتوزيعها على الأهالي عن طريق الصهاريج، وكشف “حاج حسن” إلى وضع المجلس المحلي خطة لتشغيل 6 محطات تنقية خلال الأسبوع الحالي لتلافي مشكلة التسمم بالمياه الملوثة، موضحاً أن المحطات مقدمة من وحدة تنسيق الدعم وهي واقفة عن العمل منذ قرابة عام.
وأضاف إلى وجود آبار في الريف الحلبي والتواصل والتنسيق مع المجالس المحلية هناك لنقل المياه عن طريق الصهاريج لحل مشكلة انقطاع المياه التي مر عليها قرابة أسبوع.
وبيّن أن المجلس المحلي يمتلك 3 صهاريج تقوم بتوزيع المياه بشكل مجاني على الأهالي، كما أن هناك صهريجين آخرين لكنهما وصلا من الهلال الأحمر القطري معطلان، في الوقت الذي يبلغ فيه سعر 1000 لتر مياه ما بين (1000 و1500) ليرة سورية.
ولفت رئيس المجلس المحلي إلى توقف مشفى “شوقي هلال” الخاص بغسيل الكلى منذ 3 أيام بسبب انقطاع المياه في محاولة من المجلس لإعادة تقديم المياه للمشفى، مبيناً إن المياه التي ستوزع عن طريق الصهاريج لا تغطِ 20% من حاجة الأهالي، حيث سيتم نشر جدول توزيع المياه على صفحة المجلس المحلي على “الإنترنت”.