ماذا وراء نشر الإعلام الروسي أنباء عن موعد العملية العسكرية التركية في الشمال السوري؟

محللون: روسيا تستثمر الحديث عن العملية العسكرية بهدف الضغط على قوات سوريا الديمقراطية

العملية العسكرية التركية في الشمال لا شك آتية بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، الذين ربطوا موعدها، باتصالات ربع الساعة الأخيرة وفي حال عدم التزام الولايات المتحدة وروسيا باتفاقيات سابقة.

وكان لافتا بث الإعلام الروسي وإعلام النظام أنباء عن موعد العملية العسكرية ولكن ما الدوافع والأهداف وهل يندرج هذا ضمن أجندة سياسية تتعلق بتطورات الأوضاع؟

استثمار الحديث عن العملية العسكرية

رأى الباحث السياسي في مركز جسور للدراسات فراس فحام أن تكثيف الإعلام الروسي نشر أنباء عن العملية العسكرية وبأنها قريبة، هدفه الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات إلى روسيا والنظام.

وأشار فحام إلى أن الإعلام الروسي يتبع الأجهزة الرسمية وليس مستقلا، وقال إن روسيا تسعى لاستثمار حديث تركيا عن عملية عسكرية واستعدادت الجيش الوطني، بهدف دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى تقديم تنازلات إليها.

هدف الضغوط

وقال فحام إن الهدف هو أن تسمح سوريا الديمقراطية للنظام بنشر قواته في مناطق بشرق الفرات، مشيرا إلى أن الفرصة الآن سانحة لروسيا في ظل الحديث عن انسحاب أمريكي من المنطقة.

وأضاف قد تكون روسيا الآن تسعى لتقديم نفسها بالمنطقة بأنها ترعى مصالح قوات سوريا الديمقراطية مع إعطائها هامشاً في الإدارة في المنطقة دون أن ترقى إلى الإدارة الذاتية.

خيارات سوريا الديمقراطية

وقال إن سوريا الديمقراطية ستكون الخاسر الأكبر فهي أمام خيارات صعبة فمن جانب إذا تعرضت لعمليات عسكرية من تركيا والجيش الوطني فإنها تخسر كثيرا من مناطق نفوذها وإن اعتمدت على روسيا والنظام فإنها ستتراجع عن الإدارة الذاتية وتقليص دورها.

ضغوط لأساب تفاوضية

وقال جودت الجيران الباحث والمحلل السياسي إن حديث الإعلام الروسي وأيضا النظام عن عملية عسكرية تركية جاء بالتزامن مع مفاوضات تجري بين قوات سوريا الديمقراطية مع النظام.

وأوضح الجيران أن تكثيف الإعلام الروسي حديثه عن العملية العسكرية يندرج في إطار الضغط على قوات سوريا الديمقراطية، لافتا إلى أنه لا خيار أمامها إلا التفاهم مع روسيا والنظام.

وقال إن التصريحات المرافقة للحديث عن العملية العسكرية قد تؤدي إلى نتائج وتكون بديلا عن العملية، ولكن بنفس الوقت تركيا لن تتراجع عن تهديداتها إذا لم تحقق أهدافها السياسية.

وتوقع الجيران أن تصعد روسيا في جنوبي إدلب وتلح على تركيا في تنفيذ اتفاقيات سوتشي مقابل تحقيق تقدم لها شرق الفرات سواء بعملية عسكرية أم بدونها.

الجيش الوطني ينفي

ونفى المتحدث باسم الجيش الوطني يوسف حمود الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام روسية من بينها سبوتنيك ونوفوستي بأن موعد العملية العسكرية التركية في الشمال السوري هو اليوم

وبالإضافة إلى وسائل الإعلام الروسية، تحدثت وسائل إعلام النظام أيضا عن العملية العسكرية إذ نقلت صحيفة الوطن عن مصادر قالت إنها مقربة من الجيش الوطني بأن أوامر تركية أعطيت له لرفع الاستعداد والجهوزية إلى أعلى مستوى في رأس العين وتل أبيض استعداداً لشن عملية عسكرية قد تنطلق في أي لحظة باتجاه تل تمر وعين عيسى، بينما ترددت أنباء عن عزم الجيش التركي شن عملية عسكرية من تل أبيض وإعزاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى