على وقع زيارته إلى دمشق هل يقود ابن زايد موجة جديدة من فك العزلة عن النظام ؟

محللون: الإمارات تمثل منظومة من بينها إسرائيل.. وتريد مقابلاً من بشار

فتحت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بوابة أخرى باتجاه النظام، بنت عليها دول عربية من بينها الجزائر مواقف مرحبة، وقوى كبرى من بينها فرنسا مواقف أكثر اعتدالاً، وعدتها مسألة سيادية في حين لم يتجاوز الموقف الأمريكي حدود القلق مع عدم الإشارة إلى قانون قيصر.

تبرير الأردن

وأحدث تلك المواقف ما أعلنه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إذ برر الاندفاع نحو بشار الأسد بعدم وجود أي استراتيجية فعالة لحل الصراع في سوريا، وكاشفا عن أن هذا الاندفاع جاء بعد مشاورات مع الولايات المتحدة

وذهبت الجزائر أبعد من ذلك إذ بارك وزير خارجيتها رمطان لعمامرة زيارة ابن زايد إلى دمشق وبنى عليها أملا في أن تسهم بتذليل العقبات بين النظام ودول عربية .

ودوليا وصفت فرنسا على لسان المتحدثة باسم خارجيتها آن كلير لوجندر الزيارة بأنها خيار سيادي إماراتي بينما اكتفت الولايات المتحدة بالتعبير عن قلقها دون أن تشير إلى مفاعيل قانون قيصر لجهة العقوبات على الدول التي تسعى لإقامة علاقات مع النظام .

من جانبها رأت صحيفة واشنطن بوست أن الزيارة علامة على جهود إقليمية لإنهاء العزلة الدبلوماسية للنظام.

الإمارات تمثل منظومة

ورأى رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين أنه لا يمكن أن نتوقع انفتاحاً عربياً على سوريا في ظل النفوذ الإيراني، لافتاً إلى أن مايحصل في لبنان الآن من افتراق خليجي مع لبنان بسبب إيران يمكن أن يكون نموذجا.

وأوضح الأمين أن الامارات تلعب دور التواصل والتقاطع لأنها ترتبط بعلاقات خليجية إسرائيلية أمريكية، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تتحرك إلا ضمن إطار مصالح هذه القوى، وقال يجب أن نترقب المرحلة المقبلة ومدى استجابة النظام للرسالة التي مثلتها زيارة ابن زايد.

النظام لن يستمر

واستبعد الأمين أن تكون زيارة وزير الخارجية الإماراتي بداية النهاية للقضية السورية وقال إن الموقف الدولي من الصعب أن يتقبل النظام، ولم يأت الوقت بعد للحل في سوريا.

وأضاف أنه ليس هناك فرص حقيقية جدية لاستمرار النظام على ماهو عليه بالتأكيد هناك تغيرات جوهرية ستحصل في حال انتقلت سوريا من مرحلة اللااستقرار إلى مرحلة الاستقرار وبالتالي تأهيل النظام مستبعد وغير منطقي وغير واقعي ولا يتناسب مع موازين القوى على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

لا يوجد فيتو أمريكي

وقال الباحث التاريخي والسياسي د. عمر الحسون إن حديث وزير الخارجية الأردني بأن الانفتاح على النظام جاء ضمن مشاورات مع النظام هو خاص بمسألة خط الغاز العربي، وليس بقضايا سياسية.

وأضاف أنه لم يكن هناك أي فيتو على التطبيع العربي مع النظام وخاصة بالنسبة للإمارات التي أنقذت النظام من السقوط المحتمل عبر دعمها للحملة الروسية ضد الثورة السورية ولا سيما أن روسيا تعاني من اقتصاد متهالك.

ويسجل تحرك الإمارات في المنطقة تقدما يتجاوز حجمها ودورها السياسي إذا ماقيست بالثقل الذي تشكله مصر أو السعودية وقد تكون زيارة وزير خارجيتها إلى دمشق تندرج في إطار التحرك الإماراتي لتعويم النظام ضمن هامش محدد من أجل استثماره وتوظيفه في خدمة مشاريع إقليمية.

ولكن يبقى السؤال ما الهامش الذي يمكن أن يبقى هذا النظام في إطاره وما هي المشاريع التي تجبر دولا إقليمية ودولية على حاجتها للنظام من أجل تنفيذها ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى