أميركا تؤكد أن “البيئة” في سوريا ليست مناسبة لعودة اللاجئين

الشهر الماضي، اتهمت "هيومن رايتس ووتش" قوات النظام بارتكاب انتهاكات، بحق العائدين إلى سوريا.

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، أن “البيئة الحالية” في سوريا، غير مناسبة لعودة اللاجئين السوريين، في تأييد لتقارير أصدرتها مؤخراً منظمات حقوقية مثل “منظمة العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، انتهت إلى ذات النتيجة، بأنه لا يمكن إعادة اللاجئين إلى سوريا في الوقت الحالي.

وصرّحت غرينفيلد خلال زيارتها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أمس الجمعة، أنه “لا جدال في أن البيئة الحالية (في سوريا) ليست مواتية للعودة”، وفق ما نقل موقع قناة “الحرّة” عن “فرانس برس”.

وأردفت أن “هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم. أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي. ما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة”.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن “أهم ما استخلصته من هذه الزيارة هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظاً في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته”.

وعبرت غرينفيلد عن تقديرها لـ”كرم الأردن الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى لاجئين آخرين من صراعات أخرى في المنطقة”.

وتابعت بالقول: “بعد 10 سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.

وتجوّلت غرينفيلد في مخيم الزعتري، واطلعت على نشاطات مركز “تايغر” المجتمعي الذي ينظم دورات تدريبية في مجال اللغة الإنكليزية والعربية والحاسوب.

كما اطلعت في المركز على لوحات فنية رسمها لاجئون، ومشغولات يدوية، إضافة إلى مرسم صغير لتعليم الأطفال الرسم، وتحدثت إلى عدة فتيات حول التدريب الذي يتلقينه في المركز، قبل أن تتجول في السوق داخل المخيم وتتناول الفلافل، وفق ما ذكر موقع “الحرّة”.

ويستضيف الأردن قرابة 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر السلطات الأردنية عدد الذين لجأوا إلى المملكة بنحو 1,3 مليون شخص.

وكانت قد أعلنت السلطات الأردنية الصيف الماضي أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا البلاد باتجاه سوريا منذ عام 2018، لم يتجاوز 50 ألف شخص.

وتقود روسيا جهوداً لإعادة تأهيل نظام الأسد إقليمياً ودولياً، تشاركها في ذلك دول عربية في مقدمتها الأردن والإمارات ومصر.

وتتضمن الجهود الروسية الحثيثة، دعوات تكررت مرات عدة خلال السنوات القليلة الماضية، لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

ووثقت منظمة العفو الدولية (amnesty) في تقرير نشرته بشهر أيلول الماضي، جرائم اعتقال وتعذيب وانتهاكات مختلفة ارتكبتها قوات نظام الأسد، بحق لاجئين سوريين عادوا في الآونة الأخيرة إلى سوريا، مؤكدة أن سوريا ليست آمنة بالنسبة للسوريين، مطالبة بإيقاف أي ضغوط مباشرة أو غير مباشرة تهدف لدفع اللاجئين إلى العودة.

وأكد التقرير الذي حمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت” أن قوات الأمن التابعة لنظام الأسد أخضعت مواطنين سوريين ممن عادوا إلى وطنهم بعد طلبهم اللجوء في الخارج للاعتقال والإخفاء والتعذيب، داعياً البلدان المضيفة للاجئين السوريين إلى “الاستمرار في إيوائهم وإتاحة ملاذ آمن لهم، وضمان الاستمرار في حمايتهم من فظائع الحكومة السورية”.

وفي تشرين الأول الفائت، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة لها، بارتكاب انتهاكات، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب بحق لاجئين عادوا إلى بلادهم.

متابعات – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى