الصقيع يضرب زراعة ريفي حمص وحلب… والمزارعون يواجهونه بالنايلون وحرق الدواليب
راديو الكل ـ خاص
ضرب الصقيع الريف الشمالي لحلب، متسبباً بضرر هائل في المحاصيل الزراعية، حيث اكتست بالجليد وبسماكة تعدت نحو 3 سم فوق الأوراق، في حين فتح الأهالي صنابير المياه ليواجهوا الخواء أمامهم، وتحولت المياه المتدفقة من بعض الصنابير المفتوحة أصلاً إلى قطعة جليد واحدة
وقال عضو نقابة المهندسين الزراعين الاحرار محمد عبد العزيز لراديو الكل إن موجة الصقيع التي ضربت حلب تسببت بتلف بعض المحاصيل الزراعية والحاق اضرار في أخرى وخاصة المزروعة ضمن البيوت البلاستيكة، حيث شهدت المنطقة انخفاضاً غير مسبوق في درجات الحرارة وصل لسبعة تحت الصفر، وطال الضرر المحاصيل المروية والبعلية، وتعرضت الخضراوات لتلف كامل في بعض المزارع تراوح بين 60 إلى 90% وتسبب الصقيع بحروق في أوراق بعض الزراعات الموسمية المروية والبعلية كالقمح والشعير والعدس وبلغت نسبة الضرر ضمنها 50% وهذه النباتات تحتاج فترة تتراوح من 20 _25 يوماً لتجديد اوراقها.
وأشار إلى صعوبة حماية الموسم من الصقيع، ولكن هناك نصائح تخفف من أثر الصقيع كتغطيتها بالنايلون خلال الليل والصباح الباكر ويتم اللجوء لهذه الطريقة حينما تكون المزروعات قليلة، وتسميد المحاصيل بمخلفات الحيوانات لأنها تمنح التربة حرارة مستمرة، كما يمكن استخدام الفوسفات، والري بالتنقيط ويستخدم قبل الصقيع واثناؤه.
صقيع حمص:
وطال الصقيع ريف حمص الشمالي، ومناطق محاصرة أخرى في دمشق وعلى رأسها مضايا، وتحدث عضو المجلس المحلي في الرستن باسل عز الدين عن الصقيع الذي ضرب الريف الشمالي بالتأكيد على أن المناطق التي تأثرت بالصقيع بريف حمص الشمالي هي الأكثر بعداً عن البحيرات والأنهار، مثل دير فول والقنيطرات وعز الدين والسعن والزعفرانة والرستن الشرقية والمزارع الشرقية لتلبيسة. ما تسبب بتضرر البقويات والبطاطا والفول، وأثر على نمو البذار في ظل افتقار المزارع للحلول التي تقي المحاصيل الخطر من هذه الموجة. منوهاً أن المزارعين يعمدون بأفضل الأحوال لاشعال الدواليب والحطب والأخشاب حول المنطقة الزراعية بحيث ترتفع درجة حرارة الأرض بما يساهم ببث الحرارة فيها.
وأشار إلى أن تضرر المحاصيل وموجة الصقيع كان له تداعياته السلبية على السكان تزامناً مع الحصار، حيث ارتفعت أسعارها، ورفع الصقيع حالات الإصابة بالأمراض كون الريف الشمالي منطقة زراعية بحتة لاتعتمد سوى على الزراعة…
هذا وشهدت مناطق ريف اللاذقية الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة موجات صقيع وثلج أدت إلى تجمّد المياه وانقطاع في بعض الطرق. وذلك في ظل ظروف إنسانية تشهدها تلك المناطق التي تحتضن عددا من مخيمات النازحين على الحدود السورية التركية التي تفتقد تماما مواد التدفئة في ظل غياب مصادر الدخل للسكان والمنظمات الإنسانية.
ودخلت مضايا منخفضاً جوياً شديداً ووصلت درجة الحرارة إلى ثمانية تحت الصفر ليلاً رغم إن الأهالي يعانون من الحصار أيضاً، ومع عدم توفر الوقود يلجأ الأهالي للتدفئة على الحطب الرطب والبلاستيك وكل ما يمكن حرقه إن وجد مما يؤدي إلى أضرار صحية
ويعمد الأهالي إلى الاستعانة بالوسائل التقليدية كالخشب وحرق بقايا مواد بلاستيكية يخلفها القصف الذي يستهدف المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة للحصول على التدفئة والطهو.
وبالعموم فإن المتعارف عليه علمياً أن أضرار الصقيع الشتوي تكون أقل ما يمكن أو معدومة على الأشجار المتساقطة الأوراق والمحاصيل الزراعية الشتوية والزيتون، أما الضرر الأكبر فيكون مع الصقيع الربيعي الذي يأتي خلال شهري آذار ونيسان خاصةً إذا كان شهر شباط دافئاً، حيث تنمو النباتات وتتفتح البراعم الغضة لتكّون أوراقاً وأزهاراً، فيأتي الصقيع كالكارثة حينها كما حدث في نهاية آذار من العام 2014 حينما قضى الصقيع على “النموات” الغضة للأشجار المثمرة في “سورية” و”تركيا” محدثاً خسائر اقتصادية كبيرة