هل يستخدم النظام المخدرات لابتزاز الخليج والغرب؟

محللون: النظام يستخدم ملف المخدرات سياسياً كما ملفي الهجرة ومحاربة الإرهاب

على الرغم من تراجع الحديث رسميا في الغرب عن ملف المخدرات لدى النظام إلا أن وسائل الإعلام ومن بينها نيويورك تايمز و ” سي إن إن” لم تتوقف عن طرح المخاوف الإقليمية والدولية من استمرار النظام بإغراق الأسواق بالمخدرات مسلطةً الضوء على البعد الاقتصادي الذي تحمله هذه التجارة بالنسبة لشخصيات تعمل بها ومحسوبة على النظام.

وبعد أن طوى مجلس النواب الأمريكي من مشروع قانون تبناه مؤخراً بنداً يتعلق بمحاسبة النظام لإتجاره بالمخدرات وركز على ثروة بشار الأسد وأقربائه، واصلت وسائل الإعلام الغربية دق ناقوس الخطر إزاء استمرار النظام بالعمل بهذه التجارة.

الكبتاغون بديلا لزيت الزيتون

وسلطت شبكة سي إن إن الضوء في تقرير عن اعتماد النظام على تجارة المخدرات كمورد اقتصادي، وتحويله سوريا من بلد مصدرٍ لزيت الزيتون ومواد غذائية أخرى إلى تصدير الكبتاغون.

وقالت إن سوريا التي اشتهرت ذات يوم بتصدير التوابل والفواكه والسجاد والمنسوجات الأخرى، هي الآن ربما تشتهر بشكل أكبر بتصدير الأمفيتامينات ومنشطات غير قانونية

واستضافت ” السي إن إن” بن هوبارد، أحد مراسلي صحيفة نيويورك تايمز الذي تحدث عن الكبتاغون باعتباره مصدر دخل للنظام وقال أعتقد أن القضية التي تهم كثيراً من الناس ربما ليست مجرد كون الكبتاغون هو أحد أنواع المخدرات وإنما كونه مصدر دخل مهم لنظام حاولت العديد من الحكومات الغربية إيقافه لمحاولة إحداث نوع من التغيير السياسي لذا فإنه يزود بشار الأسد والعديد من الشخصيات المحيطة به بدخل لا يخضع لعقوبات.

وقد يحمل تصدير النظام للمخدرات بعداً اقتصادياً بحتاً أساسه حاجته للموارد في ظل خروج ثروات رئيسة عن سيطرته، ولكن تلويح النظام به أمام دول الخليج خصوصاً ربما له أهداف سياسية.

المخدرات ورقة تفاوضية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان أن دولاً عربية وغربية بدأت تلتفت إلى ملف المخدرات على اعتباره يشكل تهديداً لها بعد استخدام النظام له لتحسين أوراقه التفاوضية مع المجتمع الدولي.

وقال حسان إن تقارير غربية تحدثت مؤخراً عن تحويل إدارة عمليات تهريب المخدرات إلى إدارة القصر الجمهوري، وأيضا بدأت الدول الخليجية تدرك وجود مخططات منظمة من النظام للضغط عليه بهذا الملف.

وأضاف حسان أن ترويج النظام بأنه يكتشف شحنات مخدرات معدة للتهريب هدفه إظهار وجود متابعة من قبله لهذا الملف وهذا ما باتت تدركه الدول الغربية، مشيراً إلى أن النظام يرى أنه تجاوز مرحلة إسقاطه عسكرياً وهو بحاجة الآن للمفاوضات السياسية وفك العزلة الدولية وتعزيز أوراقه التفاوضة ويندرج في إطارها ملف المخدرات إضافة إلى ملفي الهجرة ومكافحة الإرهاب.

أهداف اقتصادية وإعلامية

من جانبه رأى د. طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات أن سوريا بعد العام 2011 أصبحت تنتج المخدرات ولديها مرافئ خاصة للتصدير بالتعاون مع ميليشيا حزب الله والهدف من ذلك اقتصادي ومتعلق بالتمويل العسكري.

وقال المصطفى إنه على الرغم من الهدف الاقتصادي فإن هناك أهدافاً أخرى تتعلق باستثمار النظام وتوظيفه لملف المخدرات إعلامياً للإيحاء بأنه يستطيع الإمساك بهذا الملف ومنع خطره على الدول الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى