“مدرسة الخيرات” تؤمن التعليم للأيتام في إدلب وصولًا إلى جامعات تركيا

أحد الطلاب يؤكد أنه تعلم وترعرع في مدرسة الخيرات وهو الآن يدرس في جامعة حران التركية قسم الطب الفيزيائي

تعمل مدرسة “الخيرات الداخلية”، في مدين سلقين غربي إدلب، على رعاية الأطفال الأيتام ممن فقدوا أحد والديهم في الحرب بسوريا وتؤمن لهم حياة أفضل و تكفلهم من جميع الاحتياجات بغية تحقيق أهدافهم ووصولهم إليها.

أحمد خشان المشرف التربوي في المدرسة يقول لراديو الكل، إن المدرسة تضم 120 طالبًا 60 منهم في قسم المبيت موزعين على المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتتوفر لهم جميع مقومات الحياة.

وأشار إلى إن إدارة المدرسة تسعى إلى متابعة تعليم الطلّاب وتأمين كافة احتياجاتهم طيلة فترة دراستهم حتى دخولهم إلى الجامعات التركية ووصولهم إلى مرحلة التخرج ونيل الجنسية التركية مستقبلاً.

نور القاسم نازح من ريف حماة الشمالي يقول لراديو الكل، إن الحياة ضاقت به وبعائلته بعد وفاة والده عندما كان بعمر الـ 13 عاماً حيث أجبر على ترك مدرسته حتى يعيل والدته وإخوته الصغار.

وتابع: إن ظروف الحياة دفعت به لأن يعمل ويدرس في آن واحد، إلا أن المدارس آنذاك كانت مغلقة بسبب القصف الذي تعرضت له المنطقة، لافتًا إلى أنه التحق بمدرسة الخيرات الداخلية في سلقين كونها تؤمن حياة اليتيم من تعليم ومسكن وكافة الاحتياجات الأخرى المجانية.

وأشار إلى أنه ترعرع في مدرسة الخيرات لمدة خمسة سنوات، ثم انتقل لإكمال مسيرته التعليمية في جامعة حرّان في مدينة أورفا التركية باختصاص الطب الفيزيائي سنة ثانية مع توفير كافة احتياجاته من قبل إدارة المدرسة، واصفًا بما سعى إليه بالسعادة، وأنه حزين على حال أهله في سوريّة.

هاني عثمان من بلدة البشيرية غربيّ إدلب يؤكد لراديو الكل أنه أكمل تعليمه في مدرسة الخيرات الداخلية بدءًا من الصف الثامن وصولاً إلى السنة الثانية بالهندسة الميكانيكية، حيث أمنت الإدارة دخوله إلى تركيا للتسجيل في الجامعات مع توفير ما يلزمه من سكن مجّاني إضافة إلى الرعاية الكاملة.

أما الطالب أمجد جمعة، تسرّب عن التعليم لمدة سنتين بعد نزوحه مع عائلته إلى ريف إدلب الشمالي، إلى أن استقرت والدتهُ بمخيم الأرامل وتوجّه هو إلى مدرسة الخيرات الداخلية، ويقول لراديو الكل، إنه واجه صعوبة في تلقي التعليم بداية ومن ثم أصبح متفوقاً، لافتًا إلى أنه مضى على إقامته في المدرسة نحو 4 سنوات، ويزور والدته في مخيم الأرامل بين الحين والآخر.

سحر عباس ذات الثالثة عشر من عمرها، وهي نازحة من منطقة خان شيخون إلى مخيمات ريف سلقين، تؤكد لراديو الكل، أنها تركت دراستها منذ 4 سنوات، ولجأت مع ذويها إلى أحد المخيمات التي لا يتوفر فيه مدرسة لتتلقى تعليمها، لافتة إلى أنها وجدت مدرسة تهتم بشؤون الطالبات الأيتام، إلا أن والدتها منعتها من الذهاب إليها لبعدها عن المخيم وخشية أن تغيب عنها.

وتأسست مدرسة الخيرات الداخلية بدعم من جمعية الخيرات للمساعدات الإنسانية التركية مطلع عام 2012 في مدينة سلقين غربي إدلب، وبلغ عدد الأيتام المسجلين فيها منذ نشأتها إلى أكثر من 600 طالب.

وبلغ عدد الأيتام في مناطق شمال غربي سوريا 197 ألفًا و865 يتيمًا من النازحين والسكان وفقًا لإحصائية صدرت عن “منسقو استجابة سورية” في العام الماضي.

راديو الكل – إدلب

تقرير: فارس وتّي – قراءة: نور عبد القادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى